واشنطن قلقة من استمرار دعم الجهاديين في سوريا.. ومديح لتجفيف المنابع في السعودية منذ أربعة أعوام

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘يوما بعد يوم، تمزق الحرب السورية المركز الثقافي والسياسي في الشرق الأوسط وتحوله إلى مسرح للكارثة والوحشية وعلى قاعدة لا يمكن لأحد فهمها. فقد تعرضت العائلات للمعاملة الوحشية من الحكومة والجهاديين الذين يزعمون أنهم المخلصون لهم، حيث تم تهجير نصف السوريين، الكثير منهم أطفال، في بداية العام الرابع منذ أن انتفض السوريون في حركة سلمية تحولت للسلاح والعنف والإضطهاد’.
هذا ما جاء في تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ الأمريكية والتي تقول إن عمليات الإنزلاق نحو الهاوية تتزايد في سوريا بدون أن يكون هناك ما يوقفها.

أشكال الموت

وكصورة عن ذلك تشير إلى عمليات الحكومة التي تقوم بقصف الاحياء بالبراميل المتفجرة والصواريخ والأليات الثقيلة، والأسلحة الكيميائية كما تقول الولايات المتحدة، ثم تقوم بإرسال حلفائها من حزب الله والميليشيات الأخرى لشن حرب شوارع، وتقوم الحكومة بسجن وتعذيب الناشطين السلميين، فيما تستخدم سلاح التجويع وتحاصر المعارضة في مناطقها حيث يذوي الأطفال العالقون ويموتون’.
وتضيف الصحيفة أن المعارضة السورية الآن وبشكل رسمي أصبحت تتسيدها جماعات المقاتلين الأجانب الذين يرتكبون جرائمهم وانتهاكاتهم الخاصة باسم أيديولوجيتهم المتطرفة. وقتلت قبل أسبوع ولدا لا يتجاوز عمره 7 أعوام بعد اتهامه بالكفر. واستخدم بعض المقاتلين سلاح الحصار والتجويع في مناطقهم.

العالم لا يلتفت

كل هذا ليس من أجل إقناع العالم وتقديم أدلة له على أن سوريا تعيش مأساة قتل فيها 150.000 حسب بعض التقديرات، فقد أرسل السوريون صرخاتهم الجماعية طالبين المساعدة لوقف ما يمكن وصفه بأنها أعظم كارثة صنعها البشر موثقة بشكل دقيق.
فقد سجل السوريون المعاناة المروعة على أشرطة الفيديو وبثوها حول العالم، وسجلت صور الأطفال الذين تحولوا لهياكل عظمية، والأطراف البشرية التي انتزعت من بين أنقاض البيوت، والوجوه التي علاها اليأس والتعب.
كل هذا لم يقنع العالم بمساعدتهم وانحرف انتباه الدبلوماسية عنهم. وتشير الصحيفة إلى أن الكارثة السورية تقوم بتغيير الطابع السكاني للشرق الأوسط وما بعده. وكل المبادرات التي قدمت للمساعدة على تخفيف الأزمة تمزقت وفشلت، وكان آخرها المؤتمر الدولي في جنيف الذي رعته الولايات المتحدة وروسيا، ومع تراجع العلاقات بين البلدين بسبب الأزمة الأوكرانية وضم القرم لروسيا فقد تبددت الآمال بتسوية سريعة للأزمة السورية.
ويعتقد أنطونيو غاتيرز، رئيس المفوضية السامية للاجئين أن غياب الحل مرتبط بعدم وجود مسار واضح ورد دولي متماسك على ما يجري في سوريا.
كما أن زيادة المشاكل الدولية تعقد الحل ‘الأزمات تتضاعف وصار من الصعب حلها’، ‘أفغانستان لم تحل مشكلتها بعد ولا الصومال’. وفي الوقت الذي يجري فيه البحث عن حل تنهار سوريا.

