يثب

الأسد ( أفضل خيار في سوريا ) !!!

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

هذا ليس قولي هذا قول العديد من الديبلوماسيين وخبراء السياسة الذين يدعون العبقرية في العالم والغرب … بالنسبة اليهم الأسد هو أفضل خيار ، وبالنسبة الينا طز في هذا الخيار وهذا العالم الذي لا يملك من خيارات سوى صيانة هذا المجرم السفاح للاستمرار في قتل شعبه …

كيف وصل العالم لهذا الاستنتاج ؟ وبأي عقل ومنطق وقيم ؟… هنا المصيبة ، التي لا تتجسد بسلوك وتفكير  النظام وجماعته في سوريا الأسد والأبد ، وفي عصابات اللطم واللؤم الايرانية، بل أصبحت منتشرة في كل العالم … وفي الدول العربية الشقيقة وفي الدول الصديقة للمعارضة السورية، بل في المعارضة السورية ذاتها الممثلة بالائتلاف … التي قبلت بفكرة بقاء الأسد في مباحثات جنيف ، واليوم في فيينا ، طالما أنه يُحسب حسابها في السلطة الانتقالية التي سيفرضها الانتداب الروسي .

في السابق كان مؤيدوا النظام ينكرون مجرد فكرة وجود معارضة أو شخص آخر بدل بشار … فأي عملية تغيير هي خارج امكانيات عقلهم … وهم لا يتصورون سوريا من دون الأسد رئيسا ولا يتصورون انفسهم إلا أشبالا عنده … لذلك قالوا الأسد أو نحرق البلد .

واليوم بعد أن أحرقوا البلد لم تعد هذه المشكلة في العقل مقتصرة على مناصري وشبيحة الولد القاصر … بل انتقلت عدواها للسياسيين والخبراء الدوليين الذي صاروا يعتبرون أن مصير الأسد هو أهم من مصير الشعب ، وأن بقاء هذا المشوه المنحرف عقليا ونفسيا، هو الخيار المفضل في حساباتهم، حتى لو كان على حساب ابادة شعب وتدمير دولة ووطن بمساحة ربع مليون كم … ولو كان يمر فوق جثث مئات ألوف الشهداء ناهيك عن المفقودين والمشوهين والمشردين . الذين على ما يبدو لاقيمة لمعاناتهم أمام مصالح عباقرة العالم ، زارعي الخيار ومنتجي الخيارات  الذين يبحثون عن حل للمأساة السورية بعيدا عن شعبها .

والحديث عن الخيار قديم وله شجون … فقد دأب الأسد على التمسك بخيار السلام كلما ضربته اسرائيل ، لكنه بذات الوقت تمسك بالحل العسكري الحربي وخيار ابادة وحرق وتجويع كل منطقة تفكر في أن تتحرر من سلطته .. لينتقل هذا الخيار للغرب والشرق ويصبح التمسك بهذا الأسد هو أفضل خيار مطروح أمام العالم كلما ضربه الارهاب … وهكذا يصبح الخيار هو المادة الأساسية التي تتمسك بها سَلطة العالم المعجونة باللحم المقطع والمهروس والمشوي و التي تكتمل وتتجمع في صحن الحرب العالمية الجديدة التي يؤسس لها ويبررها هذا النوع من العقل والخيارات… ليصبح البحث عن عاقل في هذا العالم يحتاج للجنة تقصي وفريق استقصاء وتفتيش نفسي خاص…

لكن البحث عن سبب الارهاب البشع الذي يهدد العالم لا يحتاج سوى النظر لهذه المعايير المزدوجة التي تحكم منطق الغرب والعالم وتجعل من المجرم بحق الانسانية أفضل الخيارات بالنسبة لهم ، فيصبح البغدادي والظواهري تلقائيا هم  أفضل الخيارات بالنسبة للضحايا …

فالخيار هو الخيار وليس له وجهان وطعمتان … وخيار الأسد هو خيار البغدادي والظواهري والشيشاني والنجدي، ودماء الأبرياء لن تسفح فقط في دوما وتلبيسة وحدها ، بل في بيروت وباريس وكل العالم أيضا … ومافي خيار ولا بقوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.