طريق جهنم من دمشق إلى طرطوس… طائفية ودمار ومدن محاصرة

لندن ـ ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول الإستفادة من الأزمة الاوكرانية، وتحويل الصدع بين الولايات المتحدة وروسيا لصالحه والدفع باتجاه كسر شوكة المقاومة السورية، ومن جانب ثانٍ تأمين انتخابه لولاية أخرى، لمدة سبعة أعوام، وليس مستعدا للتنازل لأعدائه.
وتضيف الصحيفة أن انهيار محادثات السلام الشهر الماضي في جنيف والتي رعتها كل من الولايات المتحدة وروسيا أدى لتبدد آخر بصيص أمل للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية. ففي ضوء اختلاف وتصادم راعيي المحادثات حول ما يجري في أوكرانيا، يشعر الأسد اليوم بالثقة من أن محاولاته لاستعادة سيطرة الحكومة على المناطق لن تلقى ردا دوليا مباشرا حسب محللين وأشخاص عارفين بالطريقة التي يفكر فيها النظام.
وتضيف الصحيفة إن الموقف المتحدي الذي برز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول مجريات الأحداث في أوكرانيا وعزل الرئيس المؤيد له فيكتور يانوكوفيتش عزز لدى الأسد الفكرة أن الروس لن يتخلوا عنه وسيواصلون دعمه.
وبحسب سليم زهران، الصحافي من دمشق ‘يعتقد النظام أن لدى الروس سبب قوي لإبقاء الأسد في السلطة، خاصة بعد تجربة ليبيا والآن أوكرانيا’، وأضاف ‘يعتقد النظام أيضا أن أي نزاع في مكان آخر من العالم يحرف نظر الأمريكيين ويعد عاملا في تخفيف الضغط على سوريا’.

الحرب الباردة

وتقول الصحيفة إن الحرب في سوريا هي واحدة من القضايا الخلافية في الشرق الأوسط التي تكشف وتعرض المصالح الأمريكية للخطر في وضع تعود فيه الحرب الباردة، مع أن التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والملف النووي الإيراني تعتبر من القضايا المهمة على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من سوريا.
وتشير الصحيفة للتطورات الأخيرة في العلاقات العربية ـ الروسية وصفقات الأسلحة التي عقدتها مصر والعراق مع موسكو، والتي جاءت بسبب تردد الإدارة الأمريكية في التورط في أوضاع فوضوية نتجت عن الربيع العربي.
ولاحظت الصحيفة صمت معظم الدول العربية عن الأزمة الأوكرانية، وقد تجد هذه الدول نفسها في الفلك الروسي حالة تردد واشنطن، حسب تيودور كراسيك، الباحث في معهد الشرق الأدنى والتحليل العسكري للخليج (انغما) الذي قال ‘ينظرون إلى روسيا كتيار كبير وشريك مستقبلي في المنطقة، لأن الولايات المتحدة تتراجع حسب نظرهم’.
وتظل سوريا المكان الذي التي ستظهر عليه نتائج التوتر بين القوتين. فمنذ بداية الحرب الأهلية السورية قامت السياسة الأمريكية على افتراض أن روسيا هي شريك مستعد لممارسة الضغط على الأسد كي يتخلى عن السلطة.
ولم تنفع هذه السياسة واعتبرت غير واقعية حسب عمار العظم من جامعة شاوني في أوهايو، و’دفاع بوتين عن يانوكوفيتش يعني رمي ثلاث سنوات من الدبلوماسية في سوريا في المرحاض’ واصفا ما حدث ‘فشلا ذريعا للبيت الأبيض’.
ويرى أندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن الروس حتى وإن كانوا مستعدين للتعاون لكنهم الآن لن يفعلوا لأنهم لا يريدون تقديم نصر لأوباما’.

