يثب

ثوار الدعم والتمويل

Kamalمنذ بداية الثورة ظهرت لدينا ظاهرة شبابية مكونة من ( ثوار !!) يقفزون بسرعة ، وعاليا ، متسلقين صخور منابع التمويل ، ويدّعون ما ليس فيهم ، ويزاودون على الجميع ، حتى أغرقوا كل مكاتب الإغاثة والنشاطات ، و تمكن قسم منهم من احتلال مناصب قيادية واعلامية هامة .. وصاروا هم وجه السحارة كما يقولون ، وهم سرعان ما يعلو صوتهم عندما يشح الدعم ، فتصبح الثورة( جيوبهم ) في خطر شديد إذا هم لم يستمروا في الحصول على الدعم ، ولما كان الدعم الذي يصل للداخل عبرهم يتعرض للتبخر في الطريق ، ولما كان أغلب الدعم حتى لو صل ، مشروطا ومحدودا ومرهونا بظروف تجعل من ضرره أكثر من نفعة ، ظاهره دعم ومفعوله تخريب كما الحال مع الخمر ، نفهم أن هؤلاء هم فقط عنصر تشويش وتشويه للثورة ، ونفهم أن الثورة مستمرة بدعم ومن دون دعم ، بل ربما كانت أفضل من دون هؤلاء ، وهي التي قامت من دون أوامر ولا ولاءات ولا اشتراطات وواجهت الرصاص بالصدور العارية .

يعلو اليوم صوت من يهدد بانهيار الثورة إذا لم يأتي الدعم ، وحتى إذا لم يحدث تدخل عسكري .. الله الله .

ماذا يتبقى من ثورة يقاتل عنها الأجنبي ، وماذا يتبقى من ثورة تحتاج الغريب وتستجدي القريب والبعيد . وهل النصر من البشر أم من الله ، وهل هو بالقوة المادية أمن بالإيمان ، هل هو بالكثرة ؟؟ ألا توجد موارد وامكانات قد تكون كافية لو نظمت ، ألا توجد أشياء لو قمنا بها لتدفق الدعم أو استخدم بطريقة أخرى ، هل طهرنا أنفسنا وأخلصنا الدعاء لكي ينصرنا الله ويسهل لنا أمرنا . لا أيها الأخوة ، كان وما يزال بإمكاننا وبتوفيق من الله أن ننتصر ، وبإمكاننا تطوير وسائلنا طالما نحن لدينا ارادة النصر والجهاد

من يريد أن يضجر ويكفر بالثورة فهو حر ومن يريد الاستمرار بما تسير محتسبا متوكلا فهو أيضا موجود وكثير ، ما أريده هو وقفة مع الذات واعادة تقييم ، وعندها ستتابع الثورة مسيرها نحو النصر بإذن الله . عسى الله أن يكفينا ذل المسألة . ويهدينا سواء السبيل .

د . كمال اللبواني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.