أمير النصرة في القلمون شخصية غامضة وهذا ما قالته عنه راهبة

يبدو أن المعارك في القلمون لم تنته بعد، وبعدما أثبتت التفجيرات الثلاثة أن السيطرة على رنكوس ويبرود لم تسحب فتيل التفجير من لبنان، جاء “بلاغ للناس” من أمير “جبهة النصرة” في القلمون ابو مالك الشامي ليعيد الانظار إلى هذه المنطقة ومعاركها الملاصقة للبنان، في وقت يسيطر فيه “حزب الله” والنظام السوري على قرية الطفل اللبنانية وبعد يومين من اعلان قيام “الدولة الاسلامية” بقيادة “خليفتها” أبو بكر البغدادي.

اسم ابو مالك الشامي ليس حكراً على أمير الجبهة في القلمون فحسب. انه اسم حركي متداول بين المقاتلين في سوريا، منهم المنشد وآخر ناشط اغاثة في حلب.
وأثارت ثلاث نقاط هواجس اللبنايين في خطاب الشامي: الأولى اعلانه ان المعركة مع “حزب الله” لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال، والثاني اختراق أطواق الحزب الامنية في لبنان وأن هناك مجاهدين بالالاف في لبنان ينتظرون اشارة للمعركة، وثالثا: قوله إلى سجناء رومية “ما هي إلى أيام معدودات وتفرج بإذن الله القربات”.
أبو مالك الشامي ليس شخصية خيالية، بل حقيقة لا صور لها ولا معلومات مفصلة. هو نفسه من شكرته إحدى راهبات معلولا، إذ قالت للمصور عند نقطة تبادل الراهبات بعائلة سورية: “سلملي على ابو مالك كتير كتير كتير .. قلوا يا انسان.. يا شريف انت”.

وتشير معلومات ان أبو مالك كان قناصا وحارب في العراق، ولعب ادوارا بارزة في الحرب الدائرة في القلمون من موقعه القيادي واصيب في المعارك، واغلب الظن انه انتقل مع المسلحين من مدن وقرى القلمون بعد سيطرة النظام السوري و”حزب الله” عليها الى الجرود والمغاور المتاخمة للحدود اللبنانية السورية.

تسجيل الشامي يعيد معارك القلمون والقصير إلى الذاكرة من جديد، ويطرح تساؤلات عديدة حول ما قيل عن تسويات اتاحت سيطرة نظام والحزب على المناطق بعد انسحاب المقاتلين “تكتيكيا” إلى الجبال، وسط غموض تام عن أعدادهم.

ويقول الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أحمد القصير لـ”النهار” أن “جبهة النصرة في القلمون تأسست في الشهر السابع من العام 2013، وذلك بعد السيطرة على القصير”، مشيراً إلى أن “القصير كان فيها عشرة أشخاص فقط من جبهة النصرة، لم يكن منهم أبو مالك الشامي، يتلقون اوامرهم من قادة الجيش السوري الحر، وخلال المعارك سقط منهم البعض، ولجأ الاخرون إلى القلمون حيث تأسست الجبهة هناك مع أبو مالك”.
ويؤكد القصير أن “أبو مالك شخصية حقيقية، موجودة في القلمون، كما أن “جبهة النصرة” لديها نشاطها العسكري وهي منتشرة في غالبية الجبال مع باقي الفصائل العسكرية”. أحمد لم يلتق بـ”ابو مالك”، لكنه يرجح أن هذا “الامير” من القلمون وغالبية الفصائل العسكرية تعلم به. ويقول: “سمعته طيبة بين المقاتلين وكان تعاملهم رائعاً مع الناس، خصوصاً في تعاطيهم مع راهبات معلولا، ومن لا يخطىء معهم يعاملونه جيداً”.
للقصير رؤيته في شأن المعارك وانتقالها إلى لبنان، يقول: “المنطقة متداخلة والارهاب سينمي ارهاباً مقابلاً”، مضيفاً: “من الطبيعي أن ينعكس ارهاب “حزب الله” وتصرفاته في سوريا على اللبنانيين وتحديدا مناطق الحزب”. ويضيف “بعد كلمة الشيخ ابو مالك اظن انهم صادقون في أي تبني جديد للعمليات”.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.