المعارضة تتقدم في اللاذقية وإدلب ومجزرة براميل متفجرة في حلب الأسد يقصف حي جوبر بالكيميائي

عاد النظام السوري مرة جديدة إلى استعمال الغازات السامة ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، هذه المرة في حي جوبر الدمشقي، مع تعرض حيّي الشعار والصاخور في حلب لقصف جوي بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، ولكن أحرز الثوار تقدماً ميدانياً في كل من اللاذقية وإدلب حيث سيطروا على بلدة استراتيجية.

فقد اتهمت المعارضة السورية مجدداً قوات بشار الأسد باستخدام غاز سام. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي في جوبر لقطات لرجل فاقد للوعي يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.

ويأتي الهجوم الكيميائي على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطاباً إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلاً على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في المنطقة نفسها.

ومن بروكسل، أعلن مكتب مستقل لتوثيق الملف الكيميائي السوري، أن قوات النظام السوري ألقت الخميس، قنبلة تحوي غازاً ساماً مركزاً في حي جوبر في العاصمة دمشق.

وفي بيان أصدره، قال «مكتب توثيق الملف الكيميائي في سوريا»: «تم التأكد من استهداف جوبر بدمشق بالغازات السامة، حيث تم توثيق وصول حالات عدة مصابة باختناق إلى المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية، وذلك بعد استخدام النظام السوري قنبلة تحوي غازاً مركزاً في المنطقة».

ولم يقدم البيان معلومات أكثر حول عدد المصابين أو نوع الغاز الذي تم استخدامه أو المعطيات التي استند إليها، غير أنه أرفق في بيانه مقطع فيديو تداوله ناشطون معارضون الخميس، لشخص مصاب بالاختناق يقوم مسعفون بمحاولة إنعاشه بالأوكسجين والمحاقن الطبية.

وفي حملة مكثفة ضد ريف دمشق، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام شنت ست غارات على بلدة المليحة في ريف دمشق الشرقي، ما أسفر عن مقتل طفلة وإصابة عدد كبير من المدنيين. وتأتي هذه الغارات الكثيفة لليوم الثالث على التوالي.

وسقط ستة قتلى إلى جانب عدد من الجرحى معظمهم نساء وأطفال من جراء غارتين جويتين استهدفتا مدينة دوما القريبة من المليحة.

وذكرت «سوريا مباشر« أن القوات النظامية شنت غارة جوية بالبراميل المتفجرة على مدينة داريا بريف دمشق الغربي، ما أدى إلى تدمير مسجد عمر بن الخطاب في المدينة. وأفاد ناشطون بأن النظام استهدف محيط باب توما وسط العاصمة من جهة حي جوبر بخمس قذائف هاون.

وتواصلت أمس حلقة العنف في مناطق سورية عدة، فقد استعادت قوات المعارضة المرصد 45 في ريف اللاذقية، بعد قتال عنيف مع قوات النظام التي كانت استولت على الموقع أمس.

وأكد ناشطون أن الكتائب الإسلامية المعارضة تمكنت صباح اليوم (أمس) من استعادة السيطرة على المرصد بريف اللاذقية بعد مقتل العشرات من قوات النظام وعناصر «حزب الله« المساندة لهم.

والمرصد 45 موقع استراتيجي يشرف على مساحات واسعة، كانت قوات النظام قد سيطرت عليه لساعات.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبد الله أيوب قام الخميس بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة. أما في حلب، فقد قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو ثلاثين شخصاً قتلوا وأصيب العشرات نتيجة غارات جوية استهدفت حيي الشعار والصاخور بحلب، وأشار ناشطون إلى أن القصف الجوي استهدف مسجد الدالاتي في الحي، وهو ما يفسر ارتفاع عدد القتلى والجرحى.

وبث ناشطون صوراً بعد القصف مباشرة تظهر تناثر جثث القتلى في المكان وحالة الهلع التي أصابت المدنيين، واشتعال الحرائق في عدد من الأبنية المحيطة.

وذكرت «سوريا مباشر« أن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا جراء غارة جوية من قوات النظام على حي مساكن هنانو شرقي حلب. كما شنت الحكومة غارات جوية على دوار الليرمون وطريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب، وغارتين جويتين بالقرب من مخيم حندرات بالمدينة.

واستعادت فصائل من المعارضة السورية، الجمعة، السيطرة على بلدة على طريق رئيسي في شمال سوريا، في وقت تحتدم المعارك على جبهات في مختلف مناطق البلاد، حسب ما ذكر ناشطون.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن مسلحين من المعارضة قتلوا 18 جندياً وأعطبوا دبابتين أثناء القتال للسيطرة على بلدة بابولين في محافظة إدلب.

وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة بعد سيطرتهم على بابولين، يخوضون معركة مع القوات الحكومية على مقطع من الطريق قريب من البلدة طوله 30 كيلومتراً، بين مورك ومعرة النعمان.

ويزيد سقوط بابولين الضغوط على قاعدتين للجيش السوري على مشارف معرة النعمان.

وكذلك في إدلب ذكر ناشطون أن المعارضة سيطرت على حاجز الصالحية في محيط بلدة كفر ياسين، فاغتنمت مستودعاً للذخيرة في قرية الصالحية بعد تدمير دبابة للنظام هناك.

واستهدف الطيران الحربي والمروحي التابعين للنظام بالبراميل المتفجرة مدن وبلدات جبالا وربع الجور وخان شيخون وحيش بريف إدلب الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة على الحواجز الواقعة قرب مدينة خان شيخون.

وفي درعا (جنوب البلاد) أفاد ناشطون أن سلاح الجو أغار على حي طريق السد بالمدينة. وقد أدى القصف إلى مقتل امرأة وجرح آخرين إضافة إلى دمار كبير في الأبنية واشتعال الحرائق في محيط القصف.

وفي حماة (وسط البلاد) ذكر مركز حماة الإعلامي أن اشتباكات تدور بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي. وأضافت أن المعارضة تمكنت من قتل أحد عناصر الجيش وجرح آخرين.

وأعلن الجيش التركي، الجمعة، أنه ردّ على مصدر إطلاق قذائف سقطت في ولاية هاتاي جنوب البلاد مصدرها خلف الحدود السورية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الجيش التركي ردّ بالمثل على سقوط بضع قذائف صاروخية من الجانب السوري، على الأراضي التركية بولاية هاتاي، لم تؤدِ إلى خسائر.

وكانت هيئة أركان الجيش التركي أعلنت في وقت سابق، أن الأنظمة الصاروخية السورية اعترضت مقاتلات من طراز أف 16 تركية، أمس، على الحدود بين البلدين.

المستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.