بالوثائق والأسماء.. “مجتمع الشبيحة” في نظرة من الداخل، كما لم تره من قبل

عديدة هي المرات التي نشرت فيها شهادات عن “مجتمع الشبيحة”، ولكنها كانت شهادات من خارج هذا “المجتمع”.. شهادات أدلى بها ضحايا الشبيحة، ممن عانوا الخطف والسلب وصنوف العذاب.
هذه المرة ستكون الأولى من نوعها، التي سنلقي عبرها نظرة على “مجتمع الشبيحة” من داخل هذا “المجتمع”، بل وبشهادة شبيحة ينتمون إليه، من خلال تقارير كتبها شبيحة ضد شبيحة آخرين، وحصلت “زمان الوصل” على نسخة منها، ضمن مساعيها المستمرة لاختراق أعتى تنظيمات “بشار الأسد” وأكثرها إجراما بحق سوريا والسوريين.
وتأتي أهمية هذه الوثائق التي بحوزة “زمان الوصل”، كونها أول شهادات مكتوبة بأقلام مخبرين أمنيين وشبيحة، يعرضون فيها انتهاكات شبيحة آخرين؛ ما يعطي صورة أكثر وضوحا و”بشاعة” عما تقوم بها عصابات الشبيحة، ويؤكد استمرار النزاع بين عناصر هذه العصابات، ولجوء بعضها لكشف “أسرار” البعض، ورفع التقارير بـ”تجاوزاتها” إلى “الجهات الأعلى”، إما بغرض إزاحتها من الطريق، أو لتصفية حساب قديم معها، أو لتلميع صورة كاتب التقرير أمام “القيادة”، بما يعطيه “رصيدا إضافيا” يجعله قادرا على التشبيح الذي يشتكي من ممارسة الآخرين له!
خلال الأيام القادمة، ستنشر “زمان الوصل” حلقات متتابعة عن هذه التقارير وأهم ما جاء فيها، بما يعطي الرأي العام صورة لـ”مجتمع الشبيحة” كما لم يره من قبل، أو كما لم يتصوره من قبل.
سلمية.. سوريا الصغرى
في منطقة سلمية بريف حماة، وتحديدا في مدينتها التي يغلب على سكانها أبناء الطائفة الإسماعيلية، تحكم أقلية صغيرة ومحدودة من العلويين قبضتها الإجرامية على المدينة وسكانها الأصليين، لتبدو “سلمية” وكأنها النموذج المصغر عن سوريا.. كل سوريا.
وعندما تذكر “سلمية” تنعكس في ضمير معظم السوريين، صورة المدينة التي كانت من أوائل من هب لمناصرة الثورة والهتاف للحرية بصوت عال ومسموع، غير عابئة بعصا الترهيب ولا جزرة الترغيب، اللتين كان يشهرهما النظام في وجه “السلمونيين” بالتناوب، وغير مصدقة لكذبة “النأي بالنفس” التي اخترعتها أقليات ضمن الأقليات، لتقول إن مصلحة الأقلية أن تكون على الحياد، قبل أن تميل رويدا رويدا لتكون في صف النظام!
علما أن نسبة “الإسماعيليين” لاتكاد تفوق 1% من مجموع سكان سوريا؛ ما يعني أنهم من بين الأقل نسبة بين “الأقليات” الأخرى.
“مصيب” شقيق “أديب”!
بسيفه أو بسيف أخيه “العميد أديب سلامة” رئيس المخابرات الجوية في حلب، يضرب “مصيب نمر سلامة” كل ماطالته يد تشبيحه من رقاب الناس في “سلمية” ومحيطها ويسطو على أموالهم ويخطفهم، ثم ترفع به التقارير المتتالية التي تشرح هذه التجاوزات، فيكون رد “القيادة” مزيدا من إطلاق اليد وغض البصر.
تقول إحدى التقارير المرفوعة، إنه وبتاريخ 10-6-2013 قامت مجموعة من 3 أشخاص تابعة لـ”مصيب” بخطف سائق شاحنة تبريد (براد) وسيارته، بعد تعرضهم لحادث على مفرق المزيرعة غرب “سلمية”، وقد تولى “مصيب” احتجاز السائق ومصادرة “البراد” لنفسه، ولم يسلمه لأي جهة رسمية.
