يثب

حلول ممكنة للأزمة السورية

د. كمال اللبواني

Kamalالأوضاع في سوريا مأساوية وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، ومعاناة الشعب السوري الهائلة تزداد ولا أفق لحلها ، كما ان الفوضى والتطرف وعدم الاستقرار يضرب أطنابه في كل المنطقة المهددة بحروب اقليمية وأهلية وطائفية حادّة. ومخطط ايران التوسعي الطائفي العنصري يتكامل ليهيمن على دول المنطقة ..

وازاء هذا الواقع المحبط لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي، كما لا يجوز انتظار الأسوأ أو انتظار الحل الدولي (الذي يبدو ساذجاً) لأنه لا يمكن التوصل لحكم مركزي ناجع ومحترم في دمشق بمجرد عقد  مؤتمرات خطابية في جنيف . بل يجب توقع فشل الحل الدولي كعادته بسبب سوء النوايا وخبث الخصم وتلاعبه ، و هذا الفشل المتوقع سيضيع الوقت مما يسمح بنشوء حالة من التفكك والدولة الفاشلة ، بالإضافة الى قيام  المربعات الامنية والإمارات الطائفية المتناحرة في سوريا ، والتي ستكون مرتعا للتطرف والارهاب والجريمة، والمتوقع امتدادها الى المنطقة.

كما أن التساهل مع استفزازات محور ايران روسيا سيقوض السلم والاستقرار بالنظر لإمعانهم في خرق النظام الدولي وتعطيل مؤسساته ، واثارتهم واستغلالهم للنزاعات وتحقيق مصالحهم كأنظمة فاسدة من خلال استعمال القوة والعنف المنفلتة من النظم والمعايير. وتلاعبهم المعتاد وتخليهم عن التزاماتهم وتعهداتهم .

وبسبب انكفاء الولايات المتحدة وأوروبا عن الفعل في المنطقة فقد اختل التوازن كثيرا لصالح حلف الشر الروسي الإيراني ، وأصبح من الصعب اعادة هذا التوازن من دون تحالفات جديدة تشمل قوى المنطقة وهو ما يتطلب اعطاء زخما جديدا لعملية السلام ، وايجاد صيغ فعالة للتعاون في المنطقة .

من اجل احتواء هذا الواقع المتدهور، وعكس مسار الأحداث الكارثي اقترح التفكير بالمبادئ التالية:

– ليس من الأخلاقي ولا الواقعي المراهنة على انتصار بشار الأسد وحلفاءه بعد كل ما ارتكبوه، ولا يجوز حتى مساعدته ولا القبول بالتمدد الإيراني السرطاني نحو الغرب . أو السلوك الروسي المتغطرس المضاد للنظام العالمي والمعطل له،  كما أن الشعب السوري و الشعوب الاخرى في الجوار لا تقبل الخضوع لترهيب التنظيمات المتشددة السنية والشيعية وغيرها كما يحصل في لبنان والعراق وشمال سوريا ، وهي العامل الأهم الذي يجب تدعيمه للوقوف في وجه التطرف والارهاب.

– الاختيار بين نظام  تحول الى عصابات اجرامية،  وبين فصائل معارضة متصارعة ومتطرفة  هو  اختيار العاجزين . لذلك يجب التدخل بشكل فعّال لدعم معارضة معتدلة منسجمة قادرة على ضمان الاستقرار والديمقراطية و تجديد صيغة العيش الحضاري المشترك ومنع التطرف والارهاب . وهذا الاحتمال متوفر بالنظر لقوة وحيوية واعتدال الشعب السوري.

 – يمكننا طرد عصابات النظام وقف زحف الهمجية والتطرف ودحرهما معا بدءا  من الجنوب ( نقصد بالجنوب دمشق و ريفها ودرعا والسويداء والقنيطرة حتى الحدود الأردنية ) بما له من ميزات خاصة بسبب طبيعة مجتمعه ونوعية الدول الجارة ، حيث لا تزال القوى فيه أقل تشددا .

–  اذا حدث تغير سريع للأوضاع العسكرية وبحضور سكاني كبير، و توفر دعم حقيقي لقوى الاعتدال : يمكن ضمان عدم انتشار قوى التطرف للمنطقة الجنوبية، ثم دحرها في عموم سوريا المتحررة من النظام المجرم والاحتلال العنصري الطائفي، وهو ما سيساهم في استقرار لبنان والعراق أيضا وفورا ، وبالتالي في ضمان الاستقرار والسلام فيما بعد بين الدول المتجاورة ، والتي يجب أن تطور تعاونها الاقتصادي بسرعة لتشكل المصالح رافعة للاستقرار والتعاون والسلم المشترك .