التحضير للإنتخابات

وتشير الصحيفة إلى مجالين آخرين من التعاون وهما: نزع أسلحة سوريةالكيميائية وتطبيق القرار الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة والتي تعيش تحت رحمة البراميل المتفجرة.
ولا يظهر الأسد متعجلا في الإلتزام بهما. فقد قال المسؤولون في منظمة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية أن النظام السوري لن يلتزم بموعد 15 آذار/مارس الحالي، كما أنه لم يؤد لوقف البراميل المتفجرة. وعوضا عن هذا فالأسد يصعد من التحضيرات للإنتخابات الرئاسية التي ستعقد في حزيران/يونيو، ولم يعلن الأسد عن ترشحه بشكل رسمي، فيما يؤكد المسؤولون في الحكومة أن الإنتخابات ستجري في موعدها.
وكانت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس قد استبعدت تطبيق مقترح طرح في جنيف-2 للسماح لمراقبين دوليين، حيث قالت لتلفزيون لبناني ‘لدينا المصداقية ولا نحتاج لتدخل أحد’.
ويقول عارفون بطريقة تفكير الحكومة أن نقاشات تجري حول الإنتخابات وكيفية إضفاء الشرعية عليها في وقت خرجت مناطق شاسعة من يد الحكومة، كما ويحاول المسؤولون إقناع مرشح للترشح أمام الأسد، ولكن حتى الآن لم يظهر أحد.
ومن هنا يرى تابلر أنه في غياب أي إصلاحات حقيقية كتلك التي كان يؤمل من جنيف تحقيقها، فمن المتوقع أن يكرر الأسد نسبة 97′ في انتخابات عام 2007.
وتتزامن التحضيرات مع تقدم بطيء للجيش في مناطق المقاتلين خاصة القلمون وحلب التي دمرتها البراميل المتفجرة.
وتوقع مراقبون أن تزيد الولايات المتحدة دعمها للمقاتلين السوريين لكن هذا الخيار سيتراجع في الوقت الذي ستحرف واشنطن جهودها نحو حل أزمة القرم، فيما سيعزز بوتين من دعمه للأسد.
والثقة التي يبديها النظام واضحة في كل ملمح من ملامح سياسته على الأرض، وتلقي رحلة مراسل صحيفة’ إندبندنت’ باتريك كوكبيرن على الطريق السريع دمشق ـ حمص ـ طرطوس صورة عن هذه الثقة.

رحلة المخاطر

وقد استعاد كوكبيرن رحلته الأخيرة على هذا الطريق، ويقول ‘في كل حرب هناك مدينة، بلدة، جبل، نهر أو شارع ترى فيه كل اطراف النزاع أنه حيوي للإنتصار في الحرب او تجنب الحرب على الأقل. وفي الحرب الأهلية السورية، فهذا المعلم الحيوي هو الشارع الذي يربط بين دمشق وحمص، المدينة الثالثة الكبيرة في سوريا، والممتد على طول 100 ميل للشمال حيث يمتد غربا وعلى طول 64 ميلا لميناء طرطوس على البحر المتوسط، وفي حالة قطع الطريق بشكل دائم فسيكون ضربة تشل نظام الرئيس بشار الأسد’.
وعلى هذا الشارع سافر كوكبيرن خلال العامين الماضيين وعرفه بشكل جيد، لكن في كل مرة كان يسافر عليه كان يشعر بتشنج في عضلات معدته ‘الرحلة ليست انتحارية ولكنها محفوفة بالمخاطر، وحتى عندما كنت أناقش المخاطر في الرحلة مع سائقي العارف والشجاع جورج، المسيحي السوري إلا أنني كنت أسائل نفسي عن وجود شيء شرير ينتظرنا على الطريق لم نناقشه’.
فالسفر على طريق دمشق- طرطوس يقتضي من المسافرين الحيطة والحذر، ويجب أن يكون المسافر متيقظا ويبحث عن إشارات الخطر ‘مثلا قلة الحركة على الطريق، مما يعني أنه تم وقف السيارات لسبب لا نعرفه، وفي المقابل، يعني تحرك السيارات ان كل شيء على ما يرام، خاصة إن كانت هناك حافلات كثيرة، لأن سائقي الحافلات السوريين يسافرون إلى كل مكان وهم ماهرون في تقدير طبيعة الأخطار، ولأن صاحب الحافلة لا يخاطر بالسفر إن كان يعرف أن حافلته ستسرق أو تدمر. ويضيف كوكبيرن أنه مر في الطريق هذا في بداية شباط/ فبراير بعد أن أغلق مدة 17 يوما نظرا لسيطرة المقاتلين من المعارضة على معظم بلدة النبك الواقعة على منتصف الطريق لمدينة حمص.
وعندما سافر أكد له جورج الذي تنحدر والدته من النبك أن قوات الحكومة عادت للبلدة وتحكم السيطرة عليها ‘ولا حاجة للقلق’.
ورغم كل التأكيدات لم يكن الجميع مقتنعين بالكلام. ويرى كوكبيرن أن الأميال الأولى على الطريق السريع هذا تشعره بالقلق، ومظهر القلق أنه يمر من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في القابون وحرستا والبرزة ودوما، والتي تعرضت للقصف المدمر أو تم جرفها، حيث يرى المسافر من نافذة السيارة أرضا يبابا، جدرانا مدمرة وحيطانا اسمنتية فوق بعضها البعض ‘وفي معظم الأحيان لا ترى أحدا حيث تسوق مسرعا ميلا بعد ميلا من الفضاء المدمر، لكن لا يعني عدم وجود قناص يراقبنا من عدسة بندقيته، لكن معارض السيارات التي كانت تصطف على طول هذا الطريق احترقت الآن وصارت مهجورة، أما عمارة المرسيدس فقد كانت مركزا لمقاومة المقاتلين وتركت المعارك آثارها عليها’.

