الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر يحذّر من لجوء السجناء الهاربين من الموصل العراقية إلى سوريا

 حذّر الجيش السوري الحر ، امس الثلاثاء، من لجوء مئات السجناء الهاربين من الموصل العراقية إلى سوريا لتعزيز قوة «داعش» المنهارة فيها، محملاً الحكومة العراقية المسؤولية عن ذلك.

وقال عمر أبو ليلى الناطق باسم هيئة أركان الجيش السوري الحر – الجبهة الشرقية، «نرجح أن يلجأ السجناء الهاربين من الموصل إلى سوريا، وذلك لنجدة تنظيم «داعش» الذي تنهار قواه تدريجياً فيها»، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية «مسؤولة عن ذلك في حال حصوله».

وهاجم مسلحون من تنظيم «داعش» بالصواريخ والقنابل، في وقت سابق من امس الثلاثاء، سجن «بادوش» غربي مدينة الموصل شمال العراق، وقاموا بتهريب جميع سجنائه البالغ عددهم 3 آلاف ومن بينهم كبار قياديي القاعدةو»داعش» في العراق، بحسب مصدر أمني.

وقال المصدر إن «مسلحي تنظيم داعش هاجموا منذ فجر اليوم سجن بادوش بناحية بادوش غربي الموصل، وسيطروا عليه ثم قاموا بتهريب جميع السجناء منه»، وذلك بعد إطلاق التنظيم، الليلة السابقة، جميع نزلاء سجني «التسفيرات»، و»مكافحة الأرهاب» في المدينة، لم يبين عددهم.

ولفت الناطق باسم الجيش الحر إلى أن طريقة «تسليم» الموصل لـ»داعش» من قبل الحكومة العراقية وفرار السجناء تثير التساؤلات والاستغراب وتعيد إلى الذاكرة هروب السجناء من سجني «التاجي» و»أبو غريب» قبل نحو عام، ولجوء عدد كبير منهم إلى سوريا.

وتبنى تنظيم «داعش»، تموز/ يوليو الماضي عملية تهريب حوالي 800 سجين من سجني أبو غريب والتاجي في بغداد باستخدام 12 سيارة مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة بالإضافة إلى قصف 100 قذيفة هاون و»ار بي جي».

وأوضح أبو ليلى أن حكومة نوري المالكي متواطئة في هذا الأمر بشكل كامل، وذلك من أجل «بعثرة الأوراق وتصدير الأزمة التي يواجهها الجيش العراقي غربي البلاد إلى الخارج، والحصول على ذريعة لطلب المعونة في القضاء على المتمردين ضد حكومته».

ومنذ نهاية العام الماضي، يشن الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي «داعش» في محافظة الأنبار ويحاول طردهم من المناطق التي يسيطرون عليها، قبل أن يعلن التنظيم إحكام سيطرته على الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق امس الثلاثاء.

وأشار الناطق إلى أن الجيش الحر وقوات المعارضة مستمرون في التصدي لـ»داعش»، وسيقومون بالمثل في حال وصول السجناء الهاربين أو غيرهم لنجدة التنظيم الذي انحسر نفوذه في سوريا بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية.

ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها «جبهة النصرة» و»الجبهة الإسلامية» وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من «عشائر المنطقة»، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل «داعش» في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ»تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام».

وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.

وأطلق ناشطون إعلاميون وحقوقيون، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «دير الزور تستغيث» بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «داعش» من جهة أخرى على المدينة النفطية الواقعة شرقي سوريا.

وقال أحد منظمي الحملة، الصحافي السوري المعارض، ياسر العيسى، إن الحملة التي تضم أكبر تجمعا للناشطين الإعلاميين والحقوقيين الفاعلين على الأرض من أبناء دير الزور، هدفها «إنساني وإعلامي» في آن واحد.

وأشار إلى أن الحملة تدعو لفك الحصار الحالي المفروض على مدينة دير الزور من قبل قوات النظام و»داعش»، وإنهاء المعاناة التي يعيشها أبناؤها منذ عامين، والدعوة إلى أن يكون الحل جذرياً قدر الإمكان، وليس مؤقتاً أو إسعافياً أو «ترقيعياً»، على حد وصفه.

