قتل 3 مدنيين وأصيب نحو 20 آخرين، بينهم 5 أطفال وامرأة، في حصيلة أولية، أمس الأحد، نتيجة قصف صاروخي مكثف لقوات النظام على الأحياء السكنية ومحيط مرافق عامة ومنشآت تعليمية وأسواق تجارية في مدينة إدلب وريف حلب شمال وشمال غربي سوريا. ورداً على ذلك، نفذ عناصر “هيئة تحرير الشام” التي تقودها جبهة النصرة، عملية مباغتة قتل فيها 5 عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم، بريف اللاذقية غرب البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 5 عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم، قتلوا في عملية انغماسية نفذها لواء “أنـصـار الإسـلام” التابع لهيئة “تحرير الشام”، على محور تلة شير سحاب في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وجاء ذلك رداً على قصف صاروخي نفذته قوات النظام على الأحياء السكنية والأسواق في ريف حلب ومدينة إدلب. الناشط الميداني أحمد الشبلي، قال إن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 4 بجروح مساء الأحد، جراء قصف قوات النظام ومليشيات حزب الله بالمدفعية على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وأكدت عضو مجلس إدارة الخوذ البيضاء ندى الراشد، في اتصال مع “القدس العربي” أن فرق الإسعاف والإنقاذ استجابت للقصف المكثف على مدينة إدلب، الذي أسفر عن إصابة 15 مدنياً بجروح، حيث عملت الفرق على إسعاف المصابين وتفقد الأماكن التي تعرضت للقصف، مؤكداً مقتل 3 مدنيين وإصابة 5 بينهم طفلان بجروح، نتيجة اندلاع حريق في محل بيع محروقات إثر قصف مدفعي لقوات النظام مساء الأحد، استهدف الأحياء السكنية لمدينة دارة عزة غربي حلب.
واعتبرت الراشد، أن تصعيد النظام السوري وتكثيف القصف الصاروخي والمدفعي الذي يستهدف المرافق الحيوية في المناطق الخارجة عن سيطرته، يهدف إلى منع أي حياة فيها ويجبر سكانها على النزوح.
وتداول ناشطون، مساء الأحد، مقاطع مرئية يظهر فيها اندلاع حريق ضخم في مدينة دارة عزة، بينما هرع سكان الحي إلى إسعاف الأهالي وإنقاذ المصابين.
الدفاع المدني السوري أصدر مساء الأحد بياناً قال: “أصيب 15 شخصاً بينهم 5 أطفال وامرأة جراء قصف صاروخي من قوات النظام، جاء على دفعتين استهدفتا شارع البازار ومخيم وبالقرب من مسجدٍ ومنشآت تعليمية وملعبٍ لكرة القدم ومنازل سكنية في أحياء مدينة إدلب”.
ومن بين الإصابات تعرض رجل لإصابة خطرة بشظايا صاروخ سقط بالقرب منه أثناء قدومه إلى المدرسة ليرافق طفلتيه بعد صرفهم من المدرسة لحمايتهما من القصف، ما أدى لإصابته وإحدى طفلتيه.
وتسبب القصف بحالة رعب كبيرة بين الأهالي وتضرر في الأبنية السكنية والمحال التجارية والمرافق العامة القريبة من مكان سقوط الصواريخ.
وصعّد النظام السوري هجماته على مدينة إدلب وريفها خلال كانون الأول/ديسمبر الحالي، مستهدفاً المدنيين ومقوضاً جميع أشكال الحياة، وأدت الهجمات الصاروخية على المدينة منذ بداية وحتى الثاني عشر منه، إلى مقتل 8 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة، وإصابة 33 مدنياً، بينهم 5 أطفال.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه السكان ظروفاً صعبة مع بداية فصل الشتاء وهطول الأمطار، وتتقلص فيه الاستجابة الإنسانية لاحتياجات السكان وتتركهم يواجهون الهجمات القاتلة وظروف فصل الشتاء الصعبة.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر، استجابت فرق الدفاع المدني لـ 1206 استهدافاً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، أدت إلى مقتل 154 شخصاً بينهم 45 طفلاً و22 امرأةً، وأصيب على إثر هذه الهجمات 652 شخصاً من بينهم 203 أطفال و94 امرأةً.
وقال المرصد إن منطقة إدلب ومحطيها شهدت تصعيداً لافتاً في الاستهدافات المتبادلة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وهيئة تحرير الشام والفصائل من جهة أخرى، حيث وثق مقتل 49 شخصاً في 30 عملية واستهداف، بينهم 24 عنصراً من النظام و9 من هيئة تحرير الشام و5 عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني.
القدس العربي