لبنان مرة أخرى

ويقول ‘نسوق بسرعة كبيرة ولا نتوقف إلا عند نقاط التفتيش التي تديرها قوات الحكومة تحت الجسر، والجنود العاملون عليها هم من القوات النظامية وليس من قوات الدفاع الشعبي، لأن المنطقة لا تزال ساحة حرب. وكما في معظم المناطق في سوريا- وهذا يذكرني بالحرب الأهلية في لبنان قبل 30 عاما- فهناك لغز معقد في المحاور التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مع أن هذا يعتبر تبسيطا في وصف الوضع لأن مناطق مثل برزة هناك اتفاقات وقف إطلاق نار بين الحكومة والمعارضة حيث توجد حراسة مشتركة لنقاط التفتيش أما في داخل برزة نفسها فلا يوجد سوى قوات الجيش الحر’.
ويعلق أن الجغرافيا العسكرية في سوريا غالبا ما تتبع منطقا طائفيا ‘نمر بالسيارة إلى جانب بنايات لم تتعرض للضرر ومعظم سكانها من العلويين، ومع مغادرتنا الأحياء الشمالية من دمشق، يبدو الإرتياح على جورج الذي يقول إن ’80′ من مخاطر الرحلة قد انتهت’، وبالنسبة لي فلا أشعر بالإطمئنان، ولشدة دهشتي لا يبدو جورج قلقا من اقترابنا من بلدة معلولا المسيحية المبنية في الجبال، وزرناها العام الماضي، واليوم البلدة مقفرة من سكانها، ويحتل جزءا منها مقاتلو جبهة النصرة الذين يتركزون في البنايات والمغاور التي تشرف على البلدة’.

