‘مرة واحد حمصي إنتفض لكرامته قبلك وقبلي’ رداً على الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين.. جدران بيروت وفيسبوك تحتضن النازحين وترحب بهم’

لندن – القدس العربي من ريما شري: في وقت يتفنن فيه السياسيون وبعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية في خطابهم العنصري ضد اللاجئين السوريين فيلبنان، تحتضن جدران شوارع بيروت لافتات تنبذ العنصرية وترحب بالنازح السوري في قلب العاصمة.
أهلا باللاجئين والعمال السوريين في لبنان وعذراً على ما يفعله العنصريون منا هذا ما حمله جسر الكولا الذي أصبح سقفه يحتضن مجموعة كبيرة من النازحين الذين افترشوا ترابه في وضع انساني مزرٍ .
لافتة أخرى توسطت احد الاتوسترادات في بيروت كتب عليها: لن ننسى موقف الشعب السوري في مساندة الشعب اللبناني في حرب 2006 في محاولة لرد الجميل للشعب السوري الذي رحب بالنازحين اللبنانيين خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
هذه اللافتات التي توسطت بعض شوارع العاصمة، رغم تواضعها، سرعان ما تحولت إلى لافتات افتراضية تربعت على جدران موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك عبر صفحة اطلقها نشطاء لبنانيون بعنوان الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصريّة وصل عدد المشتركين فيها الى 7,250 بعد مرور 4 أيام على اطلاقها في 21 آذار/ مارس ، اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري.
وتعرض الصفحة مئات اللافتات التي تنقل ترحيب اللبنانيين باللاجئين السوريين باللهجة العامية اللبنانية في محاولة لمحاربة العنصرية المقيتة نعرض منها:
النازح السوري مش عدوك، عدوك اللي كان سبب نزوحه
هيدا الإنسان عندو بيرسينغ (ثقب الجسم للتجميل) وتاتوس (وشم) وبيحكي إنكليزي، بس سوري .. لا للعنصرية
هاد الإنسان لبناني بس.. مانو عنصري (وهي لافتة حملها مشترك سوري)
عزيزي النازح، فيك تعمل ترافك وحزك مزك قد ما بدك، على قلبنا أحلى من العسل. بكرا لم يروق الوضع بسورية جايين نعمل ترافك وحزك مزك عندكم

طلو حبابنا طلو ونسم يا هوا الشامي
مرة في واحد سوري رفع راسي وراسك
90 من بيوتنا عمروها سوريين، كمل عنصريتك وفل من بيتك
وفي عرضها لرأي منشئيها كتبت الصفحة: رفضا لكل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين، ورفضا لكل الخطابات السياسية العنصرية وما يرافقها من تحريض إعلامي.
يذكر أن وزير المغتربين اللبناني جبران باسيل كان قد صرح إلى وجوب ترحيل النازحين السوريين والفلسطينيين من لبنان، قائلاً إنهم يأخذون مكان اللبنانيين، وحضّ على بحث ترحيلهم إلى دول الجوار مثل الأردن وتركيا والشطر التركي من قبرص.
وقال: عندما نقول لا نريد نازحين سوريين وفلسطينيين يأخذون مكاننا، هو أمر يجب تكريسه بالفعل وليس بالقول فبوجودهم وبعملهم وبعيشهم يأخذون مكان اللبناني.
من جهة أخرى، تضمنت بعض الأعمال الكوميدية اللبنانية نظرة عنصرية ضد السوريين كالفقرة التي تضمنها برنامج ما في متلو على قناة MTV حيث تفاجأ الممثلة رولا شامية بعطل في سيارتها، فتفتح غطاء الموتور لتجد نائماً بداخله زميلها عادل كرم، ليتبين أنه نازح سوري لم يجد مكاناً له لينام فيه سوى في موتور السيارة، وعندما تسأله عن سبب نومه في السيارة يجيبها بأنه يشعر بالبرد ويريد الدفء، فتطرده متسائلة شحاد ومشارط .
وفي حلقة أخرى، يعرض سكيتش عنصري آخر كيف حلت الكارثة بتلميذ لبناني يحمل الحقيبة المدرسية على ظهره، ترافقه والدته إلى مدخل البيت وتحثه بلغة فرنسية على أن يكون مؤدباً وعلى قدر المسؤولية (tu dois etre sage)، ثم تلاطفه باللغة نفسها قبل أن تودعه بـقبلة.
يعود التلميذ من مدرسته. تستقبله والدته بالفرنسية ذاتها، لكن هذه المرة مطعمة بكلمات عربية، ثم تسأله كيف كانت الإيكول (المدرسة) اليوم؟. فجأة تتبدل معالم وجهها لحظة يجيبها إبنها تمام يامو. تطلب منه أن يوضح ما قاله شو قلت؟. يتابع الصبي تمام تمام يامو، لعبت طمامة أنا ورفقاتي بالمدرسة. تسأله الأم طمّامة؟ قبل أن يلفت نظرها بلهجة سورية أن الطمّامة هي الغميضة باللبناني.
وتعرب الأم عن صدمتها فتحاول أن تعرف ما الذي حصل : ماما ليش عم تحكي هيك؟، فيأتيها الجواب: شنّو كل رفقاتي بالمدرسة هاي السنة عم يحكوا هيك.
وفي حين يبذل فيه مبدعو الكوميديا في لبنان أقصى جهودهم للتعبير عن عنصريتهم المقيتة، محولين معاناة اللاجئين السوريين، والفلسطينيين في مناسبات أخرى، إلى تجارة كوميدية تضحك لها الأفواه في بيوتها الآمنة، يحاول نشطاء كثر نبذ العنصرية عبر ترحيبهم باللاجئين السوريين في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية التي، رغم ضيق مساحتها، يتسع قلبها لكافة النازحين على أمل أن تكون العودة إلى احضان الوطن قريبة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.