خيار التقسيم

وتشير الصحيفة هنا إلى سقوط معقل آخر من معاقل المعارضة السورية في يبرود، قرب الحدود اللبنانية، ودمرت مثل بقية المعاقل التي سقطت بيد النظام من حمص والقصير وأخيرا يبرود، وتحولت إلى علامة عن معاناة المدنيين وزادت من عمليات التهجير.
وتقول الصحيفة أيضا إن البلاد مهددة بتقسيم فعلي تسيطر على أجزائها مجموعات من الفصائل الكردية، وزعماء المقاتلين المتطرفين الراغبين بإقامة حكم إسلامي، ويسيطر على البقة مؤيدو النظام والحكومة.
وفي ظل التسيب والفوضى نشطت العصابات الإجرامية.
ومع التقسيم هناك حروب بالوكالة تجري على الأرض السورية تعبر عن صراع إقليمي بين السعودية وإيران زاد من درجات الإستقطاب والنزاع الطائفي.
وتحدثت الصحيفة عن مخاطر الازمة السورية على استقرار دول الجوار، فقد هجرت الحرب 9 ملايين نسمة منهم 2.5 مليون هربو ا لدول الجوار. ويعتبر الرحيل السوري الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية.
وبحسب الدكتور فؤاد فؤاد وهو طبيب سوري تحدث الأسبوع الماضي أمام مؤتمر في الجامعة الأمريكية في بيروت ‘إنها ليست موضوعا إنسانيا، والحاجة لتوفير الطعام للناس′، ‘بل وقضية تاريخية وذات علاقة بالجغرافيا السياسية’. ويحاول عمال الإغاثة إعادة تركيز انتباه الرأي العام على سوريا ويرون أن أهم خطوة هي وقف المواجهات.
ويخشى عمال الإغاثة أن تفقد الدول المانحة الإهتمام لدعم اضخم نداء في التاريخ ويهدف لجمع مبلغ 4.4 مليار دولار أمريكي. وتلاحظ الصحيفة ان التبرعات الخاصة للسوريين تراجعت خلف حملات طوارئ أخرى مثل الإعصار الذي ضرب الفلبين قبل فترة.
وعلى الحدود السورية يستمر تدفق الهاربين من الحرب ومعها يبدو عدم كفاءة الرد الدولي عليها. وأدت الأزمة لانتشار الأمراض وزيادة أعباء الدول المضيفة، وولادة ‘الجيل الضائع′ للحرب السورية الذين كانوا قبل الحرب يذهبون للمدارس. ونسبة من يتلقى التعليم منهم اليوم لا تتجاوز 12 بالمئة بين أبناء السوريين في لبنان.
ويقول محللون إن نسبة 42′ من السوريين فروا من بيوتهم أي مايساوي تعداد سكان مدينة نيويورك. وفي لبنان سجل لدى الأمم المتحدة 962.000 لاجئ، واستوعب البلد اعدادا من اللاجئين أكثر من اي بلد في العالم. ويقدر عدد البيوت التي دمرت بحوالي 700.000 بيت، فيما توقفت الحياة الصناعية، والتجارية في معظم أنحاء البلاد. ويضع المركز السوري لابحاث السياسات نسبة البطالة في سوريا بـ 50′، ودمرت الحرب نصف مؤسسات القطاع الصحي.
ويتحدث التقرير عن حاجة 5.5 مليون طفل للمساعدة حسب منظمة الطفولة العالمية (يونيسيف)، وتضاعف عدد اللاجئين منهم خمسة أضاف منهم 425.000 تحت سن الخامسة، فيما يتم اجبار واحدة من كل خمس بنات لاجئات سوريات في الأردن على الزواج المبكر.
وبعض من لا يستطيع من اللاجئين دفع ثمن العلاج يغامرون بالعودة لتلقي العلاج أو الولادة في مناطق الحرب. وفي ظل استمرارالأزمة قالت غالبية اللاجئين إنهم لا يتوقعون العودة إلى سوريا حسب دراسة لمنظمة ‘أوكسفام’ البريطانية.

