حلب تستنفر وتسابق الزمن تفادياً لإطباق الحصار عليها من قبل النظام

 اعلن ناشطون سوريون النفير العام في مدينة حلب وريفها وذلك لصد تقدم قوات النظام السوري نحو مدينة حلب وريفها الشمالي ولضمان عدم محاصرة المدينة وريفها، حيث اصبحت قاب قوسين او ادنى من الحصار بعد سيطرة قوات النظام على قرى المقبلة والرحمانية وكفر صغير والمدينة الصناعية شرق مدينة حلب.

وطالبت عدة فصائل عسكرية المؤازرة العسكرية من بقية المحافظات وذلك بسبب ضغط قوات النظام من كافة المحاور في المناطق الشرقية وهجوم تنظيم داعش على مواقع الجيش الحر وبسبب الاستنزاف البشري التي عاشته فصائل المدينة في الأشهر الماضية.

وقالت مصادر عسكرية لـ «القدس العربي» إن خسائر المعارضة المسلحة تتجاوز لكل فصيل عسكري 100 عنصر قضوا في المعارك ضد قوات النظام، بالإضافة إلى الخسائر المادية والاستنزاف لفصائل المعارضة.

ويقول الناشط الاعلامي «احمد عبيد»، «الجيش الحر له هناك اكثر من 12 نقطة اشتباك مع داعش وفي معارك قوات النظام القصف لا يهدأ نهائياً على مدار الـ 24 ساعة ويتبع النظام سياسة الارض المحروقة وطالبنا بصواريخ مضادة للطيران وقلنا سنخسر حلب ان لم نستطع التخفيف من حدة عمل الطيران على مناطق الاشتباك مع الثوار.

وفي مواقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» و»تويتر» عبر ناشطون عن استيائهم مما حصل في المدينة الصناعية، معتبرين أن ما حصل هو «خيانة وانسحاب تحت ضغط الجهات الدولية وهناك لعبة دولية كبيرة تحاك لمدينة حلب وتقوم فصائل المعارضة بتنفيذها»، وسط دعوات الى التماسك بين صفوف المعارضة وتفادي حصار المدينة الذي قد يهدد حياة الآلاف من المدنيين والمقاتلين التابعين للمعارضة وذلك في حال تم الحصار على المدينة.

وقالت مصادر عسكرية في الجبهة الاسلامية إن السبب الرئيسي لسقوط المناطق الشرقية بهذه السرعة هو تنظيم داعش حيث سمح التنظيم لتقدم 200 عسكري من مطار حلب الدولي الى القرى الشرقية للمدينة الصناعية والتي تطل عليها بشكل كامل حيث استطاعت قوات النظام رصد المدينة الصناعية من خلال السيطرة على هذه القرى دون اي ردة فعل للتنظيم او اطلاق اي رصاصة من الجبهة الشرقية «مدينة الباب» التي يسيطر عليها التنظيم.

وقالت مصادر رفضت الكشف عن اسمها لـ «القدس العربي» ان عدد قوات النظام الذي قام بتمشيط المدينة الصناعية «الفئة الثالثة» لا يتجاوز الـ 50 عنصرا وذلك بعد الانسحاب المفاجيء الذي حصل حيث آخر المنسحبين من المدينة الصناعية هو تنظيم «جبهة النصرة» التابع لتنظيم القاعدة في سوريا. وأضاف المصدر ان خسائر كبيرة تكبدها تنظيم النصرة نتيجة وقوفه حتى اللحظات الأخيرة بوجه القوات التي توغلت من عدة محاور على المدينة الصناعية.

يذكر ان قوات النظام تستطيع ان تتوغل ضمن احياء حلب بعد السيطرة على المدينة الصناعية وأولها «مساكن هنانو» حيث ستقع حلب تحت وطأة الحصار في حال تمت السيطرة من قبل قوات النظام على مساكن هنانو وذلك بقطع الطريق الوحيد المؤدي الى داخل المدينة وان استطاعت ان تسيطر على مخيم «حندرات» للاجئين الفلسطينيين، ستستطيع رصد الطريق بشكل كبير وتقوم بقطعه نهائياً وهذا ما سيهدد حلب بانهيار كامل بيد قوات النظام.

ياسين رائد الحلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.