الجبهة الإسلامية تستبعت الصدام مع جبهة النصره

الجبهة الإسلامية في سوريا تستبعد صداماً مسلحاً مع حليفتها النصرة

استبعد مصدر في الجبهة الإسلامية ، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، امس الاربعاء، حصول صدام أو صراع مسلح مع حليفتها الاستراتيجية’جبهة ‘النصرة’ على خلفية’الخلاف حول ‘ميثاق الشرف الثوري’.

وقال المصدر إن رفض ‘النصرة’ للميثاق’لا يعني حصول خلاف أو مواجهة عسكرية بينهما شبيهة بالمواجهة المندلعة منذ أشهر’مع ‘الدولة الإسلامية فيالعراق والشام’ أو ‘داعش’.
ووقعت بعض الفصائل المعارضة للنظام السوري’وعلى رأسها ‘ الجبهة الإسلامية ’، السبت الماضي، على بيان مباديء تحت اسم ‘ميثاق الشرف الثوري’ يتضمن المرجعية التشريعية وشكل الدولة المستقبلية واعتبار النظام والميليشيات الموالية له و’داعش’ هدفاً لها، ولاقى الميثاق ترحيباً واسعاً من السوريين.

وأعلنت’جبهة النصرة، أمس الأول، عن رفضها لـ’ميثاق الشرف’، لعدة مآخذ عليه على رأسها إغفال حكم الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، كون’الميثاق ينص على أن’الشعب السوري هو ‘من يقرر نمط الحكم بعد سقوط النظام بمعزل عن الضغوط والإملاءات بما يحقق دولة العدل والحريات’.

ورأى المصدر أن الحديث عن خلاف أو صدام محتمل مع النصرة ‘أمر سابق لأوانه’، وكذلك هو الحال بالنسبة للخلاف على شكل وتفاصيل الدولة المستقبلية.

وأشار إلى أن العمل حالياً يتجه نحو توحيد الصفوف في مواجهة قوات النظام، وليس شحن الثوار وزجهم في صدامات جانبية’ليست في مصلحتهم.

واعتبر المصدر أن الاختلاف حول ميثاق الشرف هو اختلاف في الآراء ويحل بالشورى والعمل المشترك، ولا يرجح الوصول إلى مرحلة الصدام، في حال تم اتباع هذه الطرق التي يتفق عليها الطرفان.

و’ الجبهة الإسلامية ’ هي أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، تأسست في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتشكلت من انضمام 7 فصائل إسلامية كبرى تقاتل قوات النظام من بينها حركة أحرار الشام، ويقدّر مراقبون أن عدد قوات الجبهة المتحالفة مع الجيش الحر يصل إلى نحو 50 ألف مقاتل ينتشرون في كافة المحافظات السورية.

ولم تكن جبهة’النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في آذار/ مارس 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات.

ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها ‘جبهة النصرة’ و’ الجبهة الإسلامية ’،’وانضم إليهم،’مؤخراً،’مسلحون من ‘عشائر المنطقة’، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل ‘داعش’ في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ’تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام’.

وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة (شرق) ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.

الى ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ‘وحدات تابعة للجيش السوري الحر، تمكنت من قتل 25 جنديا من قوات الجيش النظامي’.

وذكرت الشبكة السورية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، في بيان لها، أمس الأول، أن ‘وحدات عسكرية تابعة للحر، شنت هجوما على قوات الأسد بمدينة ‘بريج حلب’، أسفر عن مقتل 25 من تلك القوات’.

وأوضح البيان أن وحدات ‘الحر’ تمكنت كذلك من تدمير دبابة نظامية، لافتا إلى وقوع اشتباكات ضارية بين الجانبين.

ولم يصدر بيان عن النظام السوري حول هذه الواقعة، غير أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أشارت إلى استمرار الاشتباكات بين الجيش السوري وجماعات مسلحة في محيط مدينة حلب، لافتة إلى ‘مقتل عدد كبير من الأشخاص المسلحين’.