وبعد هذه الحادثة بيومين، أي في 12-6-2013 قامت مجموعة يتزعمها “محمد ملحم” وتتبع لـ”مصيب” بحجز “براد” محمل بمادة المشروبات الغازية مع سائقه، لكن مجموعة تشبيحيبة أخرى أفسدت الأمر عندما اتصلت بالأمن الجنائي وسلمتهم “البراد”، الذي لم يعرف ما حل به ولا بسائقه بعد ذلك.
وتعرض التقارير عشرات علميات الخطف والسطو بقوة السلاح التي مارسها ويمارسها “مصيب” ومجموعات تابعة له، والتي ستتولى “زمان الوصل” كشف كثير منها، مستخدمة الرموز الأولى من أسماء الضحايا، حفاظا على خصوصيتهم.
حتى الخبز والخضار
وبشكل غير مباشر، يلقي أحد التقارير الضوء على درجة “الدناءة” التي تميز الشبيحة، فبرغم عمليات الخطف والسلب التي درت عليه الملايين، لم يتورع “مصيب سلامة” عن احتجاز بائعي خبز من قرية التلول الحمر، كانا يحملان كمية من الخبز، وفق أمر صرف نظامي من المخبز الآلي بمدينة السلمية.
وقد صادر “مصيب” الخبز كله، واحتجز السائقين “أ.م.ع” ورفيقه “ن.أ.ح”، ومعهما سيارة “بيك أب” حمراء (شيفروليه) وباص “فيات”، وبدأ يفاوضهما لإطلاق سراحهما، معرضا السائق الأول للتعذيب الشديد.
وفي النهاية أطلق سراح “أ.م.ع” بتاريخ 18-6-2013، مقابل فدية تقدر بـ150 ألف ليرة، قبضها مساعد أول بالمخابرات الجوية يدعى “دريد خلوف”، وهو من المتعاونين مع “مصيب”، الذي يبدو أنه سلم الفدية لـ”خلوف” كنوع من المكافأة، أو لتسديد “دين” سابق.
وبنفس الطريقة تم إطلاق سراح السائق الثاني “ن.أ.ح” ولكن مقابل فدية أعلى بلغت 200 ألف ليرة، قبضها “خلوف” أيضا.
وفي أحد التقارير يورد كاتبه نماذج أخرى عن عمليات السلب التي قام بها “مصيب” وجماعته، والتي لم توفر “صيدا” صغيرا ولا كبيرا، فقد قامت مجموعة تابعة لـ”مصيب” بالاستيلاء على سيارة خضار عنذ مفرق المزيرعة غرب السلمية، واحتجزت سائقها “ع.أ.ع” من قرية الغاوي، وسلبته مبلغ 50 ألف ليرة مع حمولة الخضار، علما أن متزعم مجموعة السلب هو “إبراهيم الصالح”.
ويوم الخميس 25-4-2013، تم سلب سيارتين تحملان ماده “السميد” عند مفرق المزيرعة أيضا، واحتجز مصيب سلامة سائقيها: “ف. أ.ع”، و”إ.أ.ع”، وكلاهما من من قرية الغاوي.
وكالعادة قبض “مصيب” فدية بحوالي 20 ألف ليرة لإطلاق سراح السائقين، كما سلب حمولة السيارتين من السميد وحولها إلى تاجر يدعى “سمير الظريف” ليبيعها لحساب “مصيب”.
وبعدها بيومين، أي يوم السبت 27-4-2013 تم الاستيلاء على سيارة تحمل مادة “الفروج”، كما استولت إحدى المجموعات التابعة لـ”مصيب” على سيارتين تحملان مواد تنظيف بقيمة مليون و200 ألف ليرة، كان يقودهما كل من”ع.أ.ع” وأ.ح”.
في الحلقة القادمة.. تقارير بالأسماء عن عمليات خطف وقتل وحرق أفراد من الطائفة العلوية.
زمان الوصل 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.