أحمد الجربا و الرئيس أوباما

ماذا سأل أوباما رئيس الائتلاف ؟

ماذا سأل أوباما رئيس الائتلاف ؟

د. كمال اللبواني

دخل الرئيس أوباما مكتب مستشارة الأمن القومي عندما كانت مجتمعة مع وفد الائتلاف الذي يطلب تزويد قواته بالسلاح النوعي ، وسأل رئيس الائتلاف ، من هي الوحدات والكتائب التي تقاتل بأمرة الائتلاف والأركان وما هو حجمها وقوتها وأماكن عملياتها؟ وبعد الترجمة تلعثم الجربا ، فرد البشير رئيس الأركان الجديد : لدينا العديد من الكتائب على الأرض ..  لكن ينقصها السلاح النوعي .. !!

لم يقل له أحمد الذي فوجئ  بسؤال غاب عنه طويلا بسبب انشغاله بهموم الرئاسة والتجديد والتمديد و تنظيم كراسي الائتلاف، ماذا يملك فعلا من تمثيل الوحدات المقاتلة ، غير تلك التي تصدر البيانات بلحظة تسلم الدولارات وتنكرها في اليوم التالي والتي ما كانت لتحصل عليها من دون بيانات الولاء (وحسب الطلب )، ولا يستطيع أن يجزم لمن  هي ولاءات هذه الوحدات الفعلية ( هذا إذا كان لها ولاء ومرجعية .. ولم تتحول لأمارات أمر واقع وحالة حرب ) ، هل ولاؤها لدافع المال ، للدول الداعمة ،  أم للمصالح الخاصة ، أم لمرجعيات أخرى كالظواهري والبغدادي وأئمة آخرين ما بدا منهم وما استتر  ؟  سؤال بسيط وسهل يسأله أي شخص مطلوب منه تقديم مساعدة ، كم تريد ؟ ما هي احتياجاتك ؟ أم أنك تطلب سلاح نوعي لغيرك ؟ وماذا تعني كلمة العديد، في علم الادارة والمفاوضات السياسية خاصة لوفد أعلن مسبقا أنه زائر لطلب السلاح. وهل هذه الوحدات العديدة هي من يقودها أعضاء المجلس العسكري الأعلى المقيم في مخيمات تركيا ويعيش على الحسنة ؟؟

لكن أوباما العنيد المطلع الذي لم يتعود المجاملات العربية ، والذي  لا يحضر اجتماعاته من دون تحضير مسبق حتى مع أولاده في المنزل .. عاد وسألهم عن قصة سرقة المستودعات وهي آخر ما كان  يتبع للأركان أيام كانت واحدة غير عديدة ، عندها تنحنح الجربا وقال بلكنته البدوية المعهودة ( يا طويل العمر الموضوع ضُخِّمَ كثيرا ، وهو أصلا ليس سرقة ..) يعني بالعربي اعتبرها طريقة جديدة متطورة في التوزيع؟ تتناسب مع طريقتنا في القيادة فنحن لنا خصوصيتنا  .. وغدا عندما ستقدم لنا السلاح النوعي سنضعه في المستودعات وتحضر الكتائب المختلفة لتنهبه (أقصد تتوزعه على الطريقة العربية ذاتها ) ولا تخشى شيئا نحن نستطيع أن نحصل منها على بيانات الولاء والتأييد بشوية فلوس ؟؟؟

لم يدم بعدها الاجتماع طويلا فقد كان واضحا تململ أوباما وامتعاضه من هذا الاجتماع المحرج الذي لم ينفع التهرب منه بالسفر خارج البيت الأبيض ، بسبب سماجة كيري المدين للجربا بالذهاب لجنيف من دون ضمانات ، وضد ارادة الائتلاف ، وهو اليوم بحاجة لإرضائه ولو باجتماع رئاسي شكلي وبعض الصور بين فخامة الرئيسين  ، فطلب منه الانتظار طويلا حتى أحرج أوباما ونظم له هذا اللقاء الذي هو قمة انتصارات الجربا ..  زعيم المعارضة كما وصفوه ، في حين أن ما يحدث في سوريا ليس معارضة بل أعظم ثورة في التاريخ المعاصر .

صار واضحا لكل لبيب أن المشكلة ليست في الادارة الأمريكية التي تريد أن تعرف من تسلح، كأي ادارة تحترم نفسها ، وتريد أن تضمن انضباط وصداقة من ستعطيه السلاح، وهي قد أعلنت ومنذ مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب ، أنها تعتبر جبهة النصرة وما يتفرع عنها  فصيل ارهابي يتبع للقاعدة ، ومعروف لكل لبيب أنها لن تسمح لهم بإسقاط النظام وحكم سوريا ، ومعروف أن عقوبة من يمول الارهاب في الولايات المتحدة هي السجن المؤبد بقانونهم هم .. أي أن  المشكلة في عقولنا نحن ، بل في  الذين يدعون القيادة وهم مجرد خيالات صحراء في جيوبها رزم دولارات برائحة الكاز وعطر العود.

