حوادث الاختطاف المتزايدة في مدينة حلب أصبحت ظاهرة خطيرة تضيف إلى المصاعب الأمنية الكثيرة صعوبة أخرى، فقد سجّلت المدينة أكثر من خمسة حوادث اختطاف خلال أقل من شهر، كان آخرها اختطاف سائق سيارة أجرة وقتله بهدف سرقة سيارته التي كان يقتات وعائلته من خلال العمل عليها. استطاعت جهة أمنية معارضة القبض على عدد من أفراد العصابة لكنها تحفظت عن الإدلاء بمعلومات إلى حين الانتهاء من التحقيق، حيث تم العثور على جثة السائق «عامر جمعة» مرمية على طريق المطار المهجور، كما عثر على سيارته في مدينة حدودية معروضة للبيع بسعر زهيد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على جثث مرمية في طرقات مهجورة، فمنذ أقل من شهرين عثر على جثة الإعلامي «عمر الشبح» وصديقه مرمية في نفس المكان وقد سرقت منه سيارته ومبلغ عشرة آلاف دولار كانت مخصصة للإغاثة. في سياق متصل، اختطفت امرأة في حي المشهد منذ أيام من قبل ملثمين يقودون سيارة مجهولة، كما تم اختطاف قائد عسكري يدعى أبو اسلام في حي الكلاسة منذ أسبوعين من قبل مجهولين أيضاً.
ويقول الناشط الإعلامي أبو عامر الحلبي لـ»القدس العربي»، بأن هذا العمل لاأخلاقي وهذه العصابات التي تصول وتجول يجب مكافحتها لأنها تشكل خطراً كبيراً وتشوه صورة الثورة السورية، وأضاف بأنه يحمل المسؤولية للعاملين ضمن المؤسسات الأمني.
بدوره، قال «أبو عبدو شيخ العشرة» رئيس قسم بستان القصر والكلاسة في الشرطة الحرة، إن الوضع الأمني يزداد سوءاً في المدينة نتيجة النزوح الكبير لسكانها وانشغال المقاتلين الحقيقيين في جبهات حلب الساخنة، مضيفا أن الدوريات الليلية المنتظمة للشرطة لم تعد كافية فانقطاع الكهرباء في معظم الأحيان والعتمة تساعد اللصوص والمجرمين على التستر فيها عدا عن تدخل كتائب لحماية اللصوص وإخراجهم من السجن.
يذكر أن عملية اختطاف أخرى قد سجّلت قبل أيام بحق ناشطتين إيطاليتين في ريف حلب الغربي دون معرفة الفاعل حتى لحظة كتابة الخبر.
القدس العربي