– المجتمع السوري بعد حرب أهلية طاحنة ارتكب خلالها أشنع الجرائم دخل في حالة من انهيار المفاهيم النمطية التقليدية، فالذي انهار ليس فقط الأمن والنظام العام، بل كل النظام الثقافي السياسي الموروث .. ودخل الشعب بسببها في حالة من التخبط والتجريب، وقد أصبح حساسا جدا ومنفتح على كل تغيير، وهذا الظرف مناسب لنخاطب أحاسيسه وعقله .. فالمرحلة الثانية من الثورة يجب أن تشمل بناء أنماط ثقافية مختلفة تتجاوز الماضي ولا تكرره .. وعليه يجب أن نساعده على بناء ثقافة سلام وحضارة بدل الاستغراق في التطرف والعنف والهمجية .

قد تبدو هذه المبادرات صعبة او مستحيلة، لكن هناك مصلحة استراتيجية لبعض الدول في المنطقة للتعاون من اجل تحقيقها. وأفترض أنه يمكن لأصحاب المصلحة التاليين العمل من اجل هذه القضية المشتركة:

1-      أغلب قوى ومكونات المجتمع السوري في كلا الطرفين ، والتي تضررت بشدة بسبب سلوك النظام الذي احتمى من ثورة شعبه عليه وراء اثارة الفتن والنزاعات الأهلية المدمرة ، وهذا يشترط اعادة انتاج العقد الاجتماعي المدني الديمقراطي على أساس المصالح وليس العقائد الدوغمائية. وحصول مصالحات كبرى وتاريخية تتجاوز الماضي. فالكثيرون من الذين يقفون في صف النظام هم اليوم تحت حصار الخوف منه والخوف من الطرف الآخر . ولو وجدوا مسارا مضمونا لساروا به وتخلوا عن النظام .

2-      الدولة اللبنانية المهددة بشدة نتيجة هذا الصراع التي هي جزء منه و تشترك فيه ويحدث على أرضها ارتداداته وما شابهه أيضا.

3-      الدولة الأردنية التي تقع تحت عبء هائل وتتعرض لتهديدات جمة بسبب عدم استقرار المنطقة .

4-      السلطة الفلسطينية التي تعجز حتى الآن عن الوصول لحالة قابلة للاستقرار وتحقيق الحد الأدنى من حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

5-      دول الخليج التي تتهدد وجوديا من التمدد الإيراني ، وتشعر بمسؤولية تجاه الشعب السوري ومعاناته .

6-      تركيا هي أيضا منخرطة في الأزمة التي تهددها بطرق مختلفة ، وتهدد بنيتها الاجتماعية أيضا ، وهي تحاول أن تكون رافعة سلام واستقرار وتعاون في المنطقة وتتبنى ذلك كاستراتيجية ثابتة لها .

7-      العراق الذي يشترك في هذا الصراع ويكرره وتنقسم مكوناته على بعضها بطريقته وتبعا له وتنخرط فيه.

8-      الشعب الإيراني الذي يسعى نظامه المستبد لتصدير أزمته الداخلية عبر اثارة النزاعات الخارجية لكي  يدفع الشعب الإيراني  ثمنها مرتين من أبنائه وماله ، ومن كرامته وحريته . والذي سيجد الطريق نحو اسقاط نظامه ممهدا لو هزمنا هذا المشروع الخارجي. لينخرط بعدها ككل الشعوب في مشروع سلام وتعاون اقليمي ، بدل حرب سنية شيعية تدمر كل شيء.

9-      دولة اسرائيل التي تتضرر من انتشار السلاح الفتاك ، والتطرف وعدم الاستقرار ، والتي حاولت النأي بالنفس ، لكنها وجدت على حدودها حالة خطيرة من التطرف والفوضى وميليشيات معادية مختلفة ، عدا عن تسرب الأسلحة الخطرة .. و هي كدولة بحاجة لوضع حد نهائي لحالة العداء مع جيرانها، والانخراط بتعاون اقليمي شامل يضمن لشعبها العيش الآمن في المنطقة .

