سوريا.. نزاع يبتلع “الحجر والبشر”

لا تأبه أم رامي، من مدينة حلب، بتكلفة إعادة إعمار الدمار في سوريا، فهي وعلى حد قولها “لن تحزن على الرخيص فالأبنية الحجرية التي دمرت لا تساوي ما فقدته البلد من أرواح وأبناء”.

وتضيف أم رامي، الأم لطفلين، لموقع سكاي نيوز عربية “إن أعدنا إعمار الأبنية والمساجد والكنائس وحتى الجامعات.. كيف سنعيد بناء أسواق حلب القديمة الأثرية؟ كيف سنعيد تاريخنا الذي تهدم؟”.

وتابعت، بعد أن طلبت التحفظ على اسمها لدواع أمنية، متسائلة “هل ستعود سيف الدولة أو السويقة أو حلب القديمة أو غيرها؟”.

وكان حريق كبير اندلع في السوق القديم بمدينة حلب، نتيجة الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، الأمر الذي هدد بتدمير موقع تاريخي عالمي مسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.

كما تعرض المسجد الأموي التاريخي بمدينة حلب للحرق والتدمير، وتبادل كل من مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية الاتهامات حول المتسبب بدماره الذي أدى إلى توقف الآذان فيه للمرة الأولى منذ مئات السنوات.

وابتلع النزاع المستمر منذ قرابة العامين في سوريا “البشر والحجر” كما عبر ناشطون، حيث بلغت حصيلة القتلى 70 ألف شخص، وهدم أكثر من مليونين وتسعمائة وخمس وأربعون ألف بناء ما بين سكني ومدني وديني.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في دراسة أولية تلقى موقع سكاي نيوز عربية نسخة منه أنه “على مدى 18 شهرا استخدمت قوات الجيش السوري الأسلحة الثقيلة ضد المنازل، ومنذ 8 أشهر تقريبا تم استخدام سلاح الطيران التابع للجيش بداية من الطائرات المروحية التي أعقبها استخدام الطائرات المقاتلة الحربية بشكل يومي”.

وعمدت الحكومة السورية إلى قصف الأحياء التي تشهد احتجاجات مناهضة لها، أو تلك الحاضنة للجنود المنشقين ولمقاتلي المعارضة المسلحة كما حصل في حي القابون بالعاصمة دمشق وحي الإنشاءات في حمص وحي مشاع الأربعين في حماة وحي الشيخ ياسين بمدينة دير الزور، وفقا لذات الدراسة.

ووفقا لمهندسين مدنيين مختصين فإن إعادة الإعمار في سوريا تتطلب ما يقارب 40 مليار دولار، ومدة زمنية لاتقل عن 5 سنوات.

وشبه الناشط عصام من مدينة حمص، 30 عاما، النزاع الذي يدور في البلاد بأنه يلتهم “البشر والحجر”.

وأضاف لموقعنا “من الممكن أن نعيد إعمار الأبنية وكل ما تهدم.. لكن كيف سنعيد بناء العلاقة بين المدن وبين الطوائف؟”.

وبلغ عدد قتلى النزاع في سوريا في آخر حصيلة لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرابة 70 ألف شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.