أعداء وجها لوجه

ويعلق الكاتب هنا أن أهم ملمح من ملامح الحرب في سوريا هو قرب المقاتلين من بعضهم البعض. وفي بعض الحالات هناك اتفاقيات هدنة أو وقف إطلاق للنار هش، وهذا ما يبدو في يبرود التي كانت لا تزال بيد جبهة النصرة مع أن سكانها المسيحيين لم يغادروها.
ومن هنا فالإتفاقات قد تأخذ مفعولها في بعض الأحيان، ولا يعني أنها تشمل الغرباء. ويقول كوكبيرن إنه سمع أكثر من مرة عن خطط الجيش لاجتياح يبرود، ‘وقلت لنفسي لن أصدق ما أقول حتى أرى’.
كان هذا الكلام قبل شهر، والمعارك حول يبرود مستمرة والجيش على ما يبدو عازم هذه المرة على السيطرة عليها. ويقول إن سيطرة المقاتلين على بلدة النبك، التي تبعد أميالا عن يبرود ولفترة قصيرة هي الدافع وراء تأمين هذا الطريق في عملية مشتركة مع حزب الله. ويضيف إنه شاهد احتفالات الجيش بعد سيطرته على النبك حيث عقد احتفالا في مركز البلدة الذي لم يتعرض للدمار ‘لا أتحمس لهذه الإحتفالات في العادة، خاصة أن طلاب المدارس يشاركون فيها، ولأن الناس تحت فوهة المدافع فلا بديل أمامهم سوى المشاركة’.
ومع ذلك فالتظاهرة أظهرت أن الحكومة واثقة من نفسها ‘واكتشفت معلومة مهمة وهي أن ميليشيا الدفاع الشعبي التي كانت تحرس التظاهرة بعض أفرادها كانوا في الجيش الحر ثم غيروا مواقعهم ولكن لا أعرف ما هي الشروط’.
ويشير هنا إلى أن هذه الإتفاقيات لا تخفف العنف على ما يتخيل البعض فالممارسات الوحشية ظاهرة على الجانبين وفي النبك هناك تقارير عن ارتكاب الطرفين جرائم، وفي دير عطية، التي لا تبعد إلا بضعة أميال عن النبك، احتلت الجماعات المتشددة المستشفى هناك وقتلت الأطباء، بل وقام المقاتلون بمداهمة متحف التراث الشعبي وسرقوا الأسلحة القديمة من أجل استخدامها. وتظهر آثار الحرب على البنايات القائمة على طول الطريق، ولكن الدمار ليس سيئا كما هو حال الأحياء القريبة من دمشق.
ويتحدث الكاتب في رحلته على الطريق عن نقاط التفتيش التي أقامها الجيش بين كل سبعة أميال، وفي الوقت الذي كان وسائقه يمران بسهولة بسبب التصريح لكن شك جندي في هويتهما كان يؤخرهما لساعات طويلة. أما الأمر الثاني فالطريق يمر من جبال القلمون التي تعتبر تقليديا منطقة التهريب بين سوريا ولبنان، وحتى وقت قريب لم يتغير الكثير حول طبيعة المهربات باستثناء أن الذي ينقل عبرها الآن هو الأسلحة والذخائر، وتأثرت حركة التهريب خاصة نقل الأسلحة للمقاتلين بشكل كبير بعد أن سيطر الجيش بمساعدة حزب الله على القصير في حزيران/يونيو العام الماضي.

الوعر وفتحة حمص

قضى الكاتب ليلته في حمص، ثم توجه غربا نحو طرطوس، وبعد سيطرة الحكومة على القصير تقوم الحكومة بتشديد قبضتها على حمص. وأشار إلى حي الوعر، الذي هرب إليه أكثر من 40.000 مواطن من البلدة القديمة ومناطق أخرى في ريف حمص. ويحاط الحي بالقوات الحكومية الذي تشدد الرقابة على الخروج والدخول إليه لكن الحصار هنا ليس بشدة ذاك المفروض على البلدة القديمة.
وينقل عن يعقوب الحلو، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ‘أتمنى على الناس أن يفهموا أن هناك حصارا آخر يجري غير ذاك المفروض على المدينة القديمة’.
وتعتبر منطقة حمص مهمة، لوجود مصفاة النفط في جنوبها والتي تعرضت لهجمات بالقذائف.
ويمر الطريق غربا عبر ‘فتحة حمص’، ويطلق عليها بوابة سوريا، حيث تنافس الغزاة على السيطرة عليها، وهي المنطقة التي أنفق الصليبيون المال الكثير لبناء أضخم قلعة في العالم قريبا منها ‘قلعة الحصن’ التي يسيطر عليها المقاتلون من قرى الزهراء والحصن، وما يجعل الزهراء مهمة هو مرور أنابيب الغاز منها. في الطريق مر على مستشفى تل كلخ، حيث كان يأمل مقابلة جنود جرحوا في عمليات الجيش في الزهرة لكن الأطباء نفوا وجودهم.
ويشير الكاتب هنا للطبيعة السكانية المختلطة للمناطق حيث يعيش السنة والعلويون والمسيحيون.
وينهي كوكبيرن رحلته بالقول إنها أظهرت توسع سيطرة الجيش لكنه يتقدم ببطء، والشارع أكثر أمنا مما كان عليه قبل 6 أشهر، لكن هذا لا يمنع تعرضه لهجمات مفاجئة.
ويختم بالقول ‘تذكرني الرحلة أن سوريا ما هي إلا خلطة من الظروف التي تعتمد على الأوضاع العسكرية وعلى الطائفة التي تسكن في المنطقة، ومعظم ما سمعته في بيروت ودمشق عما يجري تبين أنه خطأ، وكل التقارير الإعلامية كانت تحفل بالمعلومات المؤكدة التي تلاشت أمام الواقع′.
في سوريا كما يقول المعلومات القائمة على المشاهدة الحية هي الأصح، وحتى هذه تصبح لا قيمة لها بعد فترة، نظرا لتغير الأوضاع.

