نشطاء يتهمون الجيش الحر بالتوقيع على هدنة المليحة سرا… ونازحون ينتظرون العودة

استكمالاً لسياسة الهدن التي اتبعها النظام تؤكد مصادر لـ»القدس العربي» ان بلدة المليحة على وشك الاعلان عن مصالحة يجري الاعداد لها بين ممثلين عن الاجهزة الامنية وفصائل معارضة. وربما تمتد لتشمل سائر مدن الغوطة الشرقية كما يقول ناشطون . وفق مصادر عسكرية فأن موضوع هدنة المليحة قد تمت مناقشته قبل اشتداد معاركها، ونزوح سكانها منها أثر رفض الحر الهدنة سابقاً .
الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الطرفين في تلك المعركة كبيرة جداً، بين معارك كر وفر واستنزاف الحر على وجه الخصوص بكامل عتاده وأعداده، وذلك عقب استعانة النظام السوري بقوات كورية وإيرانية وميليشيات عراقية بحسب ناشطين مطلعين ،وهو ما أنهك قوى الفصائل العسكرية المعارضة على مدار شهور ثلاثة لم يستطع خلالها كلا الطرفين بإنهاء المعركة بشكل كلي لصالحه، وبينما أعلنت قوات النظام السوري مؤخراً استعدادها للانسحاب من المناطق التي احتلتها مؤخراً في المليحة بريف دمشق اشترطت قوات الأسد من أجل ذلك أن توقف المعارضة المسلحة القصف على ثكنات الجيش النظامي ومراكزه في مدينة جرمانا وما حولها .
وقال أحد المقاتلين أن الأنباء تضاربت ما بين معارض للهدنة ومؤيد لها ، لا سيما المجلس المحلي لبلدة المليحة الذي قدم بنود صعبة للنظام السوري في حال تم طرح هدنة وكان من المتوقع عدم الموافقة عليها، وقد شملت الهدنة المطروحة من قبل النظام السوري حسب ما أورده نشطاء البنود التالية :
1- انسحاب الجيش لوراء نقط معمل المتـة (أي نقاطه القديمة قبيل الحملة ).
2- فتح معبر انساني بالمليحة وإعادة الكهرباء والماء والخدمات اليها .
3- يستلم فيلق الرحمن كافة النقط بالمليحة.
4- ينسحب الجيش النظامي من دون استهدافه .
واتهم نشطاء ومواطنون فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية بالتوقيع على الهدنة سراً بكافة الفصائل دون استثناء، وأكدوا بأن الأمر جاء عقب توحيد غير علني لكتائب الجيش الحر المتواجدة في الغوطة الشرقية، في الوقت الذي نفت فيه المصادر العسكرية موافقتها على شروط الهدنة المطروحة وقالت بأنها مجرد شائعات . ويشار لأهمية منطقة المليحة كونها قريبة من مطار دمشق الدولي ومنطقة جرمانا التي يسعى النظام جاهداً لتأمينها بشتى السبل لا سيما بعد فشل مخطط النظام في دخول المنطقة بعد ان مارس عليها حصاراً فاقم الفقر والجوع، وقصفاً بشتى أنواع الصواريخ الثقيلة، ما ادى الى نزوح أكثر من أربعة آلاف عائلة، وقضى خلاله أكثر من مئة قتيل وأعداد لا متناهية من الجرحى وذلك بحسب تقرير إحصائي للمكتب الإعلامي بالمليحة، إضافة لاستهداف المدنيين وإلحاق الدمار والخراب الكبير للأبنية والمنازل، فضلاً عن تدمير بناها التحتية بعشرات الصواريخ والقذائف والغارات اليومية .

نوران النائب – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.