فورد في أول تصريحات بعد مغادرته منصبه

السفير الأمريكي السابق في سوريا المتقاعد مؤخرا روبرت فورد يقدم تقييما كئيبا لما يجري في سوريا في حديثه الأول منذ مغادرته منصبه الأسبوع الماضي

آرييل زيرولنيك – كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة وتحرير مسار للتقارير والدراسات – 2 شباط 2014

نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا تحدثت فيه عن كلمة السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا روبرت فورد في جامعة تافت، والتي استهلها بقوله “هناك فصيل من القاعدة يواجه فصيلا آخر من القاعدة. الوضع ممزق إلى هذه الدرجة. شظية حادة تقاتل شظية حادة أخرى”.

ولخصت الصحيفة حديثه في سبع نقاط.

1- إنه خطأ النظام

حمل فورد نظام الأسد مسؤولية فشل جولتي المحادثات في جنيف، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “كان شديد الوضوح بشأن من يتحمل المسؤولية. وقد قال وأنا أنقل كلامه: لقد كان خطأ الجعفري بنسبة 100%”.

وأضاف “سأعطيكم تفصيلا صغيرا. كان معظم ما يدور في الحوارات خلف الأبواب المغلقة إهانات من النظام لوفد المعارضة، وكأنه يقول إنكم لستم ممثلين”.

2- لكن المعارضة لا تعمل لقضيتها

رأى فورد أن الدعم العلوي للأسد مهزوزٌ أكثر مما هو شائع، مشيرا إلى أن مظاهرات قد خرجت ضد الأسد حتى في القرداحة مسقط رأسه. وقال إن ما يمنع العلويين والأقليات الأخرى من الهرب هو خوفهم من أن يقتلوا على يد إرهابيين أجانب في حال سقوط الأسد.

وقال فورد إن “المعارضة أدت أداء سيئا في تمييز نفسها عن عناصر القاعدة”، مشيرا إلى أن مهمة المعارضة تتمثل في “إيجاد طريقة حكيمة سياسيا وأمنيا لإعادة توحيد الصف الطائفي… وكلما أسرعوا في ذلك كلما تفتت دعم الأسد”.

وأشار فورد إلى أن الممثلين الأجانب في الجولة الأخيرة من مؤتمر جنيف دهشوا للكم الهائل من الرسائل من دمشق “حتى من المجتمع العلوي، هم يريدون مخرجا. وليسوا مرتاحين في المكان الذي وضعوا فيه”.

3- الفصائل المقاتلة يجب أن تجلس على الطاولة، حتى الجهاديون

قال فورد إن العلاقة الأمريكية مع المقاتلين الثوار قد تعمقت، وإن أربع ممثلين من هذه المجموعات المعتدلة كانوا موجودين في جنيف، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تؤمن بأن المزيد من ذلك يجب أن يحدث.

وأضاف “لا يمكنك إجراء مفاوضات جدية، دون التفاوض مع من يحمل السلاح. هذه حرب، لذلك يجب أن يتم إحضار هؤلاء”.

وذهب فورد إلى أن المفاوضات يجب أن تضم ممثلين عن “الجيش السوري والفصائل الأخرى الموالية للأسد، كالميليشيا الشيعية اللبنانية حزب الله… والحرس الثوري الإيراني”.

4- إيران أيضا!

رأى فورد أن إدارة دعوة إيران إلى جنيف كانت “فوضوية”. وقال إن إيران هي الدولة الأكثر تأثيرا في سوريا، كما أنها تملك مصالح حقيقية في إبقاء الأسد في السلطة، مشيرا إلى أن تضمينها في المفاوضات – على الرغم من عدم احتمالية خروجه بالنتائج المطلوبة – إلا أنه أمر سيحتاج المجتمع الدولي إلى وضعه على الطاولة في المستقبل.

5- هل ستستخدم الولايات المتحدة القوة العسكرية في سوريا؟

قال فورد إن التهديد بالضربة العسكرية الأمريكية سابقا أدى إلى اتفاقية نزع الأسلحة الكيميائية، لإدراك نظام الأسد وروسيا جدية الولايات المتحدة.

لكنه حذر من أن مصداقية الولايات المتحدة قد تهدر إذا هددت مرة أخرى باستخدام القوة دون أن تكون مستعدة لذلك مهما تكن النتائج. وقال “أعلم أن هذا الخيار يطرح في النقاشات. ولكن إذا حركت الولايات المتحدة قوتها ولم تنتهِ الحرب الأهلية… فإن سؤال: ماذا أنتم فاعلون؟ سيتكرر، وفي النهاية سنضطر إلى التصعيد. وهذا برأيي يوقف الرئيس(أوباما)”.

إلا أنه أكد أن الرئيس الأمريكي ليس خائفا من استخدام القوة العسكرية، مضيفا “لا أريد أن أقول إن الولايات المتحدة لن تستعمل القوة في سوريا. أنا لا أصدق ذلك”.

6- يجب أن لا يترشح الأسد للانتخابات الرئاسية في حزيران

ذكر فورد أن الأسد أكد أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية في حزيران وهذا لا يمكن أن يحدث، “لا يمكنني تخيل كيف يمكن للمقاتلين ضد ضد النظام والدول الداعمة لهم… أن يتوقفوا لمجرد بقاء الأسد”.

“لا يمكن أن يأخذ رجل واحد دولة رهينة”.

وأضاف فورد أن سوريا ليست مستعدة نهائيا لإجراء انتخابات هذا الصيف، مع تشرد 9 ملايين شخص وتاريخ خالٍ من الانتخابات النزيهة، لن تكون هنالك مصداقية لهذه الانتخابات.

7- نهاية اللعبة كانتونات تحميها فصائل محلية مقاتلة

يلخص فورد في خاتمته: “الدولة (النظام) تنهار شيئا فشيئا”، فهي تفتقر للقوة البشرية لاستعادة أماكن كالرقة ودير الزور أو الشمال الكردي. ولا يمكن إجبار المقاتلين الأجانب الذين يعتمد عليهم النظام بشكل متصاعد على مواصلة القتال. ولكن المعارضة من جهة أخرى لا يمكنها التفوق على النظام في كثير من المناطق في سوريا.

تقول الصحيفة إن النهاية الأرجح كانتونات مفروضة بأمر الواقع تحكمها فصائل مقاتلة محلية. لا تشبه أبدا سوريا التي رآها فورد لحظة وصوله إلى دمشق عام 2010.

نقلا عن مسارات للتقارير والدراسات 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.