هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين والسياسي المعارض ميشيل كيلو يكشف عن تشكيل تجمع وطني بديلا للائتلاف

 قال العقيد عبد الباسط طويل، قائد الجبهة الشمالية المستقيل من هيئة الأركان بالجيش السوري الحر، إن هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين، محذرًا من أخطار عدم التنسيق بين المجموعات القتالية في مواجهة نظام بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية».

ومضى طويل قائلا، إن «أي نجاح في عملية عسكرية لا يأتي إلا بوجود قيادة موحدة تدير العمليات العسكرية، وهذا لم يعد موجودًا».

وحمّل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن الوصول إلى هذا الوضع، «بسبب دعمها بعض المجموعات القتالية بالذخائر بعيدًا عن منظومة هيئة الأركان».

وأعلنت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم 6 حزيران/ يونيو الجاري، أن الولايات المتحدة تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» للمعارضة السورية المعتدلة.

وأوضحت أن واشنطن كثفت دعمها لمجموعات ممن أسمتهم بـ «المعارضة السورية المعتدلة»، وقدمت إليها مساعدة (أسلحة) «فتاكة» و»غير فتاكة»، في أول تصريح أمريكي بهذا الخصوص.

وتساءل طويل: «كيف لهذه المجموعات أن تمارس عملها في إطار منظومة وخطط هيئة الأركان، طالما أنها تحصل على ذخائرها من جهة أخرى».

ووصف قائد الجبهة الشمالية المستقيل هذه المشكلة بـ «الخطيرة»، مضيفا أن «هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين بسبب ذلك، والوضع يسير من سييء إلى أسوأ».

وأصدر 4 من 5 قادة جبهات وعدد من رؤساء المجالس العسكرية، تابعين لهيئة أركان الجيش السوري الحر، في 14 حزيران/ يونيو ما أسموه «بيان استقالة» من مناصبهم.

ولم يعلن القادة حينها أسباب الاستقالة، غير أن كنان محمد، رئيس المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، التابعة لائتلاف المعارضة، قال لـ الأناضول، إن اختيار الولايات المتحدة لبعض الفصائل المسلحة لتزويدها بالسلاح الأمريكي دون الرجوع إلى قادة الجبهات، هو السبب الرئيسي لاستقالة أغلب هؤلاء القادة من مناصبهم.

ولا يرى طويل من حل لهذه المشكلة، سوى «أن يتم توزيع الذخائر من خلال هيئة الأركان»، مضيفًا «طلبنا ما هو أقل من ذلك طوال الأربعة أشهر التي سبقت الاستقالة، وهو أن تحتفظ كل مجموعة بالذخائر التي تحصل عليها، على أن يتم استخدامها في إطار خطة موحدة يشرف عليها قادة الجبهات، وهو ما فشلنا فيه».

وتابع بقوله: «هذه عشوائية، فكل مجموعة تعمل بمفردها، وهذا أحد أهم الأسباب للوضع المتردي في الجبهة الشمالية، لاسيما محافظة حلب».

وخلال الأسبوع الماضي، حققت قوات النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» تقدمًا ملحوظا في محافظة حلب، وسيطرا على مناطق كانت تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف المحافظة الشمالي.

من جهة اخرى كشف السياسي والمعارض السوري المعروف ميشيل كيلو امس الخميس عن نيته مع مجموعات و شخصيات وطنية سورية العمل على «انشاء تجمع وطني سوري تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية ويشكل بديلا للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحيته».

وقال «لقد ناقشنا ذلك مع كتل سياسية و شخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وأشخاص داعمين لثورة السوريين التي يحاول البعض سرقتها».

وهاجم كيلو انتخابات الائتلاف التي جرت منذ يومين وفاز فيها هادي البحرة برئاسة الائتلاف، واصفا اياها «بالمهزلة وان مصير الشعب السوري لا يجب ان يبقى حكرا بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي الذي يديره كل من احمد الجربا(رئيس الائتلاف السابق) ومصطفى الصباغ (الامين العام الاسبق للائتلاف) .

و فاز البحرة بـ 62 صوتا في الانتخابات الاخيرة في مواجهة منافسه موفق نيربية الذي حصد 41 صوتا إثر خلافات وانقسامات في الكتلة الديمقراطية التي ينتمي لها الرجلان.

وأضاف كيلو الذي بات يرفع الصوت عاليا في الاشهر الاخيرة كاشفا اخطاء المعارضة السورية التي هو جزء اساسي من مكوناتها.

وقال الذي اعتقل لسنوات ومرات عدة من قبل نظام الاسد إن «ابتزاز المالي السياسي والخيانات التي حدثت في التحالفات كلها لعبت دورا سلبيا في العملية الانتخابية ولذلك نجد لدى بعض السياسيين اليوم اساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين» .

وأوضح أن «الائتلاف لا يمكن ان يستمر بهذه الطريقة التي تدار بعقلية أسدية و كأنه مزرعة لبعض المتنفذين، الذين يحاولون احكام سيطرتهم على السياسيين و العسكريين « .

وناشد كيلو «زملاء الديمقراطية ان لا يركبـــــوا في قطار الانتهازيين، كي لا يكونوا خونة لدماء شهداء الشعب السوري الذي نسعى معه للقضاء على نظام الدكتاتور المستبد والتنظيمات الارهابية الوافدة، لكي نتفرغ بعد ذلك لبناءسوريا الجديدة التعددية المدنية الديمقراطية».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.