هل يمكن أن يتمدد داعش الى الساحة اللبنانية؟

تنظيم “داعش” مالىء الدنيا وشاغل الناس حاليا، لا سيما بعدما نجح في اكتساح مناطق واسعة في العراق متحديا السلطة المركزية وقواها الامنية الكبرى وبعدما اثبت من قبل حضورا عسكريا لافتا لايستهان به على حساب القوى المعارضة الاخرى .

والسؤال الذي بات هاجسا للكثيرين في لبنان هو هل يتمددهذا التنظيم الى الساحة اللبنانية لا سيما وهو الان في ذروة هجومه؟ لا شك ان الجهات الامنية الرسمية وغير الرسمية المعنية تحسبت لهذا الخطر الداهم لاعتبارات عدة، ابرزها ان هذا التنظيم سبق واعلن على لسان اكثر من رمز من رموزه بان لبنان هو جزء ما يسميه بلاد الشام التي لايخفي انه يريد اعلان امارته اوخلافته فيها وان له في هذه الساحة خلايا نائمة ومجموعات كامنة وعليه فان الجهات عينها اتخذت اجراءات وقائية لتحصين الساحة وفي مقدمها حملات الدهم في جرود عرسال ومنافذ حدودية اخرى اضافة الى اجراءات اخرى في محيط الضاحية الجنوبية.

وقال استاذ مادة الحركات الاسلامية في الجامعة الاميركية الدكتور احمد موصللي لـ”النهار”: “لا شك ان تنظيم داعش والمجموعات الاصولية والارهابية الاخرى لها وجود وجود في لبنان ولها ايضا تجارب سابقة مع ساحته، حيث اظهرت نفسها مرارا باشكال متنوعة وهي تعتبر الساحة اللبنانية احدى ساحات حراكها، ولكني اشك في امرين: الاول قدرتها على الظهور في لبنان على النحو الذي ظهرت فيه في العراق اخيرا واشك ايضا في قدرتها على الربط بين الساحتين السورية واللبنانية كما ربطت بين الساحتين السورية والعراقية اذ ثمة موانع عدة والثاني قدرتها على التحرك والانفلاش في لبنان بحرية وسلاسة، كما تحركت في الساحة العراقية، اذ ان القوى المعنية في لبنان متيقظة وتحكم قبضتها على الوضع الامني”. ويختم: “ومع ذلك لا بد دوما من اليقظة والحذر”.

من جهته، قال الباحث في القضايا الاستراتيجية العميد المتقاعد الياس فرحات لـ”النهار”: “لا شك ان الانتصار الذي حققته داعش اخيرا في بعض المحافظات العراقية رفع معنويات هذا التنظيم والمجموعات الارهابية الاخرى وشجعا على اتخاذ قرار بتوسيع حركتها في الساحة السورية وامتدادا في الساحة اللبنانية . وقد لاحظنا ان ذلك تجسد في معاودة المجموعات المسلحة لعملياتها وهجماتها في منطقة القلمون السورية في محاولة واضحة منها لاستعادة احدى البلدات التي فقدتها فضلا عن رغبتها بمشاغلة القوات السورية وحزب الله وارباكهما. في لبنان، لا بد من الاشارة الى المعلومات التي وردت في الساعات القليلة الماضية الى الجهات المعنية عن مخطط تعد له الجماعات الارهابية لتفجير أحد المستشفيات في الضاحية الجنوبية عبر سيارة اسعاف، ومن ثم سيارة مفخخة، وذلك في محاولة واضحة لدفع الوضع الى الانفلات وعدم قدرة القادة السياسيين على ضبط ردة فعل الناس مما يولد حالة مماثلة لما حصل في العراق اخيرا. ومن الواضح ان الجهات المعنية رفعت مستوى حذرها ويقظتها للحيلولة دون تسلل داعش او منهم على شاكلتها الى الساحة اللبنانية”.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.