خفايا إنفجار المفخخات وسط دوما السورية المحصنة بكتائبها وسر إختفاء رزان زيتونة

 توجهت أصابع الإتهام من أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق إلى نظام الأسد وأزلامه من أهالي المنطقة، والمحسوبين عليه ضمن دائرة التصفيات والإغتيالات لرموز الجيش الحر والثوار، ففي اختراق هو الأول من نوعه تم تفخيخ سيارة وسط المدينة وفي سوق شعبي محملة بثلاثمئة كيلو غرام من مادة(TNT) محدثــــة بذلك مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين وجرح ما يزيد عن خمسين.

ويقول شهود عيان: أن سيارة خضراوات محملة بعشرات الكيلوات من «البطاطا» دخلت دوما قادمة من مخيم الوافدين شرق المدينة مرورا بحاجز لمسلحي المعارضة المشترك من جميع عناصر التشكيلات العسكرية المقاتلة على أرض مدينة دوما والغوطة الشرقية دون تفتيش يذكر – بما أنها سيارة أغذية وخاصة البطاطا كونها شبه مفقودة في المدينة- ولكون السيارات ذات الحمولة الغذائية مألوفة ويسهّل لها العبور، ويضيف أن سائق السيارة تمكن من بيع كامل حمولته في وقت قياسي وبأسعار زهيدة بالمقارنة مع أسعار السوق المرتفعة أصلا نظرا للحصار المفروض على دوما منذ شهور من قبل جيش النظام.

وفي أجواء الهدوء الخالية من سلاح الجو التابع لجيش النظام ومن القصف الصاروخي تم ركن السيارة المحملة بــ « البطاطا» في صندوقها المفتوح والمحملة في جوفها بعشرات الكيلوات من المواد المتفجرة في ساحة المسجد الكبير – المعروف في أوساط الثوار كونه مركز إنطلاق المظاهرات السلمية وأول موقع مستهدف من قبل جيش النظام بالصواريخ الفراغية – وتم تفجيرها عن بعد. الأمر الذي أثار حالة من الفزع بين أهالي المدينة المنهكين من الحصار والجوع والقصف بعد رؤية الجثث المتفحمة، ومحاولة جمع الأشلاء المتطايرة، وسط هلع سيارات الإسعاف والأهالي على حد سواء.

وأكد تلك المعلومات قائد لواء شهداء دوما، وقال: إن المعلومات المتوفرة تثبت تورط نظام الأسد المخابراتي حيث أن شخصا يدعى: «أ . ل . ت «، من أهالي المنطقة، هو وراء إدخال السيارة المفخخة، وأنها دخلت من جهة مخيم الوافدين الواقع شرق دوما، وشوهد السائق من قبل عدد من الأهالي.

يذكر أن المشتبه به «أ . ل . ت « متهم من قبل جهات ثورية بالتورط في عمليات اغتيال سابقة كانت قد شهدتها المدينة كاغتيال القائد الميداني للكتيبة الأمنية التابعة للواء شهداء دوما «عدنان خبية» المعروف بلقب «أبو عمار»، حيث أطلق مسلحون النار عليه مع أحد مرافقيه، أمام مشفى حمدان في شارع الجلاء في المدينة.

واغتيال المعارض السياسي والناشط في مدينة دوما – محمد سعيد فليطاني عضو هيئه التنسيق الوطني، وعضو المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي العربــــي، والملقب «اليهودي»، وذلك بإطلاق النار عليه مباشرة وإصابته بأربع رصاصات أودت بحياته أثناء خروجه من منزله إلى المعهد الذي يقوم بإعطاء الدروس فيه .

ومن جهة أخرى، فإن المصدر نفسه توجه بالشك الى تنظيم «داعش» حيث هدد منذ أيام بتفخيخ السيارات وتفجيرها في المدينة، بالإضافة إلى كون السيارة محملة بهذا الكم الهائل من المواد المتفجرة والتي يصعب جدا تعبئتها خارج المدينة وإدخالها بسهولة.

رزان زيتونة في ذمة «النصرة»

وشهدت الغوطة الشرقية في الفترة السابقة حالات مشابهة من عمليات الإغتيال، أو الخطف للناشطين الميدانيين في الثورة السورية، والذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، مثل: قيام مجموعة مجهولة ترجح مصارد مطلعة أنها «جبهة النصرة» بمهاجمة مقر عمل فريق مركز توثيق الإنتهاكات في دوما، وتم إختطاف الناشطة رزان زيتونة، وفريق عملها في الحادي عشر من شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي، والى الآن لم يزل مصيرها مجهولا، وفي آذار/مارس الماضي قامت عناصر من «جيش الإسلام» – بتصرف فردي دون الرجوع الى قادتهم – مدعومين بقوة كبيرة بخطف الشيخ رياض الخرقي، أبي ثابت نائب رئيس الهيئة الشرعية لدمشق وريفها من مقر عمله في القضاء الشرعي، والاعتداء عليه بالضرب واقتياده إلى جهة مجهولة، ومن ثم الإفراج عنه وعلى جسده علامات تعذيب. وردا على هذا قام عناصر من الهيئة الشرعية باعتقال نائب «جيش الإسلام» المعروف باسم فيصل الحر.

وانتهى الخلاف بتدخل من قيادات في الغوطة الشرقية، سعت إلى التهدئة فورا وتدخل معاذ الخطيب الرئيس السابق للإئتلاف السوري المعارض، الذي أجرى اتصالا هاتفيا مطولا مع زهران علوش قائد «جيش الإسلام» وأبو محمد الفاتح قائد «أجناد الشام» لحل المشكلة بين الفصائل المتقاتلة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.