“استشهد في.. دمشق”: “باسداران” سوري نواته الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري

ليس الأهم في التقرير الذي نشرته “لوموند” اليوم (الترجمة من “الشفاف”) هو “إثبات” مقتل جنود من “الباسدران” في دمشق! فالأكثر أهمية، هو أن إيران تسعى لتحويل بقايا الجيش السوري التي يقودها ماهر الأسد إلى “باسداران” سوري، وأن “سوريا الأسد” صارت “ملزمة” بدخول الحرب مع إسرائيل في حال تعرّض إيران لضربة إسرائيلية.

خاص بـ”الشفاف”- إنه مجرّد ضريح بسيط في مقبرة “بَهَشتي زهرة” في طهران. ضريح “باسدار”، مات “شهيداً” من أجل الوطن. إلى جانب تاريخ مقتله، في ١٩ يناير ٢٠١٢، عن عمر ناهز ٣٣ سنة، يرد إسم مكان الوفاة وهو “دمشق”.

إن موقع “وحيد اون لاين” الإيراني هو الذي وضع صورة عنصر الباسداران “الشهيد” على الإنترنيت. وهي تشكل أول إثبات عيني على الدعم العسكري الذي يقدّمه النظام الإيراني لحليفه السور. وأتاح البحث على موقع بلدية طهران لصحفيين جريدة “لوموند” الفرنسية الحصول على صور لجنازة “محرّم ترك” التي تمت وسط مراسم شرف ووسط يافطات لتمجيد مرشد الثورة علي خامنئي.

http://vahidonline.com

وزيادة في التوضيح، فقد كتب مدوّن مؤيد للنظام على مدوّنته: “يبدو أن محرّم ترك استشهد أثناء درة تدريب نظّمها حرس الثورة حينما انفجرت قنبلة في يده”. وحسب المدوّن نفسه، كان “ترك” عضواً في “الباسيج” قبل أن يصبح عضوا في “الحرس” في أواخر التسعينات.

تحذير جعفري لحلفاء المعارضة: خط أحمر للدعم

إن حرس الثورة هو الخط الأول للدعم الإيراني لسوريا. وقد كشف قائد الحرس، الجنرال جعفري، سرّاً لا يجهله أحد حينما أكّد هذا الدعم في يوم ١٦ سبتمبر. وهدّد بتدخل إيران عسكرياً إلى جانب دمشق إذا “فرضت” الظروف ذلك. وكان كلامه بمثابة تحذير واضح جداً للسعودية وقطر وتركيا، التي تقدّم مساعدات ودعماً مالياً للثورة، بأن هنالك حدوداً للدعم لا ينبغي تخطيها!

كيف تطوّر الدعم الإيراني لنظام الأسد؟

يقول “دافيد ريغوليه-روز”، الباحث في “المعهد الفرنسي للتحليلات الإستراتيجية: “في مرحلة أولى، تمثّل الدعم الإيراني في وسائط كشف ومراقبة الإتصالات الهاتفية وإتصالات الإنترنيت. وحينما تدهورت الأوضاع أكثر، في شهر مايو ٢٠١١، قدّمت طهران خبراتها في قمع أعمال الشَغَب في المدن. وفي تلك الفترة، قام نائب قائد شرطة إيران، “أحمد رضا رادان”، الذي لعب دوراً مهماً في قمع مظاهرات يونيو ٢٠٠٩ في إيران، بزيارة دمشق.

“وفي نهاية العام ٢٠١١، حينما بدأ “الجيش الحر” يتشكّل فعلاً، انتقلت طهران إلى الدعم العسكري لنظام الأسد”.

زيارات قاسم سليماني لدمشق

وتفيد معلومات أن قائد “قوة القدس” (وحدة “العمليات الخارجية” للباسداران) زار دمشق في شهر يناير الماضي. ويقال أن طهران عرضت تدريب الجيش السوري، كما اقترحت توفير جنود “قنّاصة” تم تدريب أعداد كبيرة منهم، علاوة على ما تصنعه من بنادق قنص دقيق، نوع “دراغونوف” بترخيص من روسيا.

