قراءة في الجولة الثانية من جنيف 2

انتهت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف ولم تسفر عن أي إطار لحل سياسي محتمل وفق مبادئ وثيقة جنيف1 ونصّ دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لكل من الطرفين لحضور المؤتمر، الذي كان ينبغي أن يفضي لانتقال سياسي سلمي للسلطة، وفقاً لقواعد ومحددات يتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين.

سنحاول في هذه القراءة تحليل معطيات ووقائع الجولة الثانية في ظل واقع ميداني لا يتغير، وقراءة مدلولاتها السياسية بدءاً من ورقة المعارضة التي طرحها الوفد حول هيئة الحكم الانتقالي محلّلين مضمونها ونتائجها، إلى جانب إلقاء الضوء على مدى شرعيتها، منتقلين بعد ذلك إلى تحليل الوظيفة السياسية والإعلامية لوفد النظام، الذي طبّق بشكل واضح سياسة المراوغة لكسب الوقت. كما تركز هذه القراءة على الموقف الدولي، الذي لا يزال يعكس اختلاف رؤى الدول الراعية وعدم توصلها لرؤية مشتركة حول حل أو إدارة الصراع بعد.
وستطرح هذه الورقة إشكالية الائتلاف بنيةً ووظيفةً وأداءً، مدلّلةً على ضرورة المراجعة النقديّة الموضوعية له من حيث تلك النقاط.
تنطلق هذه القراءة من الفرضية التالية: إن أي حل سياسي لا بد له من مناخٍ مواتٍ وظروف عسكرية وأمنية وسياسية وحتى دولية مناسبة لضمان الحد الأدنى لنجاحه، حيث لا يزال المحدد الأساس في الملف السوري قائماً، ألا وهو إرادة الإبقاء على حالة التوازن السياسي- العسكري، ريثما تكتمل الملامح المراد تحقيقها على الجغرافية السورية وتهيئة المناخ العام الفكري والسياسي باتجاه نظام الفوضى.
وسنحاول فيما يلي قياس فرضيتنا السابقة على مجريات التفاوض.


إضغط هنا لتحميل الدراسة

(منقول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.