يثب

الانقراض العربي

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

ليس العرب وحدهم ، بل الكثير من الأمم قد هلكت وزالت من التاريخ ، وليست المرة الأولى التي ينقرض فيها العرب فهناك العرب البائدة قد سبقت العرب العاربة التي أصبحت اليوم هي أيضا في طريق التهلكة والزوال ، بدءا من تغيير اسم سوريا وإلغاء العروبة منه على يد الائتلاف بطلب واصرار من السفير الأمريكي عشية الضربة الأوبامية لبشار الكيميائي ، وقد هدد فورد يومها أن الكونغرس لن يوافق على الضربة إذا لم تقر الورقة الكوردية التي تتحدث عن سوريا متعددة الشعوب وبلا هوية … وأقرت الورقة وألغيت العروبة وألغيت الضربة أيضا ، واستمرت عملية ابادة العرب جسديا ومعنويا في سوريا حتى شملت نصف السكان قتلا وتهجيرا ، والنصف الآخر ينتظر دوره ، وحلب وحمص وريف دمشق خير مثال … هذا في سوريا ، أما في العراق فقد تحول بشكل نهائي للهيمنة الفارسية حيث يتم استكمال تقويض العروبة في آخر مدينة عربية بحجة القضاء على داعش … وما أدراك ما داعش ؟ فالإسلام الذي أعز الله العرب به يتحول لأكثر الدعوات همجية ووحشية على يديها لتقوم هي وبفعلها بالتسبب في تبرير ابادة المسلمين وتجميع كل قوى الأرض بتحالفات وحشود غريبة عجيبة لضربهم وتهجيرهم الذي يحظى بترحيب من ميريكل الألمانية ومشاركة من تركيا الأردوغانية …

التشيع أصبح مرتبطا أكثر فأكثر بالفارسية ويقطع صلاته بالعروبة ، ويتحول لدين في خدمة القومية الفارسية ، وهذه الأيرنة اللبنانية السورية العراقية التي تجري علي قدم وساق ، تترافق مع فرنسة المغرب العربي وعزله وتضييع هويته فتتحول العربية للغة ثانية شفهية تختص بالشائم والمشاجرات، وتنشغل مصر التي جددت فرعونيتها في مشاغلها ومشاكلها كالسودان الذي صار ثلاثة ، وتتعمد اثارة الخلافات مع بقية الدول العربية ، وتخرج أريتريا والصومال وجيبوتي ووو … أما الخليج العربي النائم على أحلام الاستهلاك ، فقد استهلك تماما وصار ينتظر الإفلاس المالي بعد الإفلاس السياسي والاجتماعي والحضاري ليستيقظ قريبا جدا على أزمات متفجرة لا يمكن اصلاحها … فينقرض من الوجود ويهجره أهله الذين نسوا عيش الصحراء من دون كهرباء ، التي أصبحت من اختصاص داعش فقط .

هكذا يتحول الربيع العربي الذي كان يعد بالكثير من أجل ازدهار وتطوير أحوال العرب إلى خريف و شتاء قارس ، بل ريح أصفر يقوض الوجود العربي جملة ويدفعه نحو الانقراض … مهلكا ليس العروبة فقط بل ملحقا الضرر الشنيع بالدين الاسلامي ذاته الذي امتزج ثقافة مع العروبة واستخدم بطريقة مفرطة في هذا الربيع الشتوي …

هذا هو حالنا الذي يشغلني ويحبطني منذ فترة دون جدوى … فماذا أنتم فاعلون ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.