ووقعت مدينة دير الزور التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا قبل أيام، في حصار محكم بعد سيطرة مقاتلي «داعش» على المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة، ومنعها دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة تلك القوات، في حين أن النظام يطبق الحصار على تلك الأحياء عبر باقي المنافذ منذ عامين.

وأشار العيسى إلى أن الحملة التي بدأت مطلع الأسبوع، بعد إحكام الحصار على مدينة دير الزور، شارك بها عبر «الهاشتاغ» الذي تم إنشاؤه على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر» أكثر من نصف مليون مشارك.

وأوضح الصحافي المعارض أن منظمي الحملة يعملون على أن تكون رؤية الحملة استراتيجية وتتضمن وضع حد للجرائم والتجاوزات المرتكبة بحق محافظة دير الزور ومحاسبة مرتكبيها أياً كانت هوياتهم، والتأكيد على أن الثورة هي «ضد الخطأ والجريمة، والظلم والاستبداد، وأن اسقاط النظام هو جزء من هدفها لكنه ليس الوحيد».

بدوره قال الناشط الإعلامي هاني الظفيري إن مدينة دير الزور تنقسم حالياً إلى قسمين، الأول يخضع لسيطرة قوات النظام ويشمل حيي الجورة والقصور وبعض المناطق المحيطة بهما ويضم حوالي 200 ألف مدني يعيشون فيها، في حين أن باقي أحياء المدينة تقع تحت سيطرة قوات المعارضة منذ عامين.

وفي تصريح لوكالة «الأناضول»، قال الظفيري إن نحو 350 ألفاً من أبناء دير الزور نزحوا عن المدينة منذ بداية الحملة العسكرية عليها من قبل قوات النظام قبل عامين وتوزعوا في المحافظات السورية المختلفة أو خارج سوريا.

وأضاف الناشط أن قوات النظام تحكم الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية، وكان المنفذ الوحيد لدخول المساعدات الطبية والإغاثية هو المنفذ الشمالي عند جسر السياسية قبل أن يسيطر عليه مقاتلو «داعش» قبل أسبوع ويشاركوا في حصار المدينة.

ولفت إلى أن الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة دير الزور وقعت حالياً بين فكي كماشة قوات النظام من جهة و»داعش» من الجهة المقابلة.

من جانبه تفاعل الائتلاف السوري المعارض مع حملة «دير الزور تستغيث»، مشيراً في بيان أصدره، أمس الأول، أن مدينة دير الزور ترزح تحت حصار خانق منذ أسبوع، وذلك بعد سيطرة تنظيم «داعش» على المعبر الشمالي المتبقي للأحياء التي تقع تحت قبضة الثوار، فيما تتحكم ما أسماها «عصابات الأسد ومليشياته» بالمنافذ الأخرى للمدينة.

ولفت الائتلاف إلى أن دير الزور تعاني من شح في المواد الطبية والغذائية نتيجة قطع الطريق من قبل «داعش»، وقيام التنظيم المذكور بمنع عبور المساعدات الإنسانية والطبية القادمة إلى المدينة بشكل كامل.

وأشار البيان إلى أن إغلاق المنفذ الوحيد للمدينة جاء بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي والماء نتيجة هجوم «داعش» على معمل غاز «كونيكو» المغذي الرئيسي للمدينة بالكهرباء مما أدى إلى توقفه عن العمل.

وطالب الائتلاف كافة دول أصدقاء الشعب السوري بتقديم دعم عسكري أكبر للجيش الحر يمكنه من توفير الحماية للشعب السوري الأعزل وفك الحصار عن دير الزور ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات النظام وتنظيمات مثل «داعش».

ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها «جبهة النصرة» و»الجبهة الإسلامية» وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من «عشائر المنطقة»، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل «داعش» في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ «تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام».

وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.

ويحاول مقاتلو «داعش»، منذ شهرين، استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي تم طردهم منها في محافظة دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتمثل صلة وصل مع قيادة التنظيم في العراق.

وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما وقع عشرات الأسرى من كل طرف لدى الآخر.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.