زيارة صالحي: بشّار تعهّد بفتح “الجبهة” إذا هوجمت إيران!

وتم اجتياز مرحلة إضافية بعد انفجار ١٨ يوليو الذي أسفر عن مقتل قادة “خلية الأزمة” في دمشق، ورافقه إجتياح دمشق وتمرّد مدينة حلب.

تعهّد الأسد لطهران

فقد وصل إلى سوريا موفد خامنئي، “سعيد جليلي”. وحسب مصادر مطّلعة، فقد تطرّقت محادثاته إلى “إتفاقية الدفاع المشترك” التي وقّعها البلدان في العام ٢٠٠٦، ثم تم تعزيزها بـ”بروتوكول” سرّي” في العام ٢٠٠٨: وحسب المعلومات، فقد تعهّد الأسد للإيرانيين بفتح الجبهة مع إسرائيل إذا ما تعرّضت إيران لهجوم إسرائيلي. وذلك مقابل دعم إيراني “غير محدود” يسمح لبشّار الأسد بالبقاء في السلطة! (هذا التطوّر يمكن أن يفسّر المناورات العسكرية “المفاجئة” التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الجولان خلال الأسبوع الماضي- – “الشفاف”).

مئات من ضباط “الباسداران”

وخلال الفترة نفسها، قام الثوّار الدمشقيون بخطف ٥٠ عنصر من “الباسداران”. ولكن الدعم الإيراني استمر. سواءً بإرسال عسكريين وأسلحة بواسطة طائرات مدنية عبر العراق، أو بإرسال مئات من ضباط “الباسداران” لإعادة تنظيم القوات التي ظلّت على ولائها لبشّار الأسد.

“الفرقة الرابعة” والحرس الجمهوري: “باسداران” سوري

ويعتقد الباحث الفرنسي “دافيد ريغوليه-روز” أن ذلك التطوّر كله يشير إلى مشروعٍ إيراني لتشكيل قوة عسكرية تعادل “الباسداران” في سوريا عبر صَهر “الفرقة الرابعة” التي يقودها شقيق الرئيس، “ماهر الأسد”، مع “الحرس الجمهوري”، والقوات الخاصة المحمولة جوّاً. أي ما يعادل “جيشاً ضمن الجيش” موالياً للنظام.

كما يجري تنفيذ مشروعٍ موازٍ لتحويل ميليشيا “الشبّيحة” إلى ما يعادل “الباسيج” الإيراني.

وحسب معلومات منظمة “مجاهدي خلق”، فإن الدعم الإيراني يتجاوز كل ما سبق ليشمل كل جوانب النزاع: حماية الحدود لمنع تسرّب الأسلحة والمقاتلين، المراقبة بواسطة طائرات بدون طيّار (سقط عدد منها في منطقة البقاع في لبنان في الأسابيع الأخيرة—– “الشفاف”)، وحماية كبار الشخصيات، والدعم الفنّي للمدفعية.

وكان “مجاهدو خلق” هم الذين كشفوا أن الجنرال الإيراني “حسين حمداني” هو ضابط الإرتباط الإيراني الأول في دمشق.

كما كشفوا أن الجنرال “عابدين خّرم” كان بين ٤٨ إيرانياً خطفهم الثوار في دمشق. وفي وقت لاحق، أكّدت المعارضة الخضراء صحّة هذه المعلومة.

ودعم روسي إضافي

وقد تضاعف هذا الدعم الإيراني بدعمٍ من حزب الله اللبناني ومن ميليشيا “بدر” الشيعية العراقية، الذي ترافق مع دعمٍ خاص قدمّمه الروس في مجال الطيران، والرادار، والإتصالات الآمنة.

وهذا ما يفسّر التقدم الذي أحرزه الجيش السوري النظامي مؤخراً، وقصفه المدفعي المنهحي لأحياء ” حلب” ومناطق الشمال السوري التي استولى عليها الثوّار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.