مسيرة مؤيدة لانتخابات الأسد

دمشق تتحدث عن ربح موقعة «الخارج» الإنتخابية رغم خسارتها جبهات دبي وباريس والرياض

» ما خسرَته دمشق الرسمية في باريس ودبي والرياض وغيرها من العواصم الغربية والإقليمية عوضته في بيروت وعمّان، هكذا يعلق مسؤول سوري على اليوم الانتخابي الرئاسي خارج البلاد، يبدو الرجل مسروراً وهو يتابع عبر شاشة تلفزيونية في مكتبه حشوداً سورية تخنق شوارع العاصمة بيروت متجهة نحو مقر السفارة السورية للإدلاء بصوتها لاختيار أحد المرشحين الرئاسيين المتنافسين.

ينظر المسؤول السوري من نافذة مكتبه مشيراً إلى إحدى الساحات العامة قائلاً لـ»القدس العربي»: في الثالث من حزيران/يونيو سيكون المشهد مهيباً، جموع الداخل السوري ستجتاح شوارع المدن السورية متجهة نحو مراكز الاقتراع لتختار رئيساً لسوريا.

نستطيع أن نقدّر العدد المتوقع للذين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران/يونيو بشكل شبه دقيق، يقول بثقة، ويستطرد: لسنا نُحصي الأنفاس لكن خبرتنا أصبحت عميقة وتسمح لنا بتقدير هذا الأمر بشكل أقرب للدقة. نحن على الأرض ونحن أدرى بشِعابنا.

لا يبدو كلام المسؤول السوري مفاجئاً، فمؤسسات الدولة وأجهزتها ملتصقة بكل تفاصيل المجتمع السوري، يصعب على المرء أحياناً تمييز النظام من المواطن أو المؤسسة من الفرد، نعم إلى هذا الحد، رغم الحرب الشرسة التي تخوضها أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والرسمية ضد المعارضة ومليشياتها المسلحة فإنها لا تزال صاحبة اليد الأقوى والوحيدة في تحريك دفة البلاد. انتصرت دمشق في الجولة الأولى، حُسمت المنازلة الخارجية الرئاسية لصالح دمشق، هكذا يصف المسؤول السوري المشهد الانتخابي خارج حدود الجغرافية السورية، مضيفاً: لم نضع أرقاماً أعلى من النسب التي شاركت في انتخابات الرئاسة على مستوى الخارج.

داخل أسوار سوريا المخترقة من جهاتها الأربع بمئات المقاتلين الوافدين لـ «الجهاد»، لا تُظهر السلطات السورية اكتراثاً لتوسيع الجغرافيا التي تسيطر عليها والتي تعني توسيع جغرافيا الانتخابات الرئاسية حتماً، على الأغلب هي مكتفية بما يزيد عن مساحة ثلثي البلاد الفعلية التي تقبض عليها حالياً والتي ستكون مسرح السباق الرئاسي يوم الثلاثاء المقبل. بمنطق الغالبية هي المساحة الغالبة جغرافياً وديمغرافياً أيضاً وهو ما تحتاجه دمشق لتُنتج أول انتخابات رئاسية في ثلاثة مرشحين منذ عدة عقود. لم ينفذ الجيش السوري عمليات عسكرية طارئة ذات بعد مرتبط بالانتخابات الرئاسية.

سألته، ماذا عن مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن فقال: لا يمكنك السؤال بخصوصهم انتخابياً، لطالما لم تسمح لهم الدول التي يُقيمون فيها بالانتخاب فلا يمكن لأحد الجزم بشأنهم وبشأن موقفهم، عبر «الفيسبوك» و»التويتر» كان المؤيدون في الداخل السوري يهنئون أصدقاءهم في الخارج ممن أدلوا بأصواتهم للانتخابات الرئاسية، أحد السوريين المقيمين في إيران كتب على صفحته ممازحاً: «احتراماً لمبدأ حرية وسرية الانتخاب لن أقول لكم لمن أعطيت صوتي». لكنه وضع تحت هذه العبارة صورة له خلال قيامه بالتصويت في السفارة السورية بطهران يرتدي فيها قميصاً (تي شيرت) عليه صورة للرئيس السوري بشار الاسد.

كامل صقر – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.