علويون يطلقون «صرخة» ضد الأسد: الكرسي لك والتوابيت لأولادنا

عاد التوتر الطائفي الى المشهد في جبل الشيخ بعد الكثير من محاولات التهدئة وتحييد الانتماء الطائفي عن الصراع في المنطقة مع دفع النظام أبناء الطائفة الدرزية للدخول في اتون الحرب من جديد دون وعي منهم، فبعد ان كان النظام يتقدم بجنوده في ساحات المعارك ويترك اللجان الشعبية والدرزية على حواجز التفتيش وما شابه، انقلبت الآية واصبحت تلك اللجان في مقدمة المعارك والنظام يؤازرها بالقصف والطيران من بعيد، فيما أطلق ناشطون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، حملة ضد بقاء الأخير في الحكم واستنزاف أبناء الطائفة في حرب الدفاع عنه المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

وعلى صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، عرضت تنسيقية «صرخة»، امس الثلاثاء، عشرات الصور لمنشورات ورقية معارضة للأسد تم توزيعها في عدد من شوارع وساحات مدينة طرطوس الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربي سوريا والتي تعد المعقل الأكبر للطائفة العلوية في البلاد.
وحملت تلك المنشورات التي رفع بعضها أشخاص لم يظهروا وجوههم في الصور المعروضة عبارات مثل «الكرسي لك(الأسد) والتوابيت لأولادنا!» و»الشارع بدو(يريد) يعيش»، «حتى البحر تعب و بدو يعيش بسلام» و»صرخة ضد القتل والدمار والطائفية».
وفي تصريح لوكالة «الأناضول»، قال سالم الطرطوسي أحد المشرفين على الصفحة التي أنشئت قبل نحو 3 أشهر، إن الحملة تدعم الثورة السورية ضد بشار الأسد وتؤيد استمرارها وترفض الحرب الطائفية والقتل والدمار، في سبيل بقاء قلة قليلة من النظام على كراسي الحكم وفي مقدمتهم بشار الأسد، بينما أبناء الطائفة العلوية هم من يدفعون الثمن.
بلدة بيت تيما السنية هذه المرة كانت مسرح الصراع، فقد قامت مجموعة من اللجان الدرزية من بلدة (قلعة جندل) بنصب كمين لمجموعة من الجيش الحر قتلت منهم ثلاثة عناصر وحاصرت الباقي، علما بان البلدة تعتبر بلدة مدنية لا وجود دائم للحر فيها لتتحول الى ساحة صراع وجبهة مفتوحة بعد هجوم نفذه الثوار على مفرزة الامن العسكري التابعة لفرع سعسع مرتكز النظام في المنطقة، لتخفيف الحصار المفروض من قبل الجيش والكمين الدرزي على مجموعة الثوار.
في حديث مع معاذ الدمشقي الناشط الإعلامي في جبل الشيخ صرح الأخير بان «العملية كانت نتيجة اعتداء الدروز على الثوار، وهدفها فك الحصار عن المحاصرين حيث دخل المهاجمون المفرزة بعد هروب عناصر النظام منها دون سلاح ولاحتى ملابس وتم فك الحصار عن المحاصرين ولكن ومن أجل بقاء المنطقة مدنية وتحييدها عن دائرة الحرب قرر الحر السماح للمفرزة بالعودة وتهدئة الوضع».
وتحدث الأخير ان النظام عاد الى لعبته الخبيثة ليدفع باللجان الدرزية الى دخول (بيت تيما) وبالفعل حاولوا التسلل من المفرزة الى البلدة، ولكن الحر كان لهم بالمرصاد فكبدوهم الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد وقتل عناصر المفرزة وتراجع الدروز الى قلعة جندل مما زاد من سخط النظام على المنطقة، ليرسل المروحيات المحملة بالبراميل والطائرات الحربية لينتقم من المنطقة، فكان مجموع البراميل التي سقطت على البلدة 30 برميلا ليلا ونهارا ونفذ الطيران الحربي اربع غارات جوية على البلدة كانت السبب في تدمير البنى التحتية كاملة والمنازل وتهجير حوالى 20 الفا من أهلها ولاجئين إليها ليعانوا مرارة التشرد من جديد في ظل نقص الغذاء والكساء والمأوى والدواء وتم تسجيل اربع حالات وفاة نتيجة القصف امرأة وثلاثة شبان.
وفي سياق متصل نفذ الحر هجوما معاكسا على اللجان الدرزية في قلعة جندل ليقترب من حصونهم وينصب كمائن بالقرب من معاقلهم. وكان آخر وأهم الأحداث هو اعتقال النظام للموظفين المارين على حواجزه وتهديده بقصف المدنيين إذا لم تسلم الجثث التي قتلت في المفرزة التي تعود للطائفة العلوية حصرا، وهنا يظهر جلياً مكر النظام واستهزاؤه بالدروز فقد اهتم بالقليل من جثثه، وأجرى مفاوضات عليها بينما لم يعر لجثث الدروز المحتجزين عند الثوار أي اهتمام، وعندما قيل لرئيس فرع سعسع برسالة له ان الثوار يحتجزون جثثا للدروز أيضاً قال «مالنا علاقة، كلاب تقتل بعضا»، وفعلا تم تسليم أربع من الجثث مقابل تعهد النظام بعدم قصف المدنيين والافراج عن المحتجزين في الفرع وترك بعدها النظام في المعركة ووضع اللجان الدرزية في مواجهة الثوار.
وفي حديث للناشط معاذ مع احد القادة العسكريين في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام قال «حاولنا جاهدين تحييد هذه اللجان عن المعركة و الاقتصار على محاربة النظام ولكنهم أبوا إلا أن يدخلوها على مر الأيام منذ بداية العمل العسكري في المنطقة، وكنا كثيراً ما نتغاضى عن انتهاكاتهم بحق قواتنا ولكن عندما تكون الانتهاكات بحق أهلنا المدنيين فإننا «نحرق الأرض من تحتهم». وتحدث له آخر من جبهة النصرة «مفخخاتنا كنا نسيرها باتجاه معاقل النظام وإلى اليوم ما زال هذا اتجاهها ولكن إن أرادوا الدخول في هذه المعركة فنحن لها ونحن الذين أدخلنا عناصرنا إلى قيادة الأركان وببساطة ندخلها إلى قراهم».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.