أحمد فهد نعمة

قائد جبهة ثوار جنوب سوريا يعترف لـ جبهة النصرة بحقيقة تسليمه خربة غزالة للنظام السوري بتوجيه من بعض الدول الداعمة

 بعد إلقاء القبض على قائد جبهة ثوار جنوب سورياوقائد المجلس العسكري في درعا العقيد الركن أحمد فهد النعمة من قبل جبهة النصرة في الرابع من الشهر الحالي، بثت الهيئة الشرعية التابعة لكتائب المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة في المنطقة الشرقية جنوب البلاد شريطا مصورا للعقيد الركن يدلي فيه باعترافاته ويتحدث عن تسليمه لبلدة ‘خربة غزالة’ بعد معارك دامت 62 يوما بين جيش الأسد وكتائب المعارضة المسلحة في شرح مفصل لآلية تسليم البلدة.
وسرد النعمة تفاصيل التسليم لنظام الأسد، ويقول بدأت العملية من اللواء 38 التي اشترك فيها كل من جبهة النصرة وكتائب من المعارضة المسلحة بقيادة بشار الزعبي وياسر العبود وهما قياديان في كتائب الثوار.
وأضاف النعمة أنه بتوجيه من بعض الدول الداعمة له والرافضة لتوجهات ‘جبهة النصرة’ قام بالإمتناع عن تقديم الأسلحة والذخائر للكتائب التي تخوض المعركة وتحدث عن طلب تلك الدول المانحة بضرورة الإنسحاب من المعركة وفتح الأوتستراد الدولي ‘دمشق- درعا’ الذي كانت ‘جبهة النصرة’ وكتائب الثوار قد قطعته خلال معاركها مع جيش النظام مما أدى الى عزل محافظة درعا بالكامل عن العاصمة السورية دمشق.
العقيد الركن النعمة طلب في اتصال هاتفي مع أبو عمار أحد القادة العسكريين الميدانيين الذي يشارك بالمعارك الى جانب ‘جبهة النصرة’ بالتراجع من المعركة بهدف فتح الأوتستراد الدولي الرابط بين محافظة درعا والعاصمة دمشق. فيما قوبل طلبه بالرفض من القائد الميداني الذي فضل مقتل جميع الثوار على فتح الأوتستراد أمام جيش النظام وأكمل أبو عمار أنه لن يتلقى الأوامر والتعليمات من أي جهة كانت’ وبعد نفاذ ذخيرة الثوار بقيادة أبو عمار طلب الأخير من النعمة تزويده بالذخيرة والعتاد من أجل الإستمرار بالعمليات العسكرية لكن الأخير رفض وطلب إقحام الكتائب العاملة تحت رايته بالمعركة بالتزامن مع انسحاب كتائب أبو عمار التي نفذت لديها الذخيرة.
في هذه الأثناء تمت عملية التبادل والتي انتهت باستلام العقيد النعمة زمام أمور المعركة وقيادة العمليات في قرية خربة غزالة.
وأكمل النعمة في حديثه أنه دخل المدينة بغرض التصوير على جبهاتها في يومه الأول من استلامه سير المعارك وانسحب مباشرة باتجاه اللواء 52 في مدينة الحراك بذريعة أن السلاح المقدم للنعمة هو لتحرير اللواء 52 في مدينة الحراك وليس لمساندة الكتائب الإسلامية في معاركها وتحرير خربة غزالة. وبهذا الحال انتهى سقوط خربة الغزالة بيد نظام الأسد بعد انسحاب كتائب النعمة.
يذكر أن ‘جبهة ثوار جنوب سوريا’ أعلن عن تشكيلها العقيد الركن في مطلع شهر أيار/مايو الحالي والتي تضم عددا من قادة فصائل المعارضة المسلحة العاملة في درعا.
وجاء اعتقال النعمة من قبل ‘جبهة النصرة’ بعد إصدار مذكرة بحث وتوجيه عدة تهم له منها ‘الخيانة والسرقة’، وتسليم بلدة ‘خربة غزالة’ وفق صفقة مادية، وبالإضافة إلى تصرفه بإمكانيات عسكرية ضخمة والعمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها من خلال افتعال المشاكل التي يترتب عليها نزاع قد يصل الى مسلح بين كتائب الثوار حسب ما تحدث أبو خالد هلال ـ عضو المكتب الإعلامي في درعا لـ’القدس العربي’.
ويذكر أن المجلس العسكري في درعا بقيادة العميد فايز مجاريس كان قد أصدر بياناً رسمياً رقم 73 بتاريخ 14 ـ 07 ـ 2013 يقضي بعزل العقيد النعمة قائد المجلس وتحويله للمحكمة بعدة تهم معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب ما وصفته ‘العمل على شق صف الثوار’ وذلك من خلال اجتماع غرفة عمليات الجبهة الجنوبية حينها بقيادة أبو عمار قائد فلوجة حوران ورئيس عمليات حربية في حوران.
ويشار الى أن اعترافات النعمة سجلت خلال اعتقاله وهو ما يضع الكثير من التساؤلات ويثير الشكوك حول تعرضه لضغوطات كبيرة للإدلاء باعترافات تحت التهديد.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.