يثب

تقدّم المعارضة «يحسم» نتائج زيارة أوباما للسعودية

في أول لقاء جمعهما، بعد تباعد تجسّد في محطات عدة، لم يصدر عن لقاء خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس الأميركي باراك أوباما بيان مشترك يهدئ المخاوف من احتمال مناورة أميركية لاستبدال الحلف التاريخي مع دول الخليج بإحياء الحلف السابق الذي ربطها بإيران أيام حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وكان ذلك قبل انتصار الثورة الخمينية في أواخر ثمانينات القرن الماضي.

فقد ركّزت المصادر الأميركية على أن تطمينات رئيسها تمحورت على أن الاتفاق، والذي لن تتبلور نتائجه قبل تموز المقبل مع نهاية مرحلة الحل النهائي للملف النووي، لن يضر بمصالح دول الخليج. فيما يلفت مصدر ديبلوماسي متابع الى أن ما يهمّ بالدرجة الأولى ليس مصير «النووي الإيراني«، وإن كان يوفر بعض الطمأنينة الأمنية، إنما الحدّ من النفوذ الفارسي الذي يهدد مكانة هذه الدول الإقليمية.

فالسؤال الفعلي مثلاً هل تقبّلت الولايات المتحدة وجهة النظر السعودية الداعيّة الى تزويد المعارضة السورية بسلاح فعّال في مواجهة الضربات الجويّة، وهو ما دأبت واشنطن حتى الآن على رفضه بحجة خشية وقوعه في يد إرهابيين قد يستخدمونه ضد إسرائيل أو ضد طائرات مدنية؟».

فقد أعقبت الزيارة التي أتت في نهاية الأسبوع المنصرم تسريبات عن احتمال تغيير الموقف الأميركي، وهذا سيظهر جلياً عندما نرى قريباً بيد المعارضة منظومات الدفاع الجوي «مانبادس« المحمولة على الكتف. في المقابل فإن التسريبات عن صمود الموقف الأميركي في موقعه الرافض اقتصرت على مصادر روسية بما يشكك في مصداقيتها ويدفع الى ترقب النتائج.

كما أن فتح الجبهة الشمالية بمساعدة تركيا لم يكن ليحصل من دون ضوء أخضر أميركي على الأقل وبتقاطع مع الرياض رغم الخلاف على دور «الإخوان المسلمين«.

وفي رهانه على أن تغيّر الموقف الأميركي مرتبط بإحساس أوباما أن تدخله بات الحل الوحيد للتأثير في مسار الأزمة، يلفت المصدر الى أن الدخول التركي المستجّد بقوة يأتي بعد ابتعاد لشهور طويلة عن الواجهة. ويرى أن تحقيق المعارضة نصراً على الجبهة الشمالية صار ضرورياً بعد نجاح النظام مدعوماً من «حزب الله« في إغلاق الحدود مع لبنان بشكل شبه كامل. بالتالي أصبحت سيطرة المعارضة على مجمل المعابر مع تركيا ضرورية خصوصا في ضوء تراجع حظوظ الحل السياسي حالياً بعد فشل «جنيف 2« في تحقيق أي تقدم على مسار قيام هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات.

فانتصار القلمون يصبّ في مصلحة إيران وروسيا لأن سقوط يبرود فتح فعلياً إمكانية للنظام لفرض نفوذه على الساحل وصولاً الى العاصمة مما أبعد أكثر فأكثر الحل السياسي، المستبعد أصلاً، عن رأس الأسد. أما استكمال الثوار نصرهم على الجبهة الشمالية بالوصول الى تأمين موطئ قدم على البحر المتوسط فيوفر للمعارضة مصدراً هاماً للتسليح والتموين. كما أن من أسباب استبعاد الحل السياسي في هذه المرحلة انهيار مشروع الشراكة الروسية – الأميركية في هذا المجال بعد أحداث القرم.

فالولايات المتحدة والغرب يفرضان عقوبات تلو الأخرى على موسكو، أما الردّ الروسي فقد اقتصر على حشد عسكري على الحدود الأوكرانية لم يتعد الحركة الاستعراضية.

شكوك السعودية مبرّرة خصوصاً أن الرياض درجت على أن ترى الولايات المتحدة ظهيراً قوياً عند الحاجة قياساً بسرعة تدخلها عندما احتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين الكويت. يُضاف الى ذلك التواطؤ مع روسيا لتجنب ضربة عسكرية للنظام والانفتاح السريع غير الواضح المآل على طهران كما سرعة التخلي عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومعارضة إبعاد الجيش «الإخوان« عن السلطة.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.