الخارجية الاميركية: عنف طائفي غير مسبوق في الشرق والوجود المسيحي بات “ظلا”

اصدرت وزارة الخارجية الاميركية تقريرها السنوي عن الحريات الدينية في العالم لعام 2013. والتقرير الذي تزامن مع تعيين الوزارة دايفيد سابرشتاين سفيرا للحريات الدينية عبر العالم رأى ان العالم شهد العام الماضي “اكبر ازمة تهجير للمجموعات الدينية في الذاكرة المعاصرة”. وفي اشارة الى ما يحصل في الموصل وغيرها من المناطق، اعتبر انه ” وفي كل زاوية من العالم تقريبا ارغم الملايين من المسيحيين والمسلمين والهندوس وغيرهم من المجموعات التي تمثل شرائح من المؤمنين الى ترك منازلهم بسبب معتقداتهم الدينية”.  وتابع: ” بسبب الخوف او القوة، افرغت احياء كاملة من ساكنيها، كما اختفت مجموعات من منازلها التاريخية والتقليدية . وفي مناطق النزاعات، تحول النزوح الجماعي تقليدا”.

وفي معرض اشارته الى الازمة السورية، قال ” انه في سوريا كما في بقية الشرق الاوسط، تحول الوجود المسيحي “ظلا” وبعد 3 اعوام من الحرب الاهلية، هرب مئات الالاف من البلاد نتيجة العنف المتواصل الذي يمارسه النظام والمجموعات المتشددة على حد سواء. وفي حمص، انخفض عدد المسيحيين الى ما يقارب الالف مقارنة ب160 الف قبل النزاع.” ورأى ان ” نظام الاسد وصف النزاع بتعابير مذهبية واستهدف مجموعات دينية اعتبر انها تابعة للمعارضة. ” واضاف:” ان
المجموعات المتحالفة مع النظام والمؤلفة من مقاتلين عراقيين شيعة ومن “حزب الله” استهدفوا مجموعات متحالفة مع المعارضة ولاسيما السنة”. كما ان المقاتلين ولاسيما الذين يرتبطون بـ”القاعدة” زادوا من استهدافهم للعلويين والمسيحيين والشيعة”.
وعما يجري في مصر، لفت التقرير الى ان “الشيعة والمسيحيين واجها عنفا واعتداءات قاتلة” مذكرا ان الشيعة في المملكة العربية السعودية يتعرضون في شكل متواصل الى تمييز، كغيرهم الذين لم يمتثلوا الى التفسير الرسمي للاسلام”.
وفي ايران، هدد رسميون اعضاء من مجموعات غير شيعية واعتقلوهم وطاردوهم. كما ان الحكومة فرضت ضوابط قانونية على اعضاء من المجموعات المسيحية والزورورسترانية.” وقد خلق الخطاب الحكومي جوا من التهديد لاعضاء الجماعات الدينية غير الشيعية، ولاسيما البهائية.
وفي الباب المخصص للبنان، تحدث التقرير عن ممارسات تمييز انطلاقا من اسباب دينية، الى تشنج ومواجهات بين المجموعات الدينية ارتبطت في جانب منها بالتنافس على النفوذ السياسي. وشدد على ان تصاعد التشنج الاقليمي والذي يزداد مع الطابع المذهبي للنزاع السوري شكل مصدرا للعنف بين المجموعات الدينية.”
واشار الى غياب الاجراءات الرسمية لعقد زواج مدني، وعدم الاعتراف بمجموعات كالبهائيين، والبوذيين والهندوس وبعض مجموعات البروتستانت. وذكر بان الحكومة رفضت الموافقة على طلب مجلس المجموعة اليهودية والذي اراد تغيير اسمه من مجلس المجموعة الاسرائيلي الى مجلس المجموعة اليهودية”.
كما تناول التقرير احداث صيدا والتشنج القائم بين باب التبانة وجبل محسن والتفجيرات التي طاولت الضاحية الجنوبية في بيروت.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.