10-   العالم الغربي الذي يحالف معظم هذه الدول ومعني بالأمن والاستقرار في المنطقة، والذي صارت الفوضى تهدده أمنيا بشكل مباشر . ناهيك عن مسؤوليته تجاه المسألة الانسانية المتفاقمة ، وفرض احترام النظام العالمي الذي يحفظ السلم والاستقرار .

دور مجموعة أصدقاء سوريا :

تأمين الدعم الديبلوماسي ، وتفعيل المؤسسات القانونية لمحاكمة النظام وملاحقته على جرائمه ، و تأمين تدفق دعم مؤسسات المجتمع الدولي الإغاثية ، وتقديم ما يمكنهم من مساعدات لوجستية للشعب والثورة . وفرض الحصار والعزلة على النظام ، وممارسة الضغوط على حلفائه وداعميه .

دور الأردن وتركيا :

–          تقديم المساعدة والدعم اللوجستي في أراضيها وعبر حدودها .

–          المساعدة في التنظيم والادارة خاصة ضمن المناطق المحررة ومساعدة المؤسسات المحلية و مؤسسات الخدمات العامة ، واعادة توطين اللاجئين .

–          المساعدة في تنظيم البنى السياسية الجديدة الناشئة التي ترعى صيغة وطنية حضارية وبرنامج سياسي دستوري وطني متوافق عليه .

دور دول الخليج :

تمويل الدعم الإنساني والعسكري لقوى الثورة ومؤسسات المجتمع ، عبر صندوق مراقب تديره قيادة مشتركة للثورة (عسكرية سياسية) .

دور اسرائيل ؟؟:

– ليس من المنطقي أن تفكر اسرائيل أنها بمعزل عن جيرانها. لأن قضية السلام و الحرب في كل المنطقة مترابطة وتشاركية ..

– الشعب السوري يعتقد أن الأسد لا يزال موجودا في السلطة بسبب دعم اسرائيل له، لذلك يصب حقده عليه وعليها.. ويعتبرها شريكة في جرائمه،  بل هي السبب في ما يجري له… و تغيير هذه الفكرة يتطلب موقفا واضحا وعمليا من قبل اسرائيل ،  يغير مزاج هذا الشعب الحساس جدا في هذا الظرف الصعب ، مما سيزيد بدوره من فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة .

– أصبحت معظم القوى المسلحة على الأرض لا تمانع تعاون ما مع اسرائيل، بعد الهمجية التي شهدتها من قبل النظام وايران وعصاباتهم، أو عصابات الطرف الآخر ،  وبعد ان خذلها المجتمع الدولي . وهي ستتشجع أكثر لو بدأت تلمس نتائج ذلك .

– يمكن ان تساعد اسرائيل بنفوذها وقوتها على تأمين فرض منطقة حظر جوي فعلي ولا يهم الطريقة ، التي قد تكون بالسماح بتزويد المعارضة المنضبطة بالسلاح اللازم ، أو باستعمال الدفاعات الإسرائيلية ، أو طائرات الناتو ، ولا يهم كثيرا أن يعلن عن ذلك ام لا، تبدأ بمئة كيلومتر وتمتد حسب التطورات ، مبررها أنها لمنع الأسد من قتل شعبه.

– مقابل ذلك يتعهد الطرف الثاني بإسقاط خيار الحرب، والانخراط بعملية تفاوض تحقق السلام وفقا لمبادئ الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام .

– يمكن لإسرائيل تكرار تجربتها مع جنوب لبنان لكن بنسخة ناجحة في جنوب سوريا ، حيث تلعب اسرائيل دورا في حماية المدنيين ودعم الأغلبية والقوى المعتدلة وقوى الاستقرار ، من دون أن تحتل أو ترسل جنودها على الأرض، أو أن تظهر كداعم للأقليات على حساب الأغلبية، أو تقوي طرف على طرف .

– يمكن لإسرائيل تقديم مساعدات لوجستية للثوار ومساعدات انسانية للاجئين، وفتح روابط اجتماعية مع الداخل الإسرائيلي لكسر حالة العداء والكراهية والخوف. كما يمكن البدء باستعمال الجولان “كحديقة سلام” وتعارف لسكان المنطقة الذين عصفت بهم الحروب. ويمكن لعرب اسرائيل بشكل خاص أن ينشطوا كوسيط تقارب بين المجتمعات.

دور الموحدين الدروز و الفئات الأخرى:

– دور الموحدين الدروز في جنوب سوريا والجولان ولبنان واسرائيل يمكن أن يكون أكثر فعالية ، فيمكن ان تشكل وحدتهم وتمايزهم دورا وسيطا بين المجتمعات ، ورافعة سلام في المنطقة.

