د. كمال اللبواني
منذ اندلاع الثورة وخلال سنوات معركة الزبداني لم تتوقف ، والعدوان الهمجي الذي يشنه النظام ثم حزب الله عليها مستمر ، ويبدي شبابها صمودا بطوليا في مواجهتهم ، يقاتلون عند كل بيت وكل شجرة وكل صخرة، ويسقط منهم الشهداء تلو الشهداء معمدين أرضها الطاهرة بدمائهم الزكية …
حجة النظام أنهم مندسين ثم مسلحين ثم ارهابيين وهم أهل هذه الأرