يثب

بقاء نظام الأسد

د. كمال اللبواني

كل العالم لا يريد أن يستمع للشعب السوري ، مع أنهم يقولون أن الشعب هو من يقرر ، لكن من هو الشعب بنظرهم ، هل هو شبيحة الأسد و البعض من الشيوعيين والأقليات ، أما عامة الناس الذين ذاقوا  الأمرين  من مخابرات وجواسيس وجنود و شبيحة النظام ، والذين يفضلون اليوم العيش تحت القصف والبراميل والحاويات المتفجرة ، ويفضلون الشقاء والحصار والجوع والتشرد على الخوف والذل والإهانة والترهيب ، يفضلون الرحيل وعيش المخيمات على العودة لحكم زعران الأسد وحلفاءه وسجونه ..

لا أحد يريد أن يفهم لماذا فجر هذا الشعب ثورته ، ولا يريد أن يرى ممارسات النظام بحق شعبه ، فالكل يبحث عمن يخدم مصالحه التي هي وبكل أسف لا أخلاقية بل دنيئة لدرجة دعم القاتل المجرم والسكوت عن جرائمه ضد الانسانية مقابل مصالح وحسابات ضيقة ، قافزا فوق ارادة شعب يذبح ويباد ويهجر .

بهذا الموقف هم فقط يجعلون كل الذين عانوا من الظلم في خندق واحد مع التطرف والتشدد ، لأنه على ما يبدو هو رد الفعل الوحيد المجدي على هذا العداء  والكراهية  التي يكنها الغرب للشعوب  الإسلامية، التي يريد أن يمنع عنها الكرامة ويرضى لها أن تخضع لكل أنواع الذل والاجرام ، ولا يسعى أبدا لإظهار الحق أو سيادة العدل .

أريد أخيرا أن يكون واضحا للجميع أن العودة لحكم نظام الأسد بأي شكل أو طريقة مستحيل طالما لم يباد الشعب السوري ، وأن السلام والاستقرار مستحيل في المنطقة طالما لم تتحقق العدالة ، فليحسب العالم حسابات الربح والخسارة كما يريد ، لكنه لا يتورط ويراهن على خنوعنا فزمان ذلك قد ولى والحمد لله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.