من يبرود

في أول تقرير له من بلدة يبرود أهم مدن منطقة القلمون السورية والتي أعلن الجيش السوري سيطرته عليها، وصف روبرت فيسك، الصحافي المعروف في صحيفة ‘إندبندنت’ البريطانية آثار المواجهة بين القوات السورية المدعومة من حزب الله والمقاتلين السوريين التابعين لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، وقال إن الكنيسة اليونانية في البلدة والتي اتخذها المقاتلون مركزا للقتال تعرضت للتشويه والتخريب.
وقال إن الكنيسة اليونانية الكاثوليكية ‘هي مكان للعار، حيث حرقت فيه نسخ العهد القديم وتم تمزيق الصور بالسكاكين، وتم نزع قطع الفسيفساء من الجدران. ويقول فيسك ‘قد يقول شاك إن هذه الأفعال ارتكبها الجيش السوري لعرضها أمام الكاميرات وتشويه صورة المعارضة’ لكن ممارسات كهذه تحتاج لأسابيع لتدمير مكان العبادة هذا بأعمدته التاريخية القديمة، وتشويه تماثيل القديسين وفقء عيونهم.
ويضيف أن الإسلاميين دمروا تمثال القديس جورج والتنين المعمول من الفسيفساء. ويضيف فيسك لا يمكننا وصف ما حدث من تدنيس للمقدسات على انه عار فقط، ولكن علينا التساؤل كيف ستقوم سوريا نفسها بترميم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بعد عمليات التخريب هذه.
وقد لا نحصل على جواب عن هذا السؤال مع أن المدنيين المسلمين في هذه المدينة الأثرية حاولوا حماية جيرانهم المسيحيين حتى النهاية. أما عن الجنود السوريين فيقول إنهم تدفقوا على المدينة بالآلاف، مع أنه لم تكن هناك جثث للمقاتلين، وكانت هناك جثث متعفنة للحيوانات.
ويقول إن الجنود الذين تحدث معهم هم أشداء حرقت ريح الجبال وجوههم فيما طلب مقاتلو حزب الله عدم التقاط صور لهم ولكنهم اعترفوا أنهم جاؤوا من سهل البقاع على الطرف الآخر من سوريا.

مظاهرات

ولاحظ فيسك أن معدات الجنود العسكرية جديدة ولا يبدو على مقاتلي حزب الله أنهم جيش غير منظم، مع ان السوريين واللبنانيين بدوا وكأنهم يعملون بشكل مستقل عن بعضهم البعض. ويتساءل فيسك ‘كيف سنسجل تاريخ الـ13 يوما الماضية، أو قصة المولود الجديد الذي عاش الـ 15 شهرا الأولى من حياته في ظل الإسلاميين، حيث لم يكن أحدا هنا آمن وعاش هو والمقاتلون حياة’.
ويقول إن الطريق نحو يبرود ممزق، والبنايات والدكاكين والمتاجر تم نهبها، أما سكان البلدة فاختبأوا وعاشوا في خوف، ‘والتقيت أمرأة واجدة في شارع بيوته قديمة، ولا تزال تحتفظ بأبقارها في أرضية البيت.
أم قصي، حيث تحدث ابنها الصغير كيف قامت هي وقلة من النساء بتظاهرة ضد مقاتلي جبهة النصرة بعضهم لم يكن يتحدث العربية’. وتقول أم قصي ‘لقد هددونا وأحاطوا بنا وأخبرونا أننا ممنوعون من التظاهر.
وطلبوا منا عدم ذكر بشار الأسد وقلنا لهم لا نريد أجانب في سوريا، وبعد ذلك قمنا بتظاهرة أخرى، وكنا عشرة نساء فقط وأحاط بنا 200 من مقاتليهم. وبعد ذلك قام المقاتلون بتظاهرتهم الخاصة وسجلوها على الفيديو وادعو أن زعيمة التظاهرة التي نظمناها عميلة للنظام، ولكن الشريط كان مزورا’، وأضاف أنه استمع لتعليقات أثارت انزعاجه، فقد ادعت أم قصي أن مقاتلي جبهة النصرة أجبروا المواطنين على دفع ثمن الطعام الذي أحضروه، وكان على المسيحيين دفع جزية أعلى بسبب دينهم.
وقالت إن معظم الطعام كان من مواد الإغاثة التي أرسلتها الأمم المتحدة من لبنان.