وأعلن مكتب لتوثيق الملف الكيميائي السوري، امس الاربعاء، عن توثيق ولادة ثالث’طفل مشوه خلقياً نتيجة’الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها قوات النظام’العام الماضي’ضد مناطق المعارضة في ريف دمشق، جنوبي سوريا.

ويأتي الإعلان عن ولادة ثالث طفل مشوه نتيجة’الأسلحة الكيميائية’بعد 10 أيام من إعلان المكتب نفسه عن توثيق ولادة أول طفلين مشوهين’للسبب نفسه (ذكر وأنثى).

وقال نضال شيخاني،’مسؤول العلاقات الخارجية في’مكتب’توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، الذي يضم عسكريين منشقين عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه ‘مستقل’، إن طفلا من بلدة عين ترما’بريف دمشق ولد’منذ يومين مشوهاً’بعيوب خلقية من الدرجة الأولى، بسبب تعرض والدته’للأسلحة الكيماوية التي قصفت بها قوات النظام’منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق آب/ أغسطس الماضي.

وأضاف المسؤول نقلا عن أحد أعضاء فريق طبي عاين الحالة، لم يذكر اسمه،’أن والدة الطفل الوليد’تعرضت مع بداية حملها لاستنشاق غازات سامة ناتجة عن استخدام قوات النظام’لأسلحة كيميائية.

وأشار عضو الفريق’إلى أن حمل الوالدة بقي مستمراً على الرغم من استنشاقها للغازات الكيميائية’قبل أن يولد الطفل’بتشوهات تمثلت بعدم وجود طرف سفلي أيسر أو أعضاء تناسلية’وكذلك ضمور في كامل أعضاء الجسم وتشوهات كبيرة فيه، بحسب الصورة التي عرضها المكتب، واطلع عليها مراسل ‘الأناضول’.

وبيّن العضو أن هذا التشوه حدث’نتيجة فقدان’الأم للسائل الذي يحفظ الجنين في بطنها،’نتيجة استنشاقها للغازات السامة.

ولم يبيّن المسؤول ما إذا كان الطفل توفي فور ولادته أم أنه لايزال على قيد الحياة.

وتم تأسيس مكتب ‘توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، في تشرين الأول/ اكتوبر 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.

وعمل المكتب الذي يتخذ من’بروكسل مقراً له،’على متابعة عملية نقل المخزون الكيميائي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.

ولم يتسنّ حتى الساعة (30:’7 تغ)، التحقق مما ذكره’مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب حول الحالات الثلاث من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري على ما ينسب له بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.

وينفي’نظام بشار الأسد استخدام هذا النوع من السلاح، ويتهم المعارضة بامتلاك واستخدام أسلحة كيميائية، كما يتهم المعارضة والولايات المتحدة بالسعي إلى اختلاق ذريعة لتدخل عسكري أجنبي في سوريا.

وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم’الكيميائي ‘الأكبر’ على ريف دمشق آب/ اغسطس الماضي راح ضحيته 1400 قتيلا و10 آلاف مصاب بالاختناق، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية’لتدميرها.

وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طنا،’بحسب ما أعلنته’دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم غالبية الكمية المصرح بها على دفعات.

ووثقّت’الشبكة السورية’لحقوق الإنسان، مقتل 82 شخصا في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية. وذكرت’الشبكة السورية’أن العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، أمس الأول، في كافة الأنحاء السورية برا وجوا، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات ‘أدت إلى مقتل 34 شخصا’في حلب، و22 في ريف العاصمة دمشق، و9 في درعا، و6 في إدلب، و5 في حمص، و4 في حماة وقتيل واحد في دير الزرو، وآخر في اللاذقية.

وفي الأثناء أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال الاشتباكات التي وقعت بينهم، مشيرة إلى وجود عناصر أجنبية بين هؤلاء المسلحين.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.