واشنطن وباريس تحمّلان دمشق مسؤولية عدم نجاح مفاوضات جنيف

حذرت الولايات المتحدة الأميركية النظام السوري من أن عدم التوصل إلى حل سياسي في شأن المفاوضات مع المعارضة يهدد بـ«اضطرابات لا نهاية لها»، داعية داعمي الحكومة السورية إلى الضغط على دمشق لدفعها إلى المشاركة في شكل «كامل» في المفاوضات، في حين اتهمت فرنسا دمشق بانتهاج «استراتيجية العرقلة» في جنيف.

وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان، إن «الولايات المتحدة ترغب من داعمي الحكومة السورية، استخدام نفوذهم لحض النظام على المشاركة بالكامل في مفاوضات جادة مع المعارضة في جنيف».

وأضافت أن «الولايات المتحدة تحض كل الأطراف على العمل بجدية نحو حل سياسي لهذا الصراع، وإلا فإنها ستواجه عزلة مستمرة واضطراباً لا نهاية له في سورية».

وألقى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا اللوم على عاتق الحكومة السورية، وقال في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات: «خاب أملي. تمت إضاعة فرصة ذهبية».

وفي الإطار، اتهمت فرنسا أمس، دمشق بانتهاج «استراتيجية العرقلة» في مفاوضات السلام في شأن سورية التي فشلت في جنيف. وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية: «نأسف لموقف النظام السوري الذي رفض المشاركة في المحادثات منذ 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي».

وأضاف: «إنها استراتيجية للعرقلة غير المسؤولة مقارنة بحجم التحديات التي تواجه سورية، من أجل إعادة السلام، والسماح بعودة اللاجئين والقضاء على الإرهاب».

وعلى صعيد آخر، دعت باريس موسكو وطهران مجدداً إلى ممارسة ضغوط على حليفهما الرئيس السوري بشار الأسد للتخفيف من قبضته على الغوطة الشرقية، حيث تحاصر قوات النظام 400 ألف شخص يتعرضون للقصف.

واتهمت فرنسا سورية بأنها لا تفعل شيئاً من أجل التوصل لاتفاق سلام بعد حوالى سبعة أعوام من الحرب، وقالت إنها ترتكب «جرائم جماعية» في منطقة الغوطة الشرقية، حيث تفرض القوات الحكومية حصاراً على 400 ألف شخص.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو على «تويتر»: «نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية. هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم».

وعلى رغم أنها من أكبر داعمي المعارضة السورية، إلا أن فرنسا سعت إلى تبنّي نهج عملي في التعامل مع الصراع السوري منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى سدة الحكم، إذ قالت إن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «ليس شرطاً مسبقاً للمحادثات».

لكن عدم إحراز تقدم ملموس في جنيف واستمرار الهجمات على جيب الغوطة الشرقية المحاصر قرب دمشق، أثار انتقادات لاذعة من باريس.

وقال نائب الناطق باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحافيين في إفادة صحافية يومية: «لا يوجد بديل من حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين تحت رعاية الأمم المتحدة».

وأضاف: «نندد بأسلوب النظام السوري الذي رفض المشاركة في المناقشات. النظام السوري مسؤول عن عدم تحقيق تقدّم في المفاوضات».

وتابع: «لذلك يتعين على روسيا وإيران بصفتهما ضامنين لعملية آستانة وحليفين لنظام دمشق، اتخاذ خطوات لوقف القصف وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسلام إلى من يحتاجون إليها من دون عرقلة».

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حوالى 400 ألف مدني محاصرون ويواجهون «كارثة تامة»، بسبب منع الحكومة السورية دخول شحنات الإغاثة، وعدم السماح لمئات من الأشخاص الذين يحتاجون إجلاء طبياً عاجلاً بالخروج من المنطقة.

وأكد جورجيني أنه «بمنع دخول (المساعدات) الإنسانية، فإن نظام دمشق مسؤول عن جرائم جماعية، خصوصاً من خلال استخدام الحصار سلاحاً في الحرب».

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.