قطع طريق عرسال 

وتحدث فيسك مع العقيد مدين عبادة من الجيش السوري الذي شق طريقه للمدينة من خلال المعارك، ووصف عملية السيطرة عليها. وأكد عبادي في البداية على أن بلدة عرسال اللبنانية التي اعتمد عليها المقاتلون في وصول الإمدادات إليهم قد قطعت بالكامل عن سوريا مما يشكل ضربة قوية للمعارضة على ما يقول فيسك. ورغم أن الجيش السوري اعتقل مقاتلين ‘ولكنني لم أر أحدا منهم’.
ونقل فيسك عن ضباط سوريين قولهم إنهم عثروا على جوازات سفر مصرية وإماراتية، وهي جوازات حقيقية ليست مزورة وأخذت من جثث ‘وللأسف لم يظهروها لي كي أراها’. ولكن لديهم أسماء ومنها عبد الرحم محرز، قائد أحرار الشام، وكان هناك التونسي واسمه محمود عثمان برشة، ومحمد القديني، قائد كتيبة مغاوير القلمون، وعمر سليمان خزانة قائد كتيبة فجر الإسلام والقائمة طويلة.
ويختم بالقول ‘يبرود مدينة غنية أو كانت، وترك الكثير من أبنائها البلدة ومنهم كارلوس منعم، الرئيس الأرجنتيني والذي زار بلدته في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1994.
وهناك نصب يخلد المناسبة ولكنه مغطى براية المقاتلين أخضرـ أبيض- أسود’، وقد تدفع العائلات المهاجرة لإعادة إعمار هذه البلدة ولكن من سيدفع لإعمار سوريا’.
ويقول ‘تبدو يبرود مثل بقية سوريا، مهدمة وساحة معركة وأنقاضا..’. ومع ذكر المقاتلين الأجانب كتب باتريك كوكبيرن في سلسلة حلقاته عن القاعدةوعن الدور السعودي وإن كان السعوديون نادمون على دعم الجهاديين؟
هل ندمت السعودية؟

يقول كوكبيرن في صحيفة ‘اندبندنت’ أن القاعدة تحولت خطرا على السعودية، وتسبب قلقا للأمريكيين بشأن دور المملكة في دعم الجماعات الجهادية في سوريا. ويشير بداية إلى إعدام مقاتلين جهاديين سائقي ثلاث شاحنات على الطريق السريع الذي يربط بين سوريا والعراق بعد امتحانهم حول معرفتهم الدينية وهو ما قاد في النهاية لإعدامهم باعتبارهم علويين. ويقول إن الغربوأمريكا قد لا يهمهم الصراع السني- الشيعي، لكن في فصائل المقاتلين المعتدلة التي تلقى دعما من الغرب فصائل سلفية، مضيفا إلى أن الفكرة اعتدال فصائل الجيش الحر زالت في في كانون الأول/ديسمبر عندما هاجمت جماعات إسلامية مخازن الجيش الحر في أطمة قرب الحدود التركية ونهبت ما فيها.
ولاحظ كوكبيرن أن الولايات المتحدة عبرت في الستة أشهر الأخيرة عن غضبها من أفعال السعودية ودول الخليج الأخرى التي تقوم بدعم وتمويل ‘أمراء الحرب الجهاديي’ في سوريا الذين أصبحوا قوة مهمة في الثورة السورية.
وقال الكاتب إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انتقد في أحاديثه الخاصة مع السعوديين الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق في واشنطن، ومسؤول الأمن القومي السعودي منذ عام 2012 والذي كان يدير الحملة السعودية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ورد الأمير بندر بمهاجمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم ينفذ تهديداته ويوجه ضربة عسكرية للنظام السوري. وأشار كوكبيرن إلى التغييرات الأخيرة في المسؤولين السعوديين عن الملف السوري الذي أصبح في عهدة الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية والذي يقيم علاقة قوية مع الإستخبارات الأمريكية، ويلعب أيضا الأمير متعب بن عبدالله، رئيس الحرس الوطني السعودي دورا في تشكيل السياسة السعودية حول سوريا.
ويعتقد أن الخلافات الخليجية ـ الخليجية حول سوريا التي خرجت للعلن بين السعودية والبحرين والإمارات العربية من جهة ودولة قطر من جهة أخرى لم تكن بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين فحسب بل ولأنها تدعم الجماعات الجهادية في سوريا.
ومع أن السعودية أصبحت الداعم الرئيسي للمعارضة السورية منذ الصيف الماضي إلا أن المشاركة السعودية أعمق وأطول وتبرز عبر العديد من المقاتلين السعوديين الذين تدفقوا إلى سوريا ويقاتلون إلى جانب الجماعات الجهادية في العادة.
ويقول الكاتب إن السعودية مشاركة على المستوى الرسمي والشعبي في الحرب السورية، فالدولة تدعم جماعات المعارضة بالمال والسلاح، والدعاة والوعاظ يجمعون المال ويلقون الخطب ويحضون الشباب للسفر إلى سوريا.

