معارك عنيفة في شرقي دمشق والائتلاف يقصي رئيس حكومته

 لا تزال تدور اشتباكات في شرقي دمشق حتى كتابة هذا الخبر هي «الاعنف منذ اشهر» بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، في حين اقصى الائتلاف المعارض رئيس حكومته المؤقتة في انعكاس لتجاذب سعودي قطري.
وبعد مرور اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري متشعب الجبهات، حيث يواجه مقاتلو المعارضة المسلحة قوات نظام الرئيس بشار الاسد من جهة، وجهاديي «الدولة الاسلامية» من جهة اخرى.
وبحسب الخبير الفرنسي في شؤون الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يسيطر النظام على 40 بالمئة من المناطق المأهولة، و25 بالمئة لصالح كل من «الدولة الاسلامية» ومقاتلي المعارضة، وعشرة بالمئة للاكراد خصوصا في شمال شرق البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الثلاثاء عند مدخل حي جوبر، بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على غالبية الحي، والقوات النظامية الموجودة على اطرافه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات «هي الاعنف منذ اشهر»، وان الطيران الحربي شن «اكثر من تسع غارات».
وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على دمشق من مواقع لمقاتلي المعارضة، ما ادى الى مقتل شخص واصابة آخرين، بحسب المرصد.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان «ارهابيين» اطلقوا 11 قذيفة على حي الزبلطاني (وسط)، ما اسفر عن اصابة 18 شخصا.
ويعد حي جوبر ذا موقع استراتيجي، اذ يصل بين معاقل المعارضة شرقيي العاصمة، وساحة العباسيين، احدى ابرز ساحات دمشق ومدخلها الشرقي.
وارتفعت حدة المعارك في الايام الماضية بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على حاجز مهم للقوات النظامية على الطريق المؤدية الى العباسيين، وهو ما دفع القوات النظامية لشن هجوم مضاد واستقدام تعزيزات.
وأقصى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الذي تحظى قيادته بدعم سعودي، رئيس حكومة المعارضة المدعوم من قطر.
وقال عضو الائتلاف سمير نشار «اقالت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تصويت فجر اليوم (الثلاثاء) رئيس الحكومة الموقتة احمد طعمة»، بعد تصويت 66 عضوا من اصل 104 لصالح ذلك، في ختام اجتماعات استمرت يومين في اسطنبول.
واوضح ان الاسباب السياسية خلف اقالة طعمة الذي يتولى المنصب منذ عشرة اشهر، تتعلق «بهيمنة جماعة الاخوان المسلمين (المدعومة من قطر) على الحكومة»، مشيرا الى ان السعودية «اوحت للسيد احمد الجربا (الرئيس السابق للائتلاف) بفك التحالف مع الاخوان».
وتولى الجربا المقرب من السعودية، رئاسة الائتلاف لولايتين تمتد كل منهما ستة أشهر. وفي التاسع من تموز/يوليو، انتخب هادي البحرة المقرب من السعودية والجربا، رئيسا للائتلاف، ما اتاح للجربا الاحتفاظ بنفوذه.
ومنذ اعلان تشكيله في قطر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، شهد الائتلاف تجاذبا بين السعودية وقطر، خصوصا في مسألة الحكومة الموقتة التي اعلن عنها في آذار/مارس 2013 بهدف ادارة «المناطق المحررة» في سوريا.
وكانت الحكومة تسعى الى توفير مصادر تمويل «داخلية»، واخرى «خارجية» عبر الدول الداعمة لها، الا ان المعارضة واجهت خلال الاشهر الماضية محدودية الدعم، في مقابل الدعم غير المحدود للنظام من قبل حلفائه، وتنامي نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وفي تشديد للعقوبات الغربية بحق النظام، اضاف الاتحاد الاوروبي الثلاثاء اسماء ثلاثة افراد وتسعة كيانات الى قائمته السوداء، ليرتفع بذلك عدد السوريين الذين يفرض عليهم الاتحاد عقوبات الى 192 والكيانات الى 62.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.