استمرار التوتر في السويداء… وبوادر انقسام بين شيوخ الدروز

اكد نشطاء معارضون وجود توتر في أوساط الدروز في السويداء جنوب سورية وبوادر انقسام داخل المرجعية الدينية، لافتين إلى أن إقالة رئيس فرع الأمن العسكري وفيق عباس تلبية لمطالب متظاهرين لم تخفف الاحتقان الحاصل في المدينة منذ أيام.

وكانت «تنسيقية السويداء» أفادت بحصول توتر بعد اعتقال أجهزة الأمن الشيخ لورنس سلام وأخيه. وقالت إن «أعداداً كبيرة من رجال الدين ومختلف شرائح المجتمع اجتمعت في منزل الشيخ المعتقل، وانطلقت بموكب كبير إلى قرية السهوة حيث يقع منزل الشيخ الحناوي شيخ العقل، وهي تردد: «بالروح نفدي وطننا ويسقط رئيس فرع الأمن العسكري». وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين وسط انضمام عناصر من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام إلى المتظاهرين. وأشارت التنسيقية إلى أن أجهزة الأمن أطلقت بعد ذلك سراح الشيخ لورانس مع استمرار المتظاهرين بطلب إقالة ناصر. وهتفوا «سورية حرة ولا لتقسيم سورية» و «الفتنة وراءها الأمن والشبيحة وناصر».

وإذ أبلغ الشيخ يوسف الجربوع، أحد المرجعيات الثلاث للدروز، أبلغ المتظاهرين بأنه تلقى وعداً بإقالة ناصر، أوفد النظام العميد عصام زهر الدين، أحد الشخصيات الدرزية والعامل في الحرس الجمهوري إلى معقله في السويداء لتخفيف التوتر، ما أدى إلى إقالة عباس وتعيين العقيد علي طه بدلاً منه كي لا تتكرر تجربة شرارة الحراك السوري لدى مطالبة الأهالي بإقالة رئيس فرع الأمن السياسي العميد عاطف نجيب، بالتزامن حذر ثلاثة من شيوخ العقل لدى الدروز حمود الحناوي ويوسف جربوع وحكمت الهجري العاشر من الشهر الجاري من «فتنة» قد تجر إليها السويداء التي بقيت موالية للنظام على عكس درعا المجاورة قرب حدود الأردن جنوب سورية. ودعا الشيوخ في البيان أهالي السويداء إلى «التقيد بقرار تحريم إطلاق النار في الأفراح والأتراح تحت طائلة الحرم الديني، وتحريم حمل السلاح بالتزامن مع لباس الزي الديني لأي كان، والالتزام بتعليمات المرجعية الدينية التي تقضي بعدم التجمع وحمل السلاح لأي هدف، والحفاظ على الأمن والأمان والتعاون مع الجهات المختصة لكشف الحقيقة، ومن واجب أي مواطن التعاون مع هذه الجهات لا أن يكون معوقاً لقيامها» وأن «مشيخة العقل ترفض أن تقدم غطاء دينياً لأي شخص يستغل لباس الزي الديني لارتكاب مخالفات تمس أمن المواطن والوطن».

لكن نشطاء قالوا إن عدداً من المعارضين والنشطاء ومشايخ السويداء اجتمعوا بعد ذلك في منزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعاس في قرية المرزعة مساء أول من أمس، وأجمعوا على رفضهم التام هذا البيان وزيارة كانت مقررة لشخصية درزية لبنانية لـ «تهدئة أهل السويداء». وأشاروا إلى أن الشيوخ بايعوا أبو فهد وحيد البلعوس رئيساً وحيداً للهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين. واعتبر هؤلاء بيان مشايخ العقل الثلاثة» بمثابة «إدانة» للتظاهرة التي طالبت بإقالة عباس. وطالب المجتمعون بعدم تسليم السلاح المدني، وفق دعوة البيان. وأعلنوا في بيان أن مشايخ العقل الثلاثة «لا يمثلون إلا أنفسهم» وأنهم موالون للنظام.

وكانت السويداء شهدت في نهاية عام 2000 حراكاً قتل فيه نحو ثلاثين شخصاً ضمن مواجهات بين أهالي السويداء وبدو في المنطقة. وبقيت السويداء هادئة قياساً إلى محافظات أخرى، في السنوات الثلاث الماضية، علماً أنها تقع قرب درعا.

صحيفة الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.