5375 برميلاً في مختلف المحافظات تقتل شخصاً بينهم مدنيون حلب تنصر ثوار اللاذقية في «جمعة انتصارات الساحل»

من بين أنقاض الدمار والركام الحاصل في حي الشعار في حلب، جاء صوت الرجل المسن بلهجته الحلبية: «ألف برميل ولا يقولوا حلب خائنة». قالها وهو يهرع كالمذبوح بين أِشلاء ضحايا المذبحة.

جموع أهالي الحي الذين هرعوا لانتشال الجثث من تحت الركام، بمحاولة لإنقاذهم المصابين، تحولت أصواتهم إلى صرخات غاضبة، تنهال لعناتها على نظام الأسد وجيشه وطيرانه المجرم متوعدين بالانتقام.

دقائق قليلة كانت كفيلة أن تتحول أصوات الجموع لتكون أشبه بمظاهرة شاءت الصدفة أن تتزامن مع دعوة أطلقها ناشطون للتظاهر يوم أمس الجمعة تحت مسمى «استكمال انتصارات الساحل».

هي الحملة الانتقامية ضد حلب كما يسميها أهلها. التي لم تتوقف منذ أشهر بحسب ما تشير الأخبار الواردة من هناك، حيث دأب نظام الأسد على استهدافها اليومي بالبراميل المتفجر على وجه التحديد. ذلك السلاح الذي بات عماد استراتيجة الدمار لحلب وموت أهلها.

عند ظهر أمس استهدف النظام حي الشعار بصاروخين فراغيين سقطا في شارع جامع الدالاتي ما أدى إلى مقتل 35 شهيداً مدنياً على الفور، بالإضافة لعشرات المصابين، مخلفاً دماراً بالمباني لمساحة تتجاوز الكيلو متر مربع.

كما استهدف النظام يوم أمس حي الصاخور ببرميل متفجر سقط بالقرب من جامع خالد بن الوليد، أدى إلى سقوط ثلاث ضحايا، أظهرت إحدى الصور تفحم إحداها.

وبحسب ما ذكر الناشط الإعلامي «رامي سويد» أن القصف المستمر على حلب منذ أشهر طويلة بات تقليداً يومياً يتنقل من منطقة إلى أخرى ولا يستهدف إلا السكان الآمنين، مضيفاً أن النظام قام أول من أمس باستهداف أحياء الميسر والصاخور والفردوس ما أدى لسقوط 23 شهيداً فيها، ملحقاً الدمار بتلك الأحياء بذات الأسلوب الذي يكرره كل يوم باستهدافه أحياء حلب بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية.

ومن الواضح أن النظام نتيجة لخساراته المتلاحقة لم يعد يلجأ للمواجهات المباشرة إلا في حالات نادرة كمحاولته الأخيرة التي جرت لاسترداد الشيخ نجار. أما باقي الحالات فأكثرها تكون دفاعية.

وذكر المصدر نفسه أن تقهقر قوات النظام البرية وتقدم الجيش الحر في حلب ظهرا جلياً أول من أمس حين استطاع أحد المراسلين بث مقطع للعمليات من على بعد 300 متر من مبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون عند اطراف مدينة حلب والذي دارت يومي الثلاثاء والأربعاء عدة معارك في محيطه، لكن المصدر يرجح صعوبة اقتحامه حالياً نظراً لرمزية مبنى الجوية لدى النظام الذي سيستميت في الدفاع عنه.

وقال المصدر: «إن جنون النظام تفاقم في الآونة الأخيرة جراء هزائمه المتكررة على الأرض في أكثر من محور حيث بلغت خسائر النظام 400 قتيل في الشهر الأخير، فقط من قوات أبي الفضل العباس، الذين كانوا بمثابة عماد جبهتي الليرمون والشيخ نجار بشكل رئيسي، فضلاً عن القتلى بين جنوده والشبيحة.

إدلب

والانتصارات امتدت إلى إدلب حيث استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على بلدة بابولين وقرية الصالحية بريف إدلب الجنوبي بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليهما، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من القوات النظامية وإعطاب دبابتين لها، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات جوية على المنطقة، وبذلك تكون قد فقدت السيطرة على منطقة الاتوستراد الدولي بين بلدتي حيش وبابولين مضيقةً الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية، اللذين قطع عنهما الإمداد العسكري والاستراتيجي منذ نحو شهرين بعد سيطرة الثوار على بلدة مورك بريف حماه الشمالي.

وكانت قوات النظام بقيادة سهيل الحسن المعروف باسم «النمر» قد تمكنت في شهر نيسان / أبريل من العام الفائت من فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية، عقب السيطرة على بلدة بابولين، وبهذا فإن القوات النظامية تكون قد فقدت السيطرة على المنطقة الواقعة بين بلدة مورك شمال حماه، وحتى جنوب مدينة معرة النعمان، إلا من بعض الحواجز المتناثرة في هذه المنطقة، فيما تدور اشتباكات بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء الأمة وجند الأقصى وكتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة من طرف والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في المنطقة الواصلة بين مورك في ريف حماه الشمالي، وحتى جنوب مدينة معرة النعمان، حيث تكبدت القوات النظامية خسائر فادحة، خلال هذه الاشتباكات، بينهم 25 عنصراً من القوات النظامية جرى إعدامهم على حاجز النمر بالقرب من مدينة خان شيخون قبل نحو أسبوعين.

البراميل المتفجرة

في غضون ذلك، نقل الموقع الإلكتروني «كلنا شركاء» عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد القنابل البرميلية التي استخدمتها قوات النظام في مختلف المحافظات السورية، وصلت إلى نحو برميلاً راح ضحيتها شخصاً بينهم من المدنيين.

وقالت الشبكة إن البراميل المتفجرة تسببت في دمار ما لا يقل عن مبنى بينها مدارس ومشافٍ ومساجد وكنائس.

وأشارت الشبكة إلى أنه بعد استهداف محافظة حلب بالبراميل المتفجرة الملقاة من الطائرات الحربية والهليوكوبتر خلال الشهرين الماضيين على التوالي، قتل ما لا يقل عن 2100 شخص أكثر من 90% منهم مدنيون.

وقالت الشبكة إن عجز المجتمع الدولي عن إيقاف هذا السلاح المدمر، شجع قوات النظام على التوسع في استخدام القنابل البرميلية في محافظات اخرى كما حصل في داريا بريف دمشق ودرعا. وأشارت الشبكة إلى أن قوات النظام ألقت 330 برميلاً متفجراً خلال 50 يوماً على مدينة داريا.

كما كشف تقرير جديد للشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام كثفت استخدام القنابل العنقودية منذ بداية العام لا سيما في حلب، وأن أكثر من 97% من ضحايا هذه القنابل العنقودية كانوا من المدنيين.

وكانت شبكة حلب نيوز، وثقت سقوط 37 برميلاً متفجراً و39 صاروخاً على مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها خلال أسبوع بين 22 شباط الماضي و28 منه، وأفادت أن عدد البراميل المتفجرة والصواريخ التي سقطت على مدينة حلب وصلت إلى 466 برميلاً وأكثر من 90 صاروخاً.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.