بلدة الطفيل اللبنانية تحوّلت الى ملجأ لمسلحي المعارضة السورية

برزت في لبنان في الأيام القليلة الماضية مشكلة بلدة الطفيل اللبنانية التي تقع ضمن الجغرافيا السورية والتي لا يمكن الوصول اليها إلا من خلال الأراضي السورية ولا طريق يربطها بلبنان إلا طريق تراب عبر جرد بريتال إنقطع في المرحلة الأخيرة بعد عبور السيارات المفخخة الى داخل الأراضي اللبنانية.

وهذه البلدة هي لبنانية فقط بالإسم وتعاني من هذا الواقع الجغرافي منذ سنوات طويلة ، وغير الهوية ومشاركة أبنائها في الإنتخابات كل شيء آخر فيها هو سوري من الطرقات الى الكهرباء الى المياه الى التعليم.

أما المشكلة التي تعانيها الطفيل حالياً فهي أنه منذ سقوط آخر بلدات منطقة القلمون بيد القوات النظامية السورية، شكّلت هذه البلدة تجمعاً للمجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية والتي لجأت إليها بعد معارك القصير ويبرود وأخيراً رنكوس.وقد أرسلت السلطات السورية رسائل الى الجانب اللبناني بأنها لا يمكنها أن تغض النظر عن وجود هذه المجموعات المسلحة في الخاصرة السورية، وأن الجيش السوري الذي يحاصر البلدة مازال يحاذر الإقتراب منها لكنه لن ينتظر طويلاً قبل القيام بعمل عسكري وذلك تخوفاً من انطلاق العناصر المسلحة من الطفيل لتنفيذ عمليات ضد قوات النظام.

وقد طرحت هذه المشكلة على طاولة مجلس الوزراء الذي ناقش قضية حصار البلدة ، وتحدث في الموضوع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي حمل الى مجلس الوزراء تصوراً لتأمين مغادرة اللبنانيين الى مناطق آمنة. وأشار الى أنه يجري اتصالات مع قيادة الجيش وقيادة ‘حزب الله’ لتأمين فتح الطريق.

أما رئيس الجمهورية فأكد ضرورة العمل على تأمين طريق للأهالي والتنسيق بين المعنيين لدرس طريقة إيصال الطريق لهؤلاء’. لكن مجلس الوزراء لم يتحدث عن أي قرار بتوسيع الخطة الأمنية التي بدأت في طرابلس والبقاع الشمالي الى تلك البلدة الواقعة في الداخل السوري.

وفي إطار المتابعة، ترأس الوزير نهاد المشنوق اجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية شارك فيه مسؤول الإرتباط في حزب الله وفيق صفا وجرى البحث بحسب المعلومات في العقبة أمام فتح الطريق عبر بريتال والتي تتمثل باشتباه ‘حزب الله’ بلجوء مجموعات مسلحة الى داخل هذه البلدة.

وتعليقاً على الموضوع، أشار وزير حزب الله في الحكومة حسين الحاج حسن الى ‘أن بلدة الطفيل هي إحدى بلدات بعلبك الهرمل وأهلها لبنانيون، وهم من ناخبينا، وتربطنا بهم علاقات تاريخية متينة تتجاوز البعد الإنتخابي’.

وقال ‘نحن أول من زرنا هذه البلدة وعملنا على تقديم المساعدات والخدمات إليهم من كهرباء واتصالات كما كنا من أوائل من طرحوا إنشاء طريق لهذه البلدة لربطها بلبنان، وكان على الدولة أن تقوم بواجباتها’، مضيفاً ‘يجيب ألا نأخذ الموضوع الى المكان الخطأ’.

وثمة من يطرح من فريق 8 آذار أن الحكومة اللبنانية إذا كانت غير قادرة على التعامل أمنياً مع هذه المشكلة فما عليها سوى إبلاغ دمشق فتبادر هي بنفسها الى حماية أراضيها من الخطر.

يبقى أن وضع بلدة الطفيل دقيق ومعرّض للإهتزاز في أي وقت ، وكل الأنظار متجهة الى ما يمكن أن تفعله حكومة الرئيس تمام سلام لنزع فتيل التفجير ولتجنيب هذه البلدة اللبنانية نذير مواجهة بين الجيش السوري وحوالى 350 مقاتلاً من المعارضة السورية علماً أن إقفال ملف الطفيل قد يقفل آخر معبر للسيارات المفخخة الى داخل الأراضي اللبنانية وقد يوقف أعمال القصف بالصواريخ على بعض البلدات الشيعية التي تخضع لنفوذ حزب الله الذي يشارك في القتال في سوريا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.