هيثم المالح: تهديدات الجعفري تلميح بهجمات كيميائية رداً على تقدّم المعارضة في الساحل

‘الجبهة الإسلامية’ في سوريا: ‘داعش’ تعيق الجهاد ضد نظام الأسد

عواصم وكالات: طالب رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري هيثم المالح، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية، تجاه احتمالية أن يرتكب نظام الأسد مجزرة كيميائية جديدة في سورية. بعد ما وصفه بـ’ التهديد الواضح لمندوب نظام الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري، عندما قال: ‘إننا نخشى من خطورة تعرض القوافل الناقلة للأسلحة الكيميائية في الساحل السوري إلى هجمات مسلحة، من قبل بعض المقاتلين، ومن ثم شروعهم بمجزرة كيميائية ولصقها بالقوات النظامية، إضافة إلى عرقلة تسليم الأسلحة الكيميائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالموعد المحدد’. وقال المالح في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي ‘ إنّ هذا الكلام يعكس عدم جدية الأسد في تسليم الكيماوي، وعجزه عن مواجهة بطولة الثوار في الساحل السوري، ما دفعه، إلى التلميح بارتكاب مجزرة كيميائية أو أخرى غير كيميائية، بحجة حماية القوافل الكيميائية، والتي يحاول النظام اتخاذها شماعة يشرعن من خلالها قتل السوريين أمام قانون المجتمع الدولي’.
هذا وقد اتهم ‘المجلس الشرعي لكتائب الجبهة الإسلامية’ في سوريا ، تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)’، بـ’إعاقة’ الجهاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفهم بـ ‘الخوارج والفاشيين’.
وأوضح ‘المجلس′ في بيان نشر في منتديات جهادية ليل الأربعاء ـ الخميس ‘نحن نرى ان المصلحة الشرعية تعين علينا قتال من يقاتل المجاهدين من هؤلاء الخوارج (في إشارة لداعش)، الذين يعيثون في الأراضي المحررة فساداً وإفساداً، ويعيقون الجهاد ضد بشار (الأسد) ويضيعون ثمار الجهاد المبارك في الشام’.
وأشار إلى ان ‘المظالم التي ارتكبها تنظيم الدولة (الإسلامية في العراق والشام) قد طالت عموم المجموعات الجهادية، بدءاً بجبهة النصرة (لأهل الشام)، فأحرار الشام، فلواء التوحيد، فجيش المجاهدين… إلخ، في مظالم عديدة تتعلق بالدماء والأموال والسلاح والمقرات’.
يذكر ان ‘الجبهة الإسلامية ‘ تأسست في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهي إحدى تشكيلات ‘الجيش السوري الحر’، ويقودها مجلس شورى مكوّن من عدد من الأعضاء، يرأسهم قائد ألوية ‘صقور الشام’، أبو عيسى الشيخ، كما تضم الجبهة هيئتين، إحداهما سياسية ويرأسها حسان عبود، قائد حركة ‘أحرار الشام الإسلامية’، والأخرى عسكرية يقودها زهران علوش، قائد ‘جيش الإسلام’، والتشكيلات الثلاثة السابقة منضوية تحت لواء الجبهة.
الى ذلك قتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر احمد نواف درة، مع خمسة مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على منطقة فليطة ترافق مع اشتباكات عنيفة، بحسب ما افاد ناشطون امس الخميس.
وقال متحدث باسم الجيش الحر، امس الخميس، إن اشتباكات عنيفة دارت الاربعاء بين خلية تابعة لـ’داعش’ وعناصر من جبهة ‘النصرة’ بريف دير الزور شرقي سوريا، أدت إلى مقتل نحو 18 عنصراً من الطرفين.
ووضح عمر أبو ليلى الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر- الجبهة الشرقية، أن الاشتباكات اندلعت عندما حاول عناصر من النصرة اعتقال عنصر تابع لتنظيم ‘داعش’ (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) في بلدة البصيرة (شرق دير الزور) إلا أن الأخير بادر بإطلاق النار عليهم، قبل أن تتوسع الاشتباكات بعد طلبه ‘فزعة’ (نجدة) من بعض أعضاء التنظيم وأبناء العشيرة التي ينتمي إليها.
وأضاف أن الاشتباكات التي استمرت، الاربعاء، لساعات أوقعت 11 قتيلاً من مقاتلي ‘داعش’ والمقاتلين الذين حضروا لمناصرتهم، إلى جانب 7 من النصرة، إضافة إلى جرح العشرات من الطرفين، قبل أن تتوقف الاشتباكات ليلاً، وما يزال الوضع حتى الساعة (10:20 تغ) ‘متوتراً ومفتوحاً على كافة الاحتمالات’، على حد قول أبو ليلى.
ولفت أبو ليلى إلى أن ‘داعش’ وبعد طرده من غالبية مناطق محافظة دير الزور، قبل شهرين، أخذ يتبع أسلوب ‘الخلايا النائمة’ في بعض المناطق ‘المحررة’ بدير الزور وخاصة بالريف الشرقي، بغية العمل على القيام بعمليات تفجير مباغتة تستهدف مواقع للفصائل التي تحاربه، وأيضاً ليعمل على اللعب على الوتر العشائري من خلال خلق فتنة بين العشائر وفصائل المعارضة، كونه يعرف أن المنطقة عشائرية بالشكل الأساسي.
وأشار الناطق إلى أن داعش تحاول اللعب بالورقة العشائرية مثلما يعمل النظام على اللعب بالورقة الطائفية، بعد أن فشل التنظيم في الحفاظ على مواقعه في دير الزور.
وقال قيادي في الجيش الحر، امس الخميس، إن هجوم قوات المعارضة على منطقة الساحل، غربي البلاد، أجبر قوات النظام على الانتقال من أسلوب الهجوم الذي تتبعه في جميع المناطق السورية إلى الدفاع، خاصة أن تلك المعارك تستهدف معقله الأساسي ومركز ثقله الطائفي.
وقال أنس أبو مالك القيادي في الجيش الحر، إن قوات النظام تحاول بشتى الوسائل وقف تقدم قوات المعارضة التي امتلكت زمام المبادرة ببدء المعارك في ريف محافظة اللاذقية الشمالي، واستطاعت تلك القوات التقدم بسرعة في مدينة ‘كسب’ ومحيطها والوصول إلى أول منفذ بحري على البحر المتوسط.
ومنذ يوم الجمعة الماضية، أعلنت قوات المعارضة عن إطلاق معركتين باسم ‘أمهات الشهداء’ و’الأنفال’ تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد ومعظم أركان حكمه.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل ‘السمرا’ أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
وأضاف أبو مالك أن النظام السوري كثّف خلال الأيام الماضية من قصفه وحشد قوات عسكرية كبيرة في محاولة لصد تقدم قوات المعارضة خاصة بعد أن سيطرت الأخيرة على مواقع تمكنها من قصف مدينة اللاذقية وقرية ‘القرداحة’ مسقط رأس حافظ الأسد (والد بشار)، وعدد من قيادات أجهزته الأمنية وقيادات الجيش النظامي.
ولفت القيادي إلى أن وعورة المنطقة التي تتقدم فيها قوات المعارضة كونها منطقة جبلية، تصعب من مهمة قوات النظام في مواجهتها الأمر الذي أوقع عدداً كبيراً من عناصر الأخيرة خلال الاشتباكات، وهو ما يعتبر ‘نقطة قوة لصالح المعارضة’، على حد قوله.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.