ويشير الكاتب إلى الخلاف السني ـ الشيعي القديم وموقف الوهابية من الشيعة والذي يعود لأيام مؤسس الدولة السعودية عبد العزيز بن سعود، ولكنه أصبح واضحا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وفي هذه السنة أيضا قام الإتحاد السوفييتي بغزو أفغانستان حيث ظهر تحالف سعودي- باكستاني (الجيش الباكستاني)- أمريكي لدعم فصائل المجاهدين. وقدم التحالف البذرة التي ظهر منها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.
ويقول الكاتب إن هجمات 9/11 كان بمثابة بيرل هاربر (عندما ضرب اليابانيون الميناء الأمريكي في الحرب العالمية الثانية) وقد استخدم المحافظون الجدد الحادثة وتلاعبو بها لخدمة أغراضهم التي قادت لغزو العراق.
وكان استخدام أسلوب التعذيب والإيهام بالغرق مع معتقلي القاعدة في سجن غوانتانامو من أجل نزع اعترافات منهم لتوريط العراق في هجمات 9/11 وليس السعودية كما يقول الكاتب. ويعود كوكبيرن إلى تقرير لجنة التحقيق في ظروف هجمات إيلول/سبتمبر عام 2001 والتي قالت إن السعودية هي أكبر ممول للقاعدة، وبعد سبعة أعوام من الهجمات وفي ذروة حرب العراق قال مساعد وزير الخارجية سيتوارت ليفي لشبكة ‘إي بي سي’ إنه عندما يتعلق الأمر بالقاعدة فيمكنه قطع الدعم عنها من دولة واحدة وهي السعودية. وقال إن الأخيرة لم تقم بالتحقيق مع أي شخص ممن وردت أسماؤهم في تقارير الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
ورغم حالة الإحباط في الدوائر الأمريكية من السعوديين إلا أن شيئا لم يتغير، وقبل بضع سنوات كتبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في برقية سربها موقع ويكيليكس وفي البرقية المؤرخة في كانون الأول/ديسمبر عام 2009 قالت كلينتون إن السعودية لا تزال الممول الرئيسي للقاعدة، طالبان ولاشقر طيبة في الباكستان والجماعات الإرهابية الأخرى’.
واشتكت الوزيرة الأمريكية من تردد السعودية في اتخاذ إجراءات ضد القاعدة. هو ما دعا مساعد وزير الخارجية لشؤون الإرهاب وتمويله ديفيد كوهين إلى مدح الجهود السعودية والتقدم الذي حققته في تجفيف مصادرتمويل القاعدة في داخل الأراضي السعودية، ولكنه قال إن الجماعات الجهادية الأخرى يمكنها الحصول على تبرعات من داخل المملكة.
وعبر كوهين عن قلقه أيضا من الدور الكويتي حيث قال ‘ لقد تحولت حليفتنا الكويت إلى مركز تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا’. وانتقد تعيين نايف العجمي، وزيرا للعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية وقال ‘للعجمي تاريخ في دعم الجهاد في سوريا، وظهرت صوره على حملة جمع تبرعات يقوم بها مؤيد معروف لجبهة النصرة’. وأضاف أن وزارة الأوقاف أعلنت في الآونة الأخيرة عن السماح بجمع التبرعات من المساجد الكويتية مما يفتح الباب لجامعي التبرعات نيابة عن الجهاديين.
وفي نهاية تقريره يشير الكاتب إلى المبالغة السعودية في تقدير الخطر الشيعي الممثل بإيران، مشيرا إلى وثيقة أمريكية مسربة، والتي أظهرت حجم التعاون الباكستاني- السعودي بدرجة جعلت دبلوماسيا سعوديا يقول ‘نحن لسنا مراقبين بل مشاركين’.
ويقول إن السعوديين كانوا شاكين في آصف زرداري، الرئيس الباكستاني السابق، وفضلوا ديكتاتورية عسكرية عليه، وكما أخبر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الأمريكيين ‘السعوديون يشكون في أن زرداري هو شيعي، مما يثير مخاوفهم من ظهور مثلث شيعي في المنطقة بين إيران والمالكي والباكستان في ظل حكم زرداري’.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.