باختصار وبسبب التمثيل المزيف للثورة منذ المجلس الوطني الذي تنصل من مسؤولياته تجاه الجيش الحر واكتفى الدكتور غليون رئيسه تحت الضغط فقط بتشكيل(مجلس عسكري استشاري ) من دون مشاورة أحد من الضباط أو قوى الثورة بحسب بياناتهم وقتها ، منذ ذلك الوقت ظهر الافتراق الهائل بين الثوار والمقاتلين وممثليهم السياسيين في الخارج ، وصار تحول شعارات الثورة وقياداتها غير ملحوظ أبدا في الخارج، الذي اكتفى بالاعتراف الدولي ونام علي خمر اعتراف 120 دولة و صور اللافتات (المجلس الوطني يمثلني) المقبوضة الثمن كابتسامات نادل المطعم الذي يقبض البخشيش ،

لم تنفع معهم كل النداءات ولا الاحتجاجات ولا المظاهرات ولا الاستقالات ، لكي يستجيبوا لضرورة التوقف عن القيادة من الفنادق والطائرات ، واعادة الارتباط مع الأرض وقواها والتفاعل معها .. وكمَثَل أم عمرو : ذهبت الثورة في طريقها ، وذهب الحمار بالمجلس الوطني وبالائتلاف من بعده ، فلا رجع المجلس ولا رجع الائتلاف ، وكما قال المثل العربي ضيعت الصيف اللبن ،

وطالما نحن بذكر الأمثلة فقد سبق لنا ولخصنا قصة صناعة الائتلاف بقصة تعليم حمار حجا ، وقلنا أن هذا الائتلاف لا يمثل الداخل ولا الثورة ولا يستطيع القيادة ولن يتعلمها ، وهو مخصص فقط لخدمة جنيف ومشروع الحل السياسي التوافقي بين الروس والأمريكان ، وليس لقيادة الثورة ولا تمثيلها ولا علاقة له بها أصلا لا في تركيبته ولا في شخوصه ولا في نظامه و لا في مهماته واهتماماته ، كل ما هناك أن الغرب لكي يتمكن من فرض حل يجب أن يشكل (صندوق بريد) يسميه ممثلا للمعارضة ويعترف به كمفاوض قادر على التوقيع ، لكن حجا ( الوفاق الروسي الأمريكي ) عاجله الموت ، وبقي النظام وبقي بشار وبقي  حمار جحا ( الائتلاف ) من دون أن يتعلم .. بقي كنكته بل مهزلة عندما يلعب دور القائد للثورة وللكتائب وللشعب، الشعب السوري الذي  نسي الائتلاف حتى قبل سقوط الغوطة الغربية والقلمون وتسليم حمص وتدمير حلب واعادة انتخاب بشار بزمن طويل ، فالائتلاف هو بشخوصه وممارساته كان قد قرر السير وحيدا وبعيدا عن ربعه وحظيرته ، ولم يعد يربطه بهم أي رابط عدا عن كونه متحكم ببعض بوابات الدعم التي يتعيش عليها كمؤسسة عطالة وفساد تعيق هذا الدعم بل تتسبب في تبخره ، أو تمنع قدومه قرفا عندما يطلع المتبرعون على الطريقة التي تدار بها هذه الأموال .

واليوم وبعد (وفاة جحا ) وفشل جنيف المعلن واستقالة الأخضر الابراهيمي ، ألا يجب أن ننتهي من نكتة حمار جحا ( اقصد الائتلاف ) التي أصبحت سمجة لدرجة مقرفة (كما وصفها فورد يوما في فنادق استانبول) ، ونعيد الأمور إلى نصابها ، قبل اعلان وفاة الثورة وبقاء المجرم ؟ هل معاناة هذا الشعب يجب أن تترك بأيدي هكذا مؤسسة وهكذا أشخاص يذهبون للقاء أهم ادارة في العالم وبأخطر وأعقد الملفات التي تتعلق بأمن العالم ومصير الشعب السوري ، كأنهم ذاهبون لحفلة فخشرة يستعرضون فيها خُشُبهم أمام وسائل الاعلام ، هل هكذا ينتزع القرار من البيت الأبيض !!

أم أن حمّيلة المناشف ومسيحة الجوخ وجوعاني الدولارت  سبق لهم وحولوا الرئاسة إلى فخامة وعظمة فنسيت نفسها ؟؟ .. سؤال أضعه بذمة من كانوا زملائي قبل أن يسقطوا في امتحان المال والسلطان ..  لأقول لهم استفيقوا من خمركم ، فأهلنا في شدة ما بعدها شدة ، والحال التي نمر بها لا نحسد عليها والقادم أعظم كما قال لكم كيري ، فهل سأسمع استقالاتكم قريبا ، أم أنكم ستطمئنوننا (لشرعية انتخابات الهيئة السياسية ) ولقوة المعارضة وانتصاراتها المستمرة على كل الجبهات . أم تنتظرون من الإيراني أن يعطيكم بعض الكراسي في حكومة الأسد بعد أن تعودوا لبيت الطاعة وتنجح الوساطات العربية التي تستجدي ايران أن تتوقف وتكتفي بسوريا ولبنان والعراق ؟  ليسموا حكومة الأسد الجديدة حكومة وفاق وطني بمعيتكم فتكون هذه آخر مهماتكم ؟؟؟

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.