يثب

السلطة الفلسطينية تخضع لابتزاز الأسد

د. كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

الدكتور كمال اللبواني

كما أجبر النظام الكثير من المدن والقرى والأحياء على توقيع المصالحات ، وكما أجبر زوي الشهداء على اتهام الارهابيين بقتل أولادهم الذين قضوا في سجون التعذيب ، هو اليوم يستخدم ورقة اللاجئين الفلسطينيين كورقة ابتزاز للضغط على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، للقيام برفع علم النظام على أبنية المخيم ، والاعتراف بشرعية الأسد ، والا فالمخيم بمن فيه وبمن هجره سيسير على درب حمص التي لم يبق فيها صامدا غير عظام سيف الله المسلول خالد بن الوليد في جامعه المتضرر ..  ولن يقتصر الحقد والانتقام على مخيم اليرموك وفلسطين بل سيشمل حتى من فروا منه وكل المخيمات في سوريا ولبنان التي صارت عرضة للاضطهاد والمضايقة وموضوع ابتزاز سوري ايراني للسلطة ..

هناك فارق بين الموقف وبين تحمل المسؤولية ، فحياة وكرامة ما يزيد على مليون فلسطيني هم في أغلبهم حاصل على درجة لاجئ ويعيد ، نازح ويعيد ، مشرد ويعيد … أي تكررت مصائبهم وخراب بيوتهم .. هم اليوم في الميزان ، مقابل موقف معلن من السلطة يؤيد الأسد ويعترف به ، لذلك لا تستطيع السلطة تجاهل حق هؤلاء بمسكن ولقمة خبز وحبة دواء..

إن اللوم كل اللوم يقع على النظام الذي يستخدم المدنيين للضغط على الثورة ، والحق أيضا على الدول الصديقة والدا… عمة التي تجاهلت تقريبا كل مسؤولياتها ، وتركت الشعب السوري وثورته وتخلت عنه ، والحق أيضا متبوعا على الثوار أنفسهم ومؤسسات المعارضة الذين تصرفوا بطريقة مؤسفة ، بل مدمرة للثورة ، خاصة عندما انتفض المخيم مع الثوار واقتلعوا النظام ومنظماته واختلط الدم الفلسطيني والسوري مرة أخرى من أجل حرية الشعب السوري لكن قوى محسوبة على الاسلام ، خونت واستفردت بل هاجمت واعتقلت وقتلت الثوار ، وتخلى أغنياء ووجهاء ومشايخ دمشق عن لاجئيها ونازحيها الفقراء ، ومنعوهم من الحصول على السلاح خوفا على مصالحهم ، وعملوا على افشال كل محاولات نقل المعركة اليها لإسقاط النظام ..

نحن نتفهم الدوافع الانسانية والمسؤوليات التي تقع على عاتق السلطة الفلسطينية ، ونتفهم ابتزاز النظام المجرم وحليفه حزب الله لها ، ونرجو من كل الأطراف أن تعيد حساباتها وبرامجها وأحلافها لتحقيق نصر كامل ونهائي على هذا المجرم الذي لم يسلم من شروره أحد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.