– يمكن تسهيل تحرير السويداء والمناطق الدرزية وتسليمها لقوى محلية درزية بالتعاون مع محيطهم من اجل لعب دور في حمايتها .

– بتغيير موقف الدروز في السويداء ستتغير المعادلة جنوب دمشق وسيسهل تحريرها ومنع حزب الله من اقامة مربع أمني فيها أو بالقرب منها . والأهم من هذا سيحدث تغير في لبنان حيث سيخسر حزب الله الأغلبية بتغير موقف الدروز بالتوازي مع أخوتهم  في سوريا وستنخرط بقية المكونات في المشروع العام للمنطقة مما يعزل قوى التطرف .

– يجب تشجيع التحالف (سني – درزي) في المنطقة وترسيخ ذلك بإجراءات عملية .

– يجب اعادة ما أمكن من اللاجئين السوريين من الأردن الى سوريا أو نقل اقامتهم للمناطق المحررة المحروسة الأجواء. ويفضل للمناطق الدرزية أو القريبة من الجولان، لكي يقوم على مساعدتهم أخوتهم وتتعزز روابط الصداقة المجتمعية بين المعنيين الحقيقيين بالسلام .

– يمكن التواصل مع بقية مكونات المجتمع لحشد التأييد اللازم لمشروع بناء عقد وطني جامع بدلا عن النظام المجرم وحالة الفوضى والتقسيم والتنازع.

– يمكن الدعوة لعقد مؤتمر وطني موسع يضم كل أطياف المجتمع الأهلي للتشاور في صيغة سوريا المقبلة التي تحترم وترضي الجميع . برعاية اقليمية ودولية .

دور الشعب السوري وقوى الثورة :

 

–          حان الوقت للكف عن اعتماد وكلاء معينين من الدول الداعمة ، و الاعتراف بمجالسهم الكرتونية كقادة ثورة و ممثلين عن الشعب السوري ، وجلهم من المنتفعين والمنفصلين عن الشعب، ممن يحملون قيم الفساد والاستبداد ذاتها التي يحملها النظام ، ويعيدون انتاجه لكن بطريقة ممسوخة .

–          يجب بدلا عن ذلك أن تتشكل قيادة عسكرية سياسية مشتركة فاعلة ونشطة تقود كامل العمل الوطني بطريقة مركزية وفاعلة، يتشكل هذا المجلس من 31 عضو نصفهم عسكريين وثوريين ونصفهم سياسيين ويشرف على عمل المؤسسات التنفيذية العسكرية والمدنية .. (يمكن البحث والتشاور في طريقة تشكيلها واكتسابها الشرعية ومراقبتها ). وأقترح أن يقوم أصدقاء سوريا بالتوافق على تسمية لجنة تحكيم من تسعة شخصيات وطنية غير حزبية فاعلة وموثوقة ومحترمة وذات مصداقية : تكلف هذه اللجنة بتشكيل هذه القيادة المشتركة من أبرز عناصر الثورة العسكريين والسياسيين ، من دون محاصصات من أي نوع ، وبمعيار وحيد هو الكفاءة .

–          تتبع لهذه القيادة المشتركة كل مؤسسات المعارضة المختلفة العسكرية والسياسية والخدمية والقضائية معا ، و تتخذ قراراتها بالأغلبية العادية .

–          يمر كل الدعم بكافة أنواعه عبر اشراف هذه القيادة وتلتزم الدول الداعمة بذلك .

–          تضع القيادة المشتركة لنفسها نظامها الداخلي ، وتعلن بيان دستوري ملزم لها .

–          تشجع كافة المجموعات المسلحة على الانضمام تحت خيمة هذه القيادة والالتزام بالمعايير التي تضعها . وتوضع خطط لاستيعاب المقاتلين وتنويرهم وتعريفهم بواجباتهم ، وخطط لتفكيك الجماعات المتطرفة وصهر عناصرها في المجتمع و ضمن قوى الاعتدال ، بدل نفيها وطردها للخارج حيث ستشكل مشكلة للآخرين .

–          تعلن القيادة العسكرية عن معايير الانضباط العسكري وقواعدها . والتي تكفل وطنية السلاح وانضباط المقاتلين .. وتشكل المحاكم العسكرية لمراقبة ذلك .

