القتال يحتدم من ضواحي دمشق إلى اللاذقية “أصدقاء الشعب السوري” يحذّرون من انتخابات

يحتدم القتال في الضواحي القريبة من دمشق بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة تساقطت خلاله قذائف الهاون على العاصمة، فضلاً عن استمرار المواجهات العنيفة في ريف اللاذقية الشمالي وخصوصاً حول النقطة 45 الاستراتيجية. وحذرت الدول الـ11 الاعضاء في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” النظام من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، معتبرة ان نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها اي شرعية.

وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان اربع قذائف هاون سقطت على ضاحية حرستا شمال غرب دمشق مما اسفر عن مقتل ستة اطفال وجرح خمسة آخرين. واضافت ان خمسة اشخاص جرحوا في سقوط قذيفة هاون على المالكي بدمشق.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن عدداً من قذائف الهاون سقطت على ساحة الامويين القريبة من محطتي الاذاعة والتلفزيون وقيادة الاركان العامة من غير ان توقع اصابات. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة وغارات جوية للنظام على ضاحية المليحة وكذلك على حي جوبر. واشار المرصد الى ان عشرة من مقاتلي المعارضة قتلوا في المليحة.
وأوضح المرصد ان المواجهات في اللاذقية تهدف خصوصا الى السيطرة على النقطة 45، وهي تلة استراتيجية في هذه المنطقة التي تضم بلدة القرداحة التي يتحدر منها الرئيس بشار الاسد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “المعارك تتركز في هذه التلة منذ الليلة الماضية. تقدم الجيش وسيطر عليها ثم طرده مقاتلو المعارضة”، الاّ ان ايا من الطرفين لم يتمكن بعد الظهر من السيطرة على التلة. وتحدث عن مقتل 20 مقاتلاً معارضاً.
وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان زعيم تنظيم “اسلام الشام” المتشدد المغربي الجنسية ابرهيم بن شكرون قتل في اللاذقية. اما المرصد فقال ان بن شكرون اصيب بجروح خطرة. وقال ناشط يطلق على نفسه محمد ابو الحسن ان بن شكرون كان يدافع عن النقطة 45.
وكانت السلطات الاميركية سلمت بن شكرون الذي كان معتقلاً في سجن غوانتانامو الى المغرب عام 2005. وهي كانت اعتقلته خلال حرب افغانستان بعدما كان وصل الى هذا البلد عام 1999. وهو كان ينتمي الى “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”، لكنه انشق عن الجبهة بعد الخلاف الذي نشأ مع “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) لينشىء بعد ذلك تنظيمه الخاص “اسلام الشام”.
وأعلنت “سانا” ان رئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبدالله ايوب “قام … صباح اليوم (الخميس) بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة بها في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية”.
واتهم قائد الجبهة الغربية والوسطى في “الجيش السوري الحر” العقيد مصطفى هاشم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بعدم تقديم اي دعم لمقاتلي المعارضة في منطقة اللاذقية. وقال في شريط مصور بث عبر موقع “يوتيوب”: “نسمع من المحطات والاذاعات ان رئيس الائتلاف السوري (احمد الجربا) يزور الساحل لشق صفوف الثوار والمجاهدين”. واضاف ان مسؤولي المعارضة “يصرحون بانهم يقدمون الدعم العسكري للثوار وهذا ليس صحيحا حتى هذا التاريخ، لذا احملهم كامل المسؤولية عما آلت اليه المعارك في الساحل”.
وجاء في بيان أصدرته سفارة أرمينيا في القاهرة أن الدليل المتوافر والموقع الجغرافي لكسب التي تقطنها غالبية ارمنية “يشير بلا أدنى شك إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة جاءت عبر الحدود مع تركيا”.

“اصدقاء الشعب السوري”
وفي واشنطن، حذرت الدول الـ11 الاعضاء في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” في بيان من ان “انتخابات يجريها نظام الاسد ستمثل مهزلة ديموقراطية وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد”. واضاف ان “بشار الاسد يريد ان تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته”، لكن “عملية انتخابية يقودها الاسد، في وقت تعتبر الامم المتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، تشكل اهانة للارواح البريئة التي سقطت خلال النزاع”. وحتى الآن، لم يعلن الاسد رسميا ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المرتقبة قبل تموز، لكنه لمح الى ذلك في مقابلة صحافية في كانون الثاني.

الاسلحة الكيميائية
وفي نيويورك، أكدت المنسقة الخاصة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد القاق لأعضاء مجلس الأمن أن الحكومة السورية “لديها الموارد والقدرة” لإنجاز تدمير ترسانتها المحظورة دولياً طبقاً للجدول الزمني الذي وضعته لنفسها والذي ينتهي في 30 حزيران. وأكدت في احاطة امام المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق أن 72 حاوية جاهزة للنقل الى مرفأ اللاذقية، ومنه الى خارج البلاد، وبعد ذلك يصير 90 في المئة من هذه الترسانة أخرج من سوريا. وكتبت القاق في حسابها بموقع “تويتر” أن “المعاودة السريعة لنقليات الأسلحة الكيميائية ملحة مع مواصلة التحقق”.
وكشف ديبلوماسي أن المندوبة الأميركية السفيرة الدائمة لدى الامم المتحدة سامانتا باور طالبت دمشق بالتعجيل في هذه العملية. ورفضت باور وأعضاء آخرون اقتراحاً قدمه المندوب الروسي الدائم للأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين لإصدار عناصر بيان الى الصحافة عن “تعاون” السلطات السورية في ازالة الترسانة السورية وعن “تأثير” عمليات القصف على نقل الأسلحة الكيميائية الى ميناء اللاذقية. وكذلك سحب تشوركين مشروع بيان صحافي عن أحداث كسب نظراً الى “عدم توافر معلومات موثوق بها عن حصول مجازر” في البلدة.
وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون رسالة من وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان عن الوضع في كسب.
ورداً على سؤال، قال ديبلوماسي رفيع إنه “يستحيل التوافق مع روسيا على أي بيان في شأن سوريا هذه الأيام”، موضحاً أن “القتال في اللاذقية يحتدم وهناك عمليات قصف في الجبال قرب بلدة الأسد”، في إشارة الى القرداحة.

صحيفة النهار 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.