صيد سهل

وفي إطار آخر أشارت صحيفة ‘اندبندنت أون صنداي’ البريطانية لظاهرة استغلال بنات اللاجئين السوريين الذي تجبر عائلاتهن الظروف على تزويجهن في سن مبكرة. والمشكلة في الذين يتقدمون لخطبة البنات، الأثرياء العرب من الخليج ممن يتركون البنات بعد فترة قصيرة من الزواج.
وينقل كاتب التقرير فرناندو فان تيتس قصصا من مآسي البنات السوريات القاصرات، مشيرا إلى أن الظاهرة في تزايد، فيما تحذر منظمات الهجرة وحقوق الإنسان من ظاهرة استغلال البنات الجنسي.
وكتب فان تيتس أن الكثير من البنات يستخدمن في النوادي الليلية في عمان، ويتم إخفاء أعمارهن بطبقة كثيفة من الماكياج. ويتحدث التقرير عن نوار (17 عاما) وسوزا (16 عاما) اللتان تزوجتا قبل أربعة أشهر رجلين سعوديين، واختفيا بعد 20 يوما. ويضيف التقرير أن السعوديين دفعا لوالدي الفتاتين 5.000 دينار أردني (7.000 دولار أمريكي)، والخاطبة التي رتبت عملية الزواج كانت سورية، وتزوجت نوار الرجل الأكبر عمرا 55 عاما أما سوزا فتزوجت الثاني وعمره 45 عاما.
وتقول نوار الآن أن العائلة نادمة على ما حدث حيث يأمل والديهما بشار بتزويجهما لرجلين محترمين ولن يزوجهما أبدأ لسعوديين حتى لو دفعوا مهرا 12 ألف دولار.
وتقول الصحيفة إن المشاكل الإقتصادية كانت وراء قرار العائلة، فقد هربت من سوريا وعليها دين 5 ألاف دولار أمريكي، وظنت بتزويج البنتين أنها ستحل المشكلة وتؤمن الحماية الجسدية والمالية للبنتين، لكنها انتهت الآن في غرفة رطبة في العاصمة عمان. وتقول نوار عن تجربتها أن العريس السعودي أخذها لشقة مفروشة في عمان، ووعدها بحياة وردية في السعودية، وأخذها لأحسن المطاعم في عمان. وكما يحدث في معظم الحالات عادت الفتاتان للعائلة، بعد أن قال الزوجان أنهما سيسافران للسعودية لترتيب الأوراق ومن ثم استدعاء كل العائلة، ولم تسمع الفتاتان أي أخبار منهما فيما توقفت الهواتف النقالة التي استخدماها في الأردن عن العمل.
ولا تستطيع العائلة ملاحقتهما لأن عقد الزواج لم يسجل في المحكمة الشرعية في عمان أو أي مكان آخر، وكل ما جرى هو قيام شيخ بتزويج البنتين بحضور شاهدين لكل منهما.
وينقل التقرير عن أميرة محمد من منظمة الهجرة العالمية حيث تعمل في مجال مكافحة تهريب البشر قولها إن السوريات معروفات بذكائهن وجمالهن وهو ما يجعلهن مرغوبات كزوجات.
وتقول ‘نسمع الكثير من القصص عن الخاطبات اللاتي يأخذن الفتيات من التجمعات السورية ويقمن بخطبتهن لرجال محليين ومن الخارج، والزواج عادة ما يكون قصيرا، وقد لا يتجاوز 24 ساعة، ومن أجل التغطية على الإستغلال الجنسي’.

القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.