–          يتشكل مجلس قضاء أعلى يشرف على اعادة النظام القضائي للعمل وتلحق به قوى شرطة فعالة .

–          تتشكل حكومة مؤقتة ومجالس ادارة محلية لإدارة المناطق المحررة .

–          يتشكل صندوق مالي واحد ، وتشرف على الرقابة المالية والنزاهة لجان محلية ودولية .

–          تركز السياسات على استراتيجية التحرير والأمن والبناء واعادة المهجرين واتمام المصالحات ، وتشغيل الاقتصاد . وضمان نزاهة العمل في كل المناطق وطيلة مرحلة التحرير،  والشفافية التامة والعمل المؤسساتي .

مفاصل العمل المشترك:

– لا يمكن تنظيم كل هذه الفوضى وتجاوز كل هذا الفشل وعكس مسار الأحداث الكارثي إلا بتوحيد الجهود وتبني مشروع عام وشامل وبعيد المدى وحشد الدعم والتأييد المجتمعي والدولي له ، وهو يحتاج لتغيير أنماط العقل السياسي التقليدية عند كل الأطراف .. تلك التي أوصلتنا لما نحن فيه.

– يمكن لقوى المنطقة أن تتعاون مع بعضها على تنفيذ المشروع  من دون الحاجة لقرارات دولية ، وبعيدا عن التأثيرات الخارجية التي  أصبحت مقيتة ومسببة للمشاكل. عبر  الانخراط معا في ترتيبات أمنية وعسكرية تضمن تحقيق النتائج المرجوة.

–  يمكن البدء بإنشاء منطقة آمنة ومحررة بدءا  من الجنوب وباتجاه دمشق ، وكل عوامل النجاح متوفرة إذا تعاونت اسرائيل، فهي مفتاح الحل ، ولا يتطلب نجاح هذه العملية أي اذن دولي أو تدخل غربي فاعل. ويمكن القيام بذات الشيء من الشمال بمساعدة تركيا ، كما يمكن البدء بالتفاوض مع المنطقة الساحلية الغربية ، والشمالية الشرقية لإعادة ادماجها بالمشروع الوطني من دون نظام الأسد . واستكمال تحرير وتوحيد سوريا.

– يمكن للعاصمة دمشق الحرة أن تؤثر بشكل كبير على الاتجاه العام للوضع في سوريا ، كما  يمكن لحكم مركزي قوي ومعتدل فيها أن يساهم في تحرير البلاد وتوحيدها بسرعة وهو ما يقوض دور ايران ويضعف  دور حزب الله  والتطرف أيضا.

– إذا حصل هذا التعاون و بعد استقرار الأوضاع ، سيكون من السهل انجاز عملية السلام مع اسرائيل وفقا لمرجعية السلام الدولية ، و بما يضمن انفتاح مجتمعي مباشر وتداخل سكاني واقتصادي وأمن مشترك يشترك فيه جميع دول المنطقة وكافة مكونات شعوبها ، وأن تجري مصالحات تاريخية ، وتبنى علاقات تعاون قائمة على حسن الجوار والمصالح المشتركة . وترتب إجراءات أمنية تبدد مخاوف الجميع .

– كل هذه المبادئ يمكن مناقشة خطواتها العامة والتفصيلية مع القوى الفاعلة على الأرض مباشرة أو عبر مؤتمر وطني موسع ، لكن بعد الموافقة المبدئية من الدول الصديقة والمعنية. وتنفيذ اجراءات بناء الثقة .

– أي مشروع كهذا يتطلب موافقة شعبية وقبول من الناس ، وهذا يتطلب ليس فقط اعداد المشروع وطرحه على العلن ، بل الشعور بجدية الأطراف ورغبتهم في تحقيقه ، وعليه فان نسبة الموافقين سترتفع بشدة لو تجاوب المجتمع الدولي والطرف الآخر مع هذه المبادرة ، فالمسألة ليست كم حجم الموافقين اليوم بل كم ستصبح نسبتهم بعد اتخاذ اجراءات الثقة التي تؤكد جدية الخيار ، وتجعل من الممكن تصور حجم منافعه ، فلا نقيس حاضر على غائب بل نعمل ، ثم نقيّم  ونصحح ونعدل .. طالما أننا نسير نحو هدف سام مقتنعين بأخلاقية عملنا ، فالنجاح تفاعلي ومرتبط بمقدار ما يبذله كل طرف، والمستقبل مفتوح أمامنا ومرتبط بما نفعله اليوم .

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.