بعد استغلال النظام للزي الدرزي واعتقال أحد مشايخ المحافظة.. السويداء على فوهة البركان

قام مشايخ من مدينة السويداء بقطع الطريق المحوري الرئيسي في المدينة، وذلك بعد قيام قوات الأمن باعتقال أحد المشايخ على خلفية منعهم للأمن والشبيحة من استكمال احتفالات تجديد الولاء لـ”بشار”.
الشيخ لورانس سلام اعتقلته القوات الأمنية التابعة لفرع الأمن العسكري لبضعة ساعات قبل أن يتم الإفراج عنه، وبناءً عليه اجتمع المشايخ في أحد المقرات الدينية “مقام عين الزمان” رافضين امتهان كرامة الجبل من قبل وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء.
وقام أحد شبيحة المحافظة، بتهديد المشايخ بـ”تحويل السويداء إلى درعا أخرى”، وقصفها بالسلاح الثقيل، في حين رد المشايخ على هذا التهديد بتوعدهم جعل المحافظة مشتعلة كما هي درعا، مطالبين بطرد وفيق ناصر من السويداء، وذهبوا إلى أبعد من ذلك بتوعدهم له بالقتل علناً على أرض الجبل، معتبرين أن سلوكه لا يقل عن سلوك عاطف نجيب الذي امتهن كرامة إخوتهم في درعا.
وحسب ما نشرت تنسيقية محافظة السويداء، والتي أكدتها مصادر “زمان الوصل” فإنه على أثر اعتقال الشيخ لورنس سلام يوم أمس من قبل الأمن العسكري تجمعت اليوم أعداد كبيرة من رجال الدين ومختلف شرائح المجتمع في منزل الشيخ المعتقل، وانطلقوا بموكب كبير إلى قرية السهوة (منزل الشيخ الحناوي شيخ العقل)، وهم يرددون أهازيج بالروح نفدي وطنا ويسقط وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري، كما انشق أكثر من ثلاثين عنصرا مع أسلحتهم من ما يسمى الدفاع الوطني والتحقوا بالمشايخ.
وخوفاً من تداعيات القضية أخلى الأمن العسكري كامل مقراته وفض حواجزه من المدينة، الأمر الذي أجبر فرع الأمن العسكري بإطلاق سراح الشيخ سلام، خوفاً من انفلات المسألة في السويداء من يد الأمن.
وخلفية هذه الأحداث المتسارعة هي استغلال النظام الزي الدرزي للدعاية لبشار، حيث قامت سيدة ترتدي الزي “الدرزي” وتحمل صورة بشار الأسد بالرقص بها في ساحة سلطان الأطرش، ضمن إحدى خيم “تجديد الولاء” للنظام والتي أقامها الشبيحة والأمن قبيل الانتخابات الرئاسية، هذا الحدث دفع شبابا من أبناء السويداء ومشايخها، للهجوم على الشبيحة والأمن، وتحطيم صور بشار الأسد.
وفي التفاصيل التي تناقلها ناشطون أن النظام وأعوانه في المحافظة حاولوا توظيف زي الدين الدرزي، ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد.
وأشار أحد الناشطين -فضل عدم ذكر اسمه- إلى أن المرأة التي استغلها النظام معاقة عقليا، وأن الشبيحة والأمن دفععوا لها مبلغاً من المال مقابل قيامها بهذا الفعل، وهي ترتدي زي الدين.
وقد سارع مشايخ من المحافظة إلى المكان مع عدد من الشباب وقاموا بتحطيم الصور وأجهزة الصوت التي تطلق الأغاني الممجدة للطاغية بشار الأسد، كما طردوا الشبيحة والأمن.
وعلق أحد الناشطين على هذه الحادثة معتبرا أنها تأتي ضمن امتهان الكرامات التي يمارسها النظام، ويمعن بها في كل المحافظات السورية ومن بينها محافظة السويداء، موضحا أن هناك دائماً هناك خط أحمر وتجاوزه يعني سحب صمام الأمان لا سيما في محافظة تعتد بقيمها، وتحملها الحماسة والغيرة على دينها وعرضها، فإذا كان النظام قد نجح في توظيف مخاوف الأقليات لمصلحته، فمن غير الممكن أن ينجح في امتهان كرامة أبناء السويداء.
وما زال أبناء السويداء بانتظار كلمة “يا غيرة الدين” باعتبارها كلمة السر للانتفاض ضد الطاغية، والتي حاول مشايخ العقل للطائفة الدرزية التهرب منها في أكثر من مرة؛ لحسابات قد يكون من بينها الخوف من إدخال المحافظة في حرب طاحنة ضد النظام.

 زمان الوصل 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.