نائب رئيس اركان الجيش الحر: لسنا متعاطفين مع «جبهة النصرة» بل مع اللاجئين السوريين في عرسال ونخشى تصفيتهم

قال هيثم عفيسي نائب رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر إنه لاعلاقة للجيش السوري الحر وجميع مقاتليه بجبهة النصرة وتحديدا فيما يتعلق بتدخلها العسكري في منطقة عرسال بلبنان.
وشدد، عبر الهاتف من القاهرة، علي ان تعاطف الجيش الحر الأساسي هو مع أكثر من 120 ألف لاجئ سوري محاصر بالمنطقة ويخشي ان تتم تصفيتهم عبر مذبحة يجري التحضير لها الآن خاصة وانه قد تم السماح بخروج أكثر من 35 ألف لبناني من المنطقة فيما رفض خروج هؤلاء اللاجئين. وأكد عفيسي على إدانته للتدخل العسكري في لبنان، قائلا إن جبهة النصرة ليست فصيلا من الجيش الحر ولا توجد صلة بيننا وبينها ولكننا نقاتل في خندق واحد ضد النظام السوري …. ونحن بالطبع ضد أي تدخل عسكري بهذه الطريقة سواء من قبل الثوار أو جبهة النصرة في الداخل اللبناني .. نحن مع الحفاظ علي وحدة لبنانوسيادته … ونسعى جاهدين منذ البداية للتهدئة ووقف الاقتتال».
وعلى خلاف أغلب المراقبين الذين أكدوا عدم مشاركة حزب الله حتي الأن في القتال الدائر بعرسال، عبر عفيسي عن قناعته بمشاركة حزب الله في القتال موضحا «أكيد هو يشارك ضمن الجيش اللبناني ..الجيش اللبناني الموجود في عرسال أغلبه من حزب الله ..نحن لدينا معطيات واستخبارات تقول ذلك».
والقي باللـــوم والمسؤولية في اشتعال أحداث عرسال منذ البداية علي حزب الله، موضحا «حزب الله يحاول دائما توريط الجيش اللبناني في معركة ليست في مصلحته ..فالبداية كانت مع إطلاق القصف علي معسكر عرسال من قبل مقاتلي حزب الله مع الجيش اللبناني … لقد قصف هؤلاء المعسكر بقذائف الهاون وهم ينادون يا زينب وبالفعل قتل وأصيب أكثر من لاجئ سوري».
وفي رده على تساؤل بشأن ما رصده المراقبون من تطور نوعية السلاح الذي تستخدمه جبهة النصرة في القتال الدائر بعرسال وإذا ما كان مصدره مخازن الجيش الحر، قال عفيسي « نوعية السلاح الموجود مع النصرة هو ذاته الموجود لدينا بالجيش الحر ولكن هو سلاح خاص بهم وليس من مخازن الجيش الحر فالأخير لا ينسق مع النصرة .. النصرة استولت على مخازن أسلحة كثيرة تابعة للنظام السوري كغنائم كما قاموا بشراء أسلحة من العراقبتمويل من عوائد كمنابع البترول الواقعة تحت سيطرته».
وقدر عدد مقاتلي النصرة الموجودين في عرسال بما يتراوح من 2000 إلي 3000 مقاتل.
وفي رده علي تساؤل حول تواصل الجيش الحر مع جبهة النصرة باعتبارها فصيل سوري معارض واقناعها بالانسحاب من عرسال وخاصة ان المعركة ليست مع الدولة اللبنانية بل مع نظام الأسد، أجاب نائب رئيس هيئة الأركان :» نحن في تواصل مستمر منذ وقت بداية الأزمة وإلي الأن وبشكل دائما مع كافة الفصائل حتى النصرة للانسحاب من المنطقة».
وتابع «لكننا نريد تأمين اخوتنا الموجودين في مخيمات عرسال هناك وحمايتهم من قبل الجيش اللبناني … ولكن وكما قلت أخشي ما يدور خلف الكواليس من التحضير لمذبحة لهؤلاء اللاجئين خاصة مع السماح بخروج اللبنانيين والابقاء أكثر من 120 ألف لاجي سوري هناك».
واردف « انني أناشد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بوقف الاقتتال وسيتم حل المشكلة بالحوار وسينسحب كافة المقاتلين من النصرة وغيرهم من عرسال مقابل ان يتم حماية اللاجئين السوريين هناك».
وقال عفيسي عن كيفية قيام الجيش الحر بالتنسيق للتهدئة بين الجانبين خاصة مع رفض رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس لأي تحاور أو تفاوض مع من أسماهم بالتكفيريين، « نعم رئيس الوزراء قال لا حوار مع المسلحين ..ولذا فرئيس الائتلاف الوطني ومجموعة من اعضائه ومجموعة من النشطاء هم من يقومون بالتواصل والحوار مع الحكومة اللبنانية وبالتالي هم سيفرضون على المسلحين الخروج من عرسال».
وتابع « نعم الجيش الحر ليس له قوة الزامية ولا عسكرية علي جبهة النصرة وانما نحن بشر بالنهاية وبالحوار نستطيع أن نحافظ على الدماء على الأقل دماء الأبرياء من المدنيين».
وعبر نائب رئيس هيئة اركان الجيش الحر عن عدم اكتراثه بشأن مطالبة بعض القوى اللبنانية بإغلاق الحدود السورية اللبنانية، قائلا «نحن لسنا مهتمين بإغلاق الحدود لأن الحدود النظامية واقعة تحت سيطرة النظام السوري لا الجيش الحر ..اما المسلحون والثوار المساندين للثورة السورية فيدخلون عبر الحدود غير النظامية».
وتعتبر عرسال إحدى قرى قضاء بعلبك في محافظة البقاع الواقعة على سلسلة جبال لبنان الشرقية وتشترك مع سورية في خط حدودي طوله50 كم ويصل عدد سكانها إلى 35 ألف نسمة غالبيتهم من المسلمين السنة.
ورفض نائب رئيس هيئة أركان الجيش الحر ما يوجه لقيادات الجيش من لوم وعتاب من دفاعهم سابقا عن كلا من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) تحت دعوى انهما يخوضان الى جانب الجيش الحر الحرب ضد نظام الأسد وبالتالي لم يلتفتا إلى ما رصده مراقبون كثيرون من خروقات وجرائم ارتكبت على أيدي تلك الجماعات. وقال عفيسي «لا لم ندافع عن النصرة وداعش في يوم من الأيام .. ولكن يجب ان يؤخذ في الاعتبار ان كل فعل له رد فعل فتدخل حزب الله في سوريا وقتل الناس هناك من المؤكد أنه أحدث ردات فعل وبالتالي فداعش والنصرة أحد تلك الردات».
وتابع «لست متعاطفا مع النصرة ولا مع داعش بالتأكيد فأنا أول المطلوبين على قوائم الاخيرة أنا متعاطف فقط مع الـ120 ألف لاجئ سوري هؤلاء الذين يتم قصفهم بأجندات إيرانية وحزب الله».
واستنكر عفيسي تخوف البعض بلبنان من ان يتحول اللاجئون السوريون وتحديدا بعرسال إلى قنابل موقوتة تهدد أمن واستقرار بلادهم على المستقبل البعيد، قائلا «اللاجئون لا يخرجون خارج نطاق المخيمات بالأساس فكيف يكون لهم أثر سلبي في المستقبل البعيد هؤلاء الآن محاصرون ولا يسمح لهم بالخروج من المنطقة التي تدور فيها المعارك وأكرر نخشى أن تتم تصفيــتهم عبر مذبحة يجري الأعداد لها الآن». (د ب أ)

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.