الأسد يبلغ بوتين أنه لن يغادر بلاده… وأن ‘المرحلة النشطة’ من الحرب ستنتهي هذا العام

موسكو ـ وكالات: قال مسؤول روسي، امس الاثنين، إن الرئيس السوري بشار الأسد، حمّله رسالة الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكّد فيها أنه لن يتركسوريا في أي حال من الأحوال، ولن يقتدي بما فعله الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
ونقلت وكالة ‘نوفوستي’ الروسية للأنباء، عن رئيس الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية الروسية، سيرغي ستيباشين، قوله في تصريح امس، إن الأسد أبلغه أنه سيبقى في سوريا، ولن يغادر الوطن في أي حال من الأحوال.
وأوضح ستيباشين، أنه سلّم الأسد، خلال لقاء جمعهما في سوريا الأسبوع الماضي، رسالة شفوية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن روسيا تدعم الدولة السورية في مكافحة الإرهاب وتدعو إلى ضرورة إطلاق حوار سوري شامل لتسوية الوضع في البلاد.
وأضاف أن الرئيس السوري قال إنه ‘ليس يانوكوفيتش ولن يغادر بلده’، راجياً نقل كلامه إلى بوتين.
واستقبل الرئيس السوري بشّار الأسد، يوم الأربعاء الماضي، وفد الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وهي منظمة أهلية روسية، برئاسة ستيباشين. وقالت وكالة ‘ايتار تاس′ الروسية للانباء ان رئيس وزراء روسيا سابقا التقى بالرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا وقال ان الاسد أبلغه ان ‘المرحلة النشطة’ من الصراع العسكري في سوريا ستنتهي بحلول نهاية العام الجاري.
وروسيا من أشد مؤيدي الأسد في الصراع المستمر في البلاد منذ ثلاث سنوات والذي يقول نشطاء أنه أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص.وعطلت موسكو جهودا غربية وعربية لتنحية الاسد.
وذكرت وكالات أنباء روسية ان سيرغي ستيباشين الذي كان رئيسا للوزراء عام 1999 في حكومة الرئيس الروسي في ذلك الوقت بوريس يلتسن ويرأس الان منظمة خيرية التقى مع الأسد في دمشق الاسبوع الماضي خلال جولة في الشرق الأوسط.
وأضافت الوكالة أن ستيباشين صرح أيضا بأنهما ناقشا التعاون الاقتصادي بين سوريا وروسيا.
وشاركت روسيا الولايات المتحدة في الاعداد لمحادثات السلام السورية التي بدأت في جنيف في يناير/ كانون الثاني بين حكومة الاسد وخصومها لكن لم يتم التوصل الى اتفاق ويبدو انه من غير المرجح اجراء جولة جديدة قريبا نظرا للتوتر القائم بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا.
وخسر الأسد سيطرته على مناطق في شمال وشرق سوريا لصالح مقاتلين اسلاميين وجهاديين أجانب.لكن قواته التي تدعمها قوات حزب الله اللبناني ومتحالفين آخرين طردت قوات المعارضة من المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق وبسطت سيطرتها على معظم مناطق وسط سوريا. ورأى الاسد امس الاثنين ان ‘مشروع الاسلام السياسي سقط’، لافتا الى وجوب فصل العمل السياسي عن الديني، حسبما اورد التلفزيون السوري الرسمي.
ونقل التلفزيون عن الاسد قوله خلال استقباله قيادات في حزب البعث لمناسبة ذكرى تاسيس الحزب السابعة والستين، ان ‘مشروع الاسلام السياسي سقط، ولا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني’. وقال الاسد ‘حين نكون اقوياء في الداخل فكل ما هو خارجي يبقى خارجيا، وظاهرتان يجب على الحزب (البعث الحاكم) العمل على تغييرهما داخل المجتمع وهما التطرف وقلة الوعي’.
من جهة ثانية، قال الاسد ‘إننا مستمرون في عملية المصالحات لأن همنا هو وقف سفك الدم ووقف تدمير البنى التحتية’ مشيرا الى ان دور حزب البعث ‘في المصالحات الجارية مهم جدا وللحزبي دور قيادي فيها ضمن منطقته’.
ويشير الرئيس السوري الى المصالحات المحلية التي تمت في مناطق عدة بين القوات النظامية ومجموعات في المعارضة المسلحة بوساطة من اعيان وشخصيات في المناطق.وقد سجلت خصوصا في مناطق محاصرة منذ زمن طويل من القوات النظامية وتعاني من نقص فادح من الادوية والمواد الغذائية.
وتقوم هذه المصالحات التي يدفع النظام في اتجاهها على وقف اطلاق النار مقابل ادخال المواد الغذائية ورفع العلم السوري الرسمي على الدوائر العامة في المنطقة، وفي بعض الاماكن تسوية وخروج آمن للمقاتلين في حال تسليم سلاحهم.
ويقول النظام انه يتعرض لحرب شرسة منذ بدء الازمة قبل ثلاث سنوات من ‘مجموعات ارهابية اسلامية متطرفة’ ويدعو العالم الى التعاون معه في ‘مكافحة الارهاب’.
وبدأت الازمة في سوريا بحركة احتجاجية تطالب بسقوط نظام الاسد، ثم تطورت الى نزاع عسكري، وشهدت بعد حوالى سنة من اندلاعه تناميا في نفوذ الجماعات الاسلامية المتطرفة.
وادى النزاع في سوريا الى مقتل اكثر من 150 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والى دمار هائل في مختلف المناطق السورية، وتهجير الملايين الى خارج سوريا وفي داخلها.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.