مليون مدني في حلب يواجهون كارثة إنسانية في نقص مياه الشرب والكهرباء

يواجه مليون مدني في محافظة حلب شمال غربي البلاد كارثة إنسانية محتمة، بسبب نقص حاد في مياه الشرب، وغياب خدمات الكهرباء، بعد استهداف البنية التحتية وتعطيلها من قبل نظام الأسد، و تدمــير جزء كبير الخدمات، وتخريب الأنابيب الرئيسة في المناطق التي تســـيطر عليــها كتائب المعـــارضة المسلحة، فضلاً عن استهداف النظام لفرق الإصلاح المعنية في مدن وبلـــدات حلب وريفها لتصبح خارج نطاق المناطق المخدمة، الأمر الذي حول الأحياء التي من المفترض أن تكون سكنية، لمناطق معـــدومة الـــياة بشكل كامل، بهذه الكلمـــات وصف أبو فراس الحلبي عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الإسلامية سوء المعيشة في حديث مع «القدس العربي».

وقد أرجعت وزارة كهرباء التابعة لنظام الأسد الخلل في توفير الكهرباء إلى «موجة الحر»، وقال المدير العام لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية في حكومة النظام المهندس عماد خميس، أن السبب في انقطاع التيار الكهربائي عن حلب وريفها، يعود إلى «عدم وجود برنامج في الأصل للتقنين»، و»أن عودة الحرارة إلى معدلاتها سوف تلغي الحاجة إلى التقنين وستلغى الحاجة للانقطاع المفاجيء للتيار الكهربائي الذي ترافق مع هذه الحالة العابرة من الارتفاع في درجات الحرارة».

وأكد الحلبي في اتصال له مع «القدس العربي» أن انقطاع الكهرباء والمياه، بدأ منذ حوالي ستة أشهر، حيث تم قطعهم لشهر كامل و بشكل متواصل، لتعود سياسة القطع ما بين حي وأخر، مما أدى إلى خروج العديد من المشافي في المحافظة عن العمل بشكل نهائي، وزيادة عدد النازحين باتجاه الحدود التركية والى المخيمات، بأضعاف ما كانت عليه في الفترات السابقة، وذكر أهم الأحياء التي قطعت عنها الخدمات وهي»حي الشعار، حي الصاخور، الحيدرية وحي هنانو» في حلب المدينة، أما في الريف الحلبي فقد انقطعت الخدمات عن كلٍ من « عندان، مارع، تل رفعت، رتيان، حيان، دارة عزة».

الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك صرح بأن نحو مليون مواطن من سكان حلب يعانون نقصاً في مياه الشرب العذبة، مؤكداً إلى أنها غير متوفرة بشكل كلي في بعض أحياء المدينة.

وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع في مجال تزويد المدينة بالكهرباء في تدهور مستمر، وأضاف دوجاريك «الكهرباء مقطوعة عن بعض أحياء حلب بالكامل، في حين تتوفر في أحياء أخرى لمدة لا تزيد عن ساعة يوميا، بينما قطعت المياه عن الجزء الأكبر من المدينة لمدة عشرة أيام، ويحاول الهلال الأحمر التفاوض مع طرفي النزاع من أجل إصلاح الأنابيب وخطوط نقل الكهرباء المتضررة جراء تفجير 2 حزيران/ يونيو الذي حرم نحو مليون من سكان حلب من انتظام توفر المياه».

هبـه محمـد – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.