دراسة الهـُـدَن في سوريا “الواقع والآفاق”

بعد عدة أشهر على حصار نظام الأسد للعديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفشله في القدرة على الحسم العسكري على الرغم من استخدامه لكافة أنواع السلاح، ووصول مسارات الحل السياسي والتفاوضي إلى طريق مسدود، يكثر الحديث اليوم عن الهدنة واتفاقيات وقف إطلاق النار خاصةً مع بدء تنفيذ ذلك في بعض المناطق في ريف دمشق.

بعد أن أوضحت الدراسة مفهوم الهدنة كتأصيل معرفي للدراسة، قدمت مشهداً عاماً لواقع الهدن، متخذةً من ريف دمشق نموذجاً لكونها تشكل الإطار الاستراتيجي الذي يحيط بالعاصمة دمشق بدءاً من المعضمية وبرزة والقابون وانتهاءاً بالهدنة الأخيرة الموقعة في ببيلا. وترجع الدراسة الأسباب والدوافع الكامنة وراء عقد الهدن لكل من الطرفين. فأما عن دوافع البيئة الحاضنة للمعارضة المسلحة فتنقسم بين دوافع إنسانية ودوافع سياسية ودوافع تتعلق بالجيش الحر. وأما عن دوافع نظام الأسد فقد شكلت الدوافع الأمنية والعسكرية والسياسية المحدد الأساس في قبول الهدن. وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي تم دراسة معظم الهدن التي تمت في ريف دمشق من حيث ظروف ما قبل الاتفاق ونص الاتفاق ونتائجه، راسمين في نهاية دراسة هذه الهدن خارطةً لدمشق وريفها، مبينين المناطق المهادنة في غوطة دمشق، وذلك للاستدلال بالمعنى العسكري على خطة النظام العسكرية والسياسية للهدن، والتي يمكن تلخيصها بمحورين:

  1. المحور العسكري: حيث تشكل الهدنة أداةً سياسية لتحقيق أهداف عسكرية وأمنية كإعادة تفعيل الوظيفة الأمنية في تلك المناطق وسحب قوات النظام منها للاستفراد والتفرغ لمعارك استراتيجية أخرى.
  2. المحور السياسي: حيث تشكل الهدنة سياسة متعددة الأهداف فهي من جانب إطار دعائي وترويجي “للمصالحة الوطنية” كما يطرحها النظام، ومن جانب آخر استكمالاً لخطوات ضمان ترشح الأسد لفترة رئاسية جديدة.

واستقراءاً لخارطة وواقع الهدن وخطط النظام، قدمت الدراسة سيناريوهات للتعامل مع الهدن مبينةً الإطار الحقوقي والسياسي الاجتماعي العام للهدن من حيث كلاً من الشكل والمضمون، ومبينة كيفية التعامل في حال سيناريو القبول (المقبول لمناطق غير استراتيجية) وسيناريو الرفض (لمناطق تشكل عمقاً استراتيجياً للحراك الثوري).

اضغط هنا لتحميل القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.