نتشـار عسكـري فرنسـي شمـالي وشـرقي سـوريا

تحدثت مصادر إعلامية متطابقة من النظام السوري والمعارضة، عن دخول قوات فرنسية معززة بمنصات صاروخية ورادارات إلى ريف دير الزور الشرقي، خلال اليومين الماضيين. ووفق المصادر، فقد دخل أكثر من مئة جندي فرنسي برفقة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الأمريكية.
ودعمت فرنسا جنودها الوافدين إلى سوريا، بعربات مصفحة وآليات ثقيلة، حسب المصادر، وذلك في أعقاب تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، حيث قال خلال مقابلة مع «فوكس نيوز» الأمريكية: إن أمريكا وفرنسا وحلفاء آخرين سيكون لهم دور مهم جداً بعد انتهاء الحرب السورية، محذراً من أن إيران، الحليف الأكثر دعماً لبشار الأسد، ستسيطر على سوريا إذا انسحبت هذه الدول بشكل أسرع من اللازم.
ويأتي الظهور العسكري الفرنسي الجديد، بعد توغل عسكري فرنسي سابق في العديد من المواقع الاستراتيجية في سوريا، والتي تخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، و«وحدات حماية الشعب»، حيث سبق وانتشرت قوات فرنسية في منبج في ريف حلب، وأخرى في «تل أبيض» في الرقة، وأخيراً في دير الزور.
ومن المرجح، وفق تقارير غربية، تعزيز ومضاعفة القوات الفرنسية في سوريا، وتشكيل حلف ثلاثي أمريكي – فرنسي – بريطاني في الداخل السوري، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية من البلاد.
وقال مصدرعسكري مطلع لـ «القدس العربي» إن فرنسا حسمت خيارها الاستراتيجي في سوريا، وتصطف وتدعم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، وهذا ما تعززه الآلية العسكرية الفرنسية في التطورات السورية، من خلال انتشارها ضمن قوات سوريا الديمقراطية فقط، ورفض التعامل المباشر مع المعارضة السورية المسلحة.
المعارض السوري درويش خليفة أشار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته في سحب قواته من سوريا أدت إلى تراكض الدول المقربة من الولايات المتحدة لتقديم نفسها كبديل للحفاظ على ما تم تحريره من سوريا المفيدة اقتصادياً، وفرنسا والمملكة السعودية كانتا قد صرحتا بذلك عقب تصريح ترامب.
وأضاف، حيث انتشرت القوات الفرنسية بالقرب من منطقة «كم العطالله»، على بعد 6 كم إلى الشمال الغربي من حقل «الجفرة النفطي» في بادية «جديد عكيدات» شمال شرقي المدينة، على ما يبدو تحاول فرنسا لعب دور أكثر فعالية في القضية السورية.
بدوره، قال ألكسندر إيفانوف، الناطق العسكري الروسي باسم قاعدة حميميم: «انعدام العمليات العسكرية السورية ضد القوات البرية الغربية في البلاد، لا يعتبر قبولاً بوجودها الدائم في المنطقة، ولن تكون هنالك حلول غير المواجهة العسكرية في حال استمرت واشنطن بالتغاضي عن ضرورة احترام سيادة الأراضي السورية».
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن قوات فرنسية متنوعة توجد في 5 نقاط في مناطق القوات الكردية، تحت اسم «التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش «، في شمالي سوريا.

القدس العربي