صراع على شرعية المحاكم بين «النصرة» و«الجيش الحر» في درعا السورية

 أخلت الهيئة الشرعية في الريف الغربي لدرعا جنوبسوريا مسؤوليتها في قضية اعتــــقال قائد لواء الحرمين والقيادي في الجيش الحر شريف الصفوري، الذي اعتقلته جبهة النصرة مؤخرا مبـــررة اعتقالها هذا بأنه احتكام لأوامر محكمة «الكوبرا» الخاضعة للنصرة.
فيما أشار ناشطون إلى أن هذا التصرف يعني تورط الجبهة في عملية الاعتقال دون خلفية قضائية.
وبحسب بيان أصدرته المحكمة حصلنا على نسخة منه، إننا «نخلي مسؤوليتنا من عملية الاعتقال، حيث لم نوجه أي شكوى بخصوص الصفوري، وبناء عليه فلا تتم مراجعة المحكمة في هذا الموضوع».
واعتبر ناشطون ميدانيون بأن عملية الاعتقال التي نفذتها النصرة لقائد اللواء، والتي تبعتها مصادرة لأسلحة لواء الحرمين بعد اقتحامه دون وجه حق، اعتبروا تصرف النصرة تصرفا منفردا، ويصل إلى حد السطو المسلح ، طالما أنه بدون خلفية قضائية وشرعية، وبحسب الكثير من هؤلاء الناشطين فإن هذه العملية تعري جبهة النصرة وتصرفاتها.
من جهته قال الناشط الإعلامي معاوية الزعبي إن عمليات الاعتقال التي تنفذها النصرة ممثلة بمحكمة «الكوبرا» غير مجمع عليها بحوران في الأساس، واستنادا على ذلك فإن عمليات الاعتقال التي تقوم بها يشوبها بعض اللبس، وخصوصا فيما يتعلق بقضية قائد لواء الحرمين شريف الصفوري.
وعن موقف الناشطين من عمليات الاعتقال هذه والسبيل لوقفها يقول الزعبي «برأيي نحتاج لمثل هذه المحكمة، ولكن ينقصها الغجماع من كل الفصائل على الأرض، و حتى تنال هذه المحكمة الاجماع لابد من أن تتمتع بالشفافية والمساواة في الأحكام».
ويضيف الزعبي، إن الناشطين حينما اعتقل زميلهم «ملهم الكايد» لدى النصرة إثر إشكال بسيط أثروا على المحكمة، واستطاعوا من خلال الضغط المكثف عليها، من إطلاق سراحه، حيث تجاوبت المحكمة معهم حينما وجدتهم يدا واحدة».
ويؤكد الزعبي بأن تعدد المحاكم، وخشية الصدام مع أي منها، يؤثر على طبيعة عملها، ولذلك فإن السبيل الوحيد لحل هكذا معضلات هو توحد المحاكم والهيئات القضائية، لوقف العشوائية في اتخاذ القرار، ولإيجاد مرجعيه موحدة للمحكمة.
الجدير بالذكر بأن غالبية القوى التنفيذية في «محكمة الكوبرا» من العناصر المنتمين للنصرة، وتتنافس الكوبرا مع «محكمة غرز» التي تتبع بشكل كامل للجيش الحر، والتي ينتقدها ناشطو درعا لضعف أدائها، وعدم قدرتها على البت في الأمور الحساسة نتيجة المحسوبية داخل المحكمة.
وفي الوقت نفسه يرى ناشطون آخرون، أن محكمة غرز تعد رغم جميع سلبياتها، أفضل بألف مرة من محكمة الكوبرا، التي تعتبر بالنسبة إليهم شبيهة بأفرع مخابرات النظام السوري، حيث أن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، بحسب وصفهم و ذلك لتكتم «الكوبرا» الشديد على القضايا و المعتقلين.

مهند الحوراني – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.