دوت انفجارات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، في مواقع عسكرية بريف دمشق تبين أنها ناجمة عن تفجير مستودعات للصواريخ ضمن اللواء 81 التابع للفرقة الثالثة لقوات النظام في منطقة الرحيبة في ريف دمشق الشمالي الشرقي، تزامناً قتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام السوري على الأقل في هجوم جديد شنّه تنظيم “الدولة” على مستودع للذخيرة في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء، في تصعيد متواصل للتنظيم المتطرف الذي كثّف من وتيرة عملياته مؤخراً، فيما صدر بيان روسي يحمّل واشنطن مسؤولية مقتل جنود سوريين بهجوم لتنظيم “الدولة” – داعش – في دير الزور. وبخصوص التفجير قرب دمشق تبعد المنطقة عن مركز مدينة الرحيبة نحو 4 كلم، وبحسب مصدر عسكري خاص لـ”القدس العربي” فإن التفجير نفذ ضمن مستودعات 81 في منطقة الضمير على طريق الرحيبة، وهي مستودعات تابعة للقوات الروسية، أكثر منها للنظام، وتشرف عليها قيادة الجيش. وتضم هذه المستودعات وفق المصدر “التخزين الاستراتيجي، ذخائر دبابات ومدفعية، ألغاماً، صواريخ غراد ذخيرة “ب م ب”، ذخيرة دفاع جوي وذخيرة بنادق”. وتأتي أهميتها حسب الخبير العسكري بأنها “الخزان الرئيسي للذخيرة والمعارك والقتال الطويل” مؤكداً أن المسؤول عنها هو مدير إدارة التسليح.
ونفى المصدر تعرض المستودعات لقصف إسرائيلي أو تنفيذ غارات جوية، بسبب عدم دخول أي طيران حربي إلى أجواء المنطقة أو تفعيل منظومات الدفاع الجوي.
«التفجير صنع دول كبرى»
ورجح ضابط منشق عن النظام السوري في اتصال مع “القدس العربي” أن يقف وراء الانفجارات المجهولة قرب الرحيبة، دول ذات نفوذ على الأراضي السورية، وقال الضابط: التفجير صنع دول كبرى، وربما تكون واشنطن وراء تفجير مستودعات أسلحة تابعة لروسيا، وربما أن هذه الأخيرة تستخدم المستودعات لشحن الأسلحة والذخائر لتستخدمها بالحرب على أوكرانيا.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التفجير ضمن المستودع جرى من الداخل وعليه دوت انفجارات عنيفة في المنطقة، الأمر الذي أدى لخسائر مادية وسط معلومات عن خسائر بشرية.
وقال موقع “صوت العاصمة” المحلي إن صوت انفجار عنيف دوى بعد منتصف ليل الثلاثاء في المواقع العسكرية بين مدينتي الرحيبة والضمير في ريف دمشق. ووقع الانفجار في مستودع للذخائر تابع للفرقة الثالثة في جيش النظام السوري عند الساعة 2:25 بعد منتصف الليل.
وأضافت أنّ انفجارات أقل حدة تلت الانفجار الأول واستمرت لنحو 40 دقيقة بعد تدخل أصحاب صهاريج نقل المياه في مدينتي الضمير والرحيبة بناءً على طلب قائد اللواء العميد لؤي جديد. وأوضح المصدر أنّ عناصر اللواء وأصحاب صهاريج نقل المياه تمكنوا من السيطرة على الحريق وتبريد المستودع، مضيفة أنّ اثنين من المجندين في اللواء 81 قتلوا وأصيب آخرون.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن المنطقة هناك تضم مستودعات صواريخ وذخائر لحزب الله اللبناني منذ العام 2006، وكان مدربون من كوريا الشمالية يشرفون على التدريبات حينها، كما تعد المنطقة تحت هيمنة حزب الله وسط سيطرة ووجود شكلي لقوات النظام، وهذا لا ينطبق فقط على اللواء 81، بل على اللواء 155 واللواء 165 أيضاً في كل من القطيفة والقلمون والرحيبة.
وتأتي الانفجارات اليوم بعد 48 ساعة من انفجارات مماثلة غربي العاصمة دمشق، حيث هزّت انفجارات ضخمة سلسلة من المستودعات العسكرية الاستراتيجية، التابعة للفرقة الرابعة ويشرف عليها حزب الله، في محيط العاصمة دمشق فجر الأحد، نتج عنها ألسنة حمراء بمساحة واسعة تلاها انفجارات ثانوية لصواريخ انفجرت داخل هذه المستودعات. وتضم المواقع المستهدفة سلسلة من المستودعات العسكرية المنتشرة بالقرب من مشروع دمر حول العاصمة دمشق.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد شن قبل نحو أسبوع، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في محيط دمشق، وأسفرت عن مقتل وجرح نحو 12 من قوات النظام وهذه الميليشيات.
مقتل 3 من النظام
كما أفاد المرصد عن استهداف عناصر التنظيم “بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء مستودعاً للذخيرة في منطقة تدمر في ريف حمص الشرقي. وأشار إلى أن “عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود ثمانية جرحى بحالات خطرة”. وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مني التنظيم المتطرف بهزائم متتالية في البلدين وصولاً الى تجريده من كافة مناطق سيطرته عام 2019. ولفت المرصد إلى أن هجوم الثلاثاء يأتي في ظل “التصعيد الكبير لعمليات التنظيم ضد قوات النظام في البادية السورية”. وهذا هو الهجوم الرابع على الأقل للتنظيم ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ مطلع الشهر الحالي. وقتل الخميس الماضي 33 جندياً على الأقل في هجوم تبناه التنظيم على حافلة عسكرية في شرق سوريا وفق المرصد. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كما شرّد وهجّر أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
بيان روسي ضد واشنطن
وأدانت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين، الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم “داعش”، يوم الجمعة الماضي، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل وجرح جنود سوريين. وأضافت الوزارة، في بيان رسمي نشر عبر موقعها الإلكتروني، “ندين بشدة هذا العمل الإرهابي، ونتقدم بخالص تعازينا لأسر الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونعرب عن تضامننا مع سوريا حكومة وشعبا في كفاحهم ضد الإرهاب”، حسبما ذكرت قناة “أر تي” الروسية. وأكدت الوزارة أن الوجود الأمريكي العسكري غير الشرعي في سوريا هو أحد العوامل الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشددة على أن التهديد الرئيسي للأمن في سوريا يأتي من المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
وتابع البيان أن “سياسة واشنطن الرامية إلى الحفاظ على احتلالها لمناطق شاسعة في شمال شرق سوريا، تتميز بثروتها بالنفط والغاز والموارد الزراعية، واستمرار ضغط العقوبات على دمشق يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتفعيل الحركة السرية المتطرفة في المنطقة”. كما حمّلت الحكومة السورية، السبت، الولايات المتحدة مسؤولية مقتل جنودها في محافظة دير الزور بشرق سوريا. وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان لها، إن “قوات الاحتلال الأمريكي ارتكبت جريمة جديدة حيث استهدفت هي وتنظيماتها الإرهابية حافلة تقل عددا من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرق دير الزور، ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين”. وتعرضت حافلة تقل عناصر من القوات الحكومية السورية، ليل الخميس الجمعة، لكمين عند المحطة الثانية على بعد 70 كيلو متراً جنوب مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي قتل خلالها 23 عنصراً من القوات السورية “.
القدس العربي