ولي العهد السعودي يبحث مع الجربا سبل إنهاء وحشية النظام واشنطن: «كلورين» الأسد انتهاك لاتفاق جنيف

اعتبرت الولايات المتحدة أمس أنه في حال استخدم نظام بشار الأسد غاز الكلورين بغرض القتل أو الإيذاء، فإن ذلك يشكل انتهاكاً واضحاً لاتفاق جنيف الذي أبرم في أيلول الماضي لتخلي دمشق عن أسلحتها الكيميائية.

وفي السياسة، استقبل ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا.

وتصدرت المحادثات بين كبار المسؤولين السعوديين ورئيس الائتلاف الوطني السوري، المعاناة التي يعيشها السوريون.

وبحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمس في مكتبه في جدة مع الجربا والوفد المرافق له، آخر التطورات على الساحة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من إبادة من نظام دمشق، وهو ما يجب وقفه فوراً حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، التي قالت أيضاً إنه تم البحث كذلك في السبل الكفيلة بإنهاء الأزمة السورية بما يكفل للشعب السوري حريته وإنهاء ما يتعرض له من وحشية، وأكد ولي العهد السعودي الأمير سلمان موقف المملكة الثابت من مساعدة الشعب السوري الشقيق. 

وأشارت «واس» إلى أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز كذلك استقبل الجربا الذي هنأه بالثقة الملكية بمناسبة اختياره ولياً لولي العهد.

وجرى خلال الاستقبال وفقاً للوكالة، استعراض آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب السوري. وأكد ولي ولي العهد للجربا موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري.

وفي السياق ذاته، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس في مكتبه في فرع الوزارة في جدة رئيس الائتلاف المعارض. وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع الراهنة ذات الاهتمام المشترك حسب ما ذكر موقع فضائية «العربية» أمس. 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية التي تتحرى عن قيام نظام بشار الأسد باستخدام غاز الكلورين لمرات متعددة في أنحاء من سوريا ولا سيما في قصف كفرزيتا في ريف حماة، إنه إذا كانت الحكومة السورية قد استخدمت الكلور بغرض القتل أو الإيذاء فإن هذا سيمثل انتهاكاً لمعاهدة الأسلحة الكيميائية التي انضمت إليها في إطار اتفاق جنيف الذي أبرم في أيلول للتخلي عن تلك الأسلحة. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «إن استخدام أي مادة كيميائية سامة بغرض التسبب في الموت أو الإيذاء انتهاك واضح للمعاهدة«.

وحملت هجمات شهدتها عدة مناطق سورية هذا الشهر بصمات مشتركة جعلت بعض المحللين يعتقدون أن هناك حملة منسقة بغاز الكلور، مع تزايد الدلائل على أن الحكومة هي الجانب الذي يسقط القنابل.

ومن لندن مراد مراد، وفي قضية استخدام قوات الأسد مجدداً السلاح الكيميائي في قصف الأحياء السكنية، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن «لدينا مؤشرات على أن مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الأرجح الكلور، استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا (محافظة حماة، وسط) التي تسيطر عليها المعارضة». وقال كارني «نحن ننظر في المزاعم التي تقول إن الحكومة مسؤولة» عن تلك الهجمات.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن الأحد في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية لكن من دون «أدلة» على ذلك. 

ورداً على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحاً أن نظام بشار الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيميائية، قال هولاند «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، ولكنني لا أملك الأدلة ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها».

وأضاف «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».

وأعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستتخذ «جميع الإجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين» يجذبهم الجهاد، وذلك عشية طرح خطة لمعالجة مشكلة الفرنسيين الذين توجهوا الى سوريا للقتال الى جانب فصائل المعارضة الجهادية.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية أخيراً«.

وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان».

وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة «فرانس برس» إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية».

وتعمل الدول الثلاث الكبرى، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على دراسة مشاهد الفيديو الأخيرة التي التقطت للمصابين في الهجوم الأخير، وحتى الآن تشير هذه الصور الى استخدام النظام لغاز الكلورين المصنع في الصين وأنه قد تم خلط المواد الكيميائية مع العتاد المتفجر واستخدم ضد المعارضين في كفرزيتا قرب حماه. 

ميدانياً، وحسب مصادر المعارضة على شبكة الانترنت، استعاد الثوار السيطرة أمس على قمة تشالما الاستراتيجية في ريف اللاذقية، كما تصدت الكتائب المشاركة في معركة الأنفال لقوات نظام الأسد التي حاولت التسلل لإحدى النقاط القريبة من جبل النسر في ريف اللاذقية، ما أدى لمقتل وجرح عدد من العناصر. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب الإسلامية وقوات نظام الأسد في بلدة قسطل معاف في جبل التركمان بمختلف أنواع الأسلحة وصدت محاولة من قوات الأسد للسيطرة على المنطقة، في حين قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ مدينة كسب ما أدى لجرح عدد من المدنيين ودمار عدد من المنازل حسب ما ذكر موقع الائتلاف الوطني السوري. 

وفي الشمال، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حي مساكن هنانو في مدينة حلب، غداة يومين داميين من القصف بالبراميل على المدينة ومحيطها حصدا نحو خمسين قتيلاً بينهم العديد من الأطفال. (التتمة ص 15)

وفي أنقرة، أعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أمس أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ بدء النزاع في بلادهم في منتصف آذار 2011 بلغ عتبة المليون.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.