قادة الجبهات والمجالس العسكرية في سوريا في حديث لـ«القدس العربي» بعد استقالتهم: سنقوم ببناء جيش وطني ونحمل المسؤولية لأصدقاء سوريا والائتلاف الوطني

 أجرت « القدس العربي « أمس الخميس لقاء خاص عبر «سكايب» مع العقيد الركن بشار سعد الدين رئيس المجلس العسكري لمحافظة حمص وريفها وأحد الموقعين على بيان الاستقالة، والعقيد الركن عبد الباسط الطويل قائد الجبهة الشمالية، والعقيد الركن عفيف سليمان رئيس المجلس العسكري في محافظة إدلب، الذين أعلنوا استقالتهم مع عدد من قادة الجبهات ورؤساء المجالس العسكرية من هيئة أركان «الجيــــش السوري الحر» في 14 حزيران/ يونيو 2014، ضمن بيان جمــاعي، وقع عليه كل من، العقيد الركن عــــبد الباسط الطويل قائد الجبهة الشـــمالية، والعقيد مصـــطفى هاشم قائد الجــبهة الغربية الوسطى، العقيد الركن فاتح حسون قائد جبهة حمـــص، والمقدم الدكتور المهندس محمد العــــبود قائد الجبـــهة الشرقـــية، والعقيـــد الركن عفيف سلـــيمان رئيس المجلس العسكري في محافظـــة إدلب، والعقـــيد الركن محمد معتز رسلان رئيس المجلس العسكري في الرقـــة، والعقيد الركن بشار سعد الدين رئيس المجلس العسكري في حمــــص، والعقيد محمد العواد رئيس المجلـــس العسكري في جبهة الساحل، والمقدم عبد المجيد سلطان رئيس المجلـــس العســـكري في الحسكة .الذي جاء بعد تحجيم دور هيئة الأركان وتسليح «أصدقاء ســـوريا» لعدد من الفصائل المعارضة بعيداً عن الهيئة، الأمر الذي لعب دور كبير على مصادرة قيادة الثورة السورية من يد السوريين وجعلها بيد الدول الداعمة وعلى رأسها أمريكا على حد قولهم .

وقال سعد الدين رئيس المجلس العسكري في حمص، أن هناك العديد من المشاكل التي أدت إلى الاستقالة، ولعلّ اجتماع الحكومة الأخير كان أحد الأسباب، ولكن السبب الرئيسي كان هو عدم حصول المجالس العسكرية على الدعم العسكري المطلوب الذي كان من شأنه أن يمكّننا من مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه كإيران مثلاً، بالإضافة إلى مواجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، الذي استطاع تأخير النصر بشكل أو بآخر .

وأضاف «أن الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية لعب دورا كبيرا في تشرذم المؤسسة العسكرية، وأخص بالذكر في حديثي أحمد الجربا، الذي ساهم في إفشال هذه المؤسسة بتجاوزه التراتبية الإدارية وتقديمه الأسلحة والذخائر والمال أيضاً إلى الألوية والكتائب التي ينوي شراء ولائهم، هذا الأمر الذي كان من شأنه عدم وجود دور فعال للمجلس العسكري» على حد قوله، ومن جانب آخر أشار إلى أن المعارضة المسلحة لم تحصل على الدعم المطلوب، حيث جاء ذلك بفضل بعض الدول المانحة التي تقوم بإرسال المساعدات العسكرية إلى الفصائل التي يختارونها، وفي السياق أكد سعد الدين أن إعلان قادة الجبهات والمجالس العسكريين استقالتهم من هيئة الأركان ليس له أي علاقة بتدهور الأحوال في جبهة كسب، وسيطرة قوات النظام عليها كما نشرت بعض الصحف ووسائل الإعلام .

وكذلك قال العقيد الركن عفيف سليمان رئيس المجلس العسكري في محافظة إدلب، أن قيام الدول المانحة بتقديم الدعم لبعض الفصائل بشكل مباشر دون الرجوع لقيادات الجبهات والمجالس، والتحكم بالإعمال العسكرية وأخذ موافقة الدول الداعمة قبل القيام بالعمل العسكري وتدخلهم بتوقيت وحجم ومكان المعارك، وهذه الفصائل لا تغطي أكثر من نسبة 5٪ من الفصائل الثورية المقاتلة على الأرض، كان هذا التدخل المباشر من شأنه مصادرة القيادة الحقيقية للثورة السورية من يد السوريين، وجعلها بيد الدول الداعمة وعلى رأسها أمريكا .

وأضاف أن «مشروعنا القادم هو بناء جيش بتراتبية عسكرية، ومبني على أسس، وأن يكون الجيش الذي يقع على عاتقه تحرير أرض الوطن، والمساهمة في بناء الدولة المستقبلية، وتأمين الأمن والأمان لجميع المواطنين»، وأضاف أيضاً في نهاية حديثه، أن «شعبنا العظيم الذي ناضل من أجل نيل حريته وكرامته، أتمنى أن يعتمدوا على من يدعون بأنهم أصدقاء الشعب السوري، وأن يتوكلوا على الله فالنصر من عنده، وكونوا على يقين بأنه لابد لشمس الحرية أن يسطع نورها على بلادنا الحبيبة والنصر قادم لا محالة بإذن الله».

وبدوره قال العقيد الركن عبد الباسط الطويل قائد الجبهة الشمالية، «نحاول الآن أن نجمع كافة فصائل الثوار في شمال إدلب، وإلغاء كافة الرايات والعودة إلى علم الثورة، وكذلك نقوم على إعادة الحياة الاقتصادية إلى هذه الرقعة الواسعة من الأراضي المحررة».

عمر الهويدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.