«الدولة الإسلامية» تفرض شروط على الإعلاميين شرقي سوريا

اشترط تنظيم «الدولة الإسلامية» على الإعلاميين والناشطين في مدينة دير الزور شرقي سوريا التي سقطت بيد التنظيم الشهر الماضي، «المبايعة» والاعتراف بـ»دولة الخلافة» إذا ما رغبوا بالاستمرار في العمل.
وبحسب أحد الإعلاميين الذين حضروا الاجتماع الذي عقده أبو أنس المصري المسؤول عن الإعلام في تنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الأول، فإن الأخير أملى على الإعلاميين والناشطين الشروط الواجب التقيد بها في حال رغبوا بالاستمرار في العمل الإعلامي في المحافظة.
وأضاف الإعلامي الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من عقاب «الدولة الإسلامية»، أن المسؤول اشترط على الإعلاميين والناشطين الاعتراف بما يسمى «دولة الخلافة». وكذلك الاعتراف بمصطلح «الدولة الإسلامية»، وعدم استخدام أي مصطلح آخر في أي خبر يخص التنظيم.
كما حظر «المصري» التعامل مع القنوات الفضائية، وعدم المشاركة بالمداخلات عليها، مهدداً المخالفين بـ»الإحالة إلى القضاء» التابع له، دون أن يشير إلى العقوبة التي سيواجهونها، بحسب الإعلامي.
فيما سمح المسؤول للإعلاميين بالتعامل مع وكالات الأنباء العالمية وإمدادها بالصور والأخبار العاجلة، إلا أنه اشترط أخذ موافقة المكتب الإعلامي للتنظيم على التقارير المصورة ومقاطع الفيديو أو التقارير المكتوبة قبل إرسالها.
الى ذلك اعترف تنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الجمعة، بمقتل 11 عنصراً منه على يد مقاتلي عشيرة سنية بمحافظة دير الزور شرقي سوريا كانت قد سلمت مناطقها للتنظيم دون قتال قبل نحو شهر.
وفي تقرير مصور عرضه حساب «أخبار ولاية الخير» التابع لـ»الدولة الإسلامية» على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال التنظيم إن أفراد عشيرة «الشعيطات» نقضوا العهد الذي قطعوه عند تسليمهم مناطق سيطرتهم للدولة الإسلامية بقتلهم 11 عنصراً من «الدولة الإسلامية».
و»ولاية الخير» هي التسمية التي يطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» على محافظة دير الزور، وذلك كون الاسم الأخير يحوي على اسم «دير» الذي يشير إلى مكان العبادة لدى المسيحيين.
كما عرض الحساب صوراً تظهر مقاتلين من التنظيم وهم يركبون عربات دفع رباعي تحمل رشاشات ويتوجهون بحسب ما كتب من تعليقات على الصور لتأديب ما وصف بـ»ضباع الشرقية» كنوع من السخرية على اسم «أسود الشرقية» الذي يفضل مقاتلي المنطقة الشرقية في سوريا التابعين للمعارضة تسمية أنفسهم.
كما تضمنت الصور العشرات من أفراد عشيرة الشعيطات بعد وقوعهم أسرى بين يدي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتظهر على وجوههم وثيابهم آثار دماء وغبار نتيجة تعذيبهم وضربهم على يد مقاتلي التنظيم، كما تضمنت صوراً لأسلحة وأموال قام الأخيرون بمصادرتها من الأسرى.
واندلعت اشتباكات، قبل يومين في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور أدت لمقتل مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية»، اعترف التنظيم الجمعة بمقتل 11 عنصراً منهم، فيما وصفها ناشطون إنها بوادر انتفاضة ضد الأخير الذي سيطر على معظم مساحة المحافظة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة منذ عامين بعد طرد قوات النظام.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، مطلع حزيران/ يونيو الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله، ليسيطر التنظيم بذلك على معظم مساحة المحافظة بعد سيطرته مؤخراً على الريف الغربي فيها.
ولمحافظة دير الزور الغنية بالنفط مكــانة استراتيـــجـــية لدى «الدولة الإسلامية» وذلك كونها صلة الوصل بين المناطق التي سيطر عليها مع قوى سنية أخرى في شمالي وشرقي العراق يونيو/ حزيران الماضي، وبين معقل التنظيم الأساسي في سوريا وهي محافظة الرقة (شمال)، وذلك في سبيل تجسيد «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم مؤخراً.
وقالت تنسيقية إعلامية معارضة، أمس الجمعة، إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» أغلقوا أبواب مسجدين تاريخيين بمدينة دير الزور شرقي سوريا التي سقطت بيد التنظيم قبل أكثر من أسبوعين، في خطوة اعتبرها ناشطون إعلاميون مقدمة لهدمهما.
وفي بيان أصدرته، قالت «تنسيقية شباب الثورة السورية بدير الزور» التي تعد من أكبر التنسيقيات الإعلامية المعارضة شرقي سوريا، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» أغلق مسجدي أو ما تسمى تكيتي «الشيخ ويس» و»الشيخ عبد الله» التاريخيتين اللتان يعود تاريخ بنائها وسط مدينة دير الزور إلى العهد العثماني في القرن التاسع عشر الميلادي وتعد من المعالم التراثية للمحافظة.
وأشارت التنسيقية إلى أن هناك أنباء عن نية مقاتلي التنظيم هدم «التكيتين»، بذريعة وجود قبور فيها، وهو الأمر الذي يعتبره التنظيم «إشراكاً بالله» كون بعض الزوار يقومون بزيارة تلك القبور للتبرك بها.
ويعود تاريخ إنشاء تكيتي الشيخ ويس والشيخ عبد الله إلى أوائل القرن التاسع عشر، وهي مبنية وفق الطراز المعماري العثماني القديم، وبقيت مفتوحة أمام المصلين والزوار منذ ذلك التاريخ وحتى إغلاقها، أمس الأول، من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويقوم التنظيم عادة بهدم الأضرحة والمزارات في المناطق التي يسيطر عليها، كونه يعتبر أنها أماكن يتم فيها تقديس أشخاص وعبادة غير الله، وكذلك «الحسينيات» كونها أماكن عبادة الشيعة الذين يخالفون التنظيم في المذهب.
وعرض تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الأسابيع الماضية صوراً لما قال عنها إنها عمليات هدم ونسف لـ»الأضرحة والأوثان» في محافظة نينوى، شمالي العراق.
ونشر التنظيم عبر صفحة «ولاية نينوى»، على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت «تويتر»، تقارير مصورة عن عمليات هدم ونسف أضرحة ومزارات وحسينيات (مساجد الشيعة) في عدد من المدن والنواحي التابعة لمحافظة نينوى التي سيطر على معظم مساحتها في  حزيران/ يونيو الماضي بمساندة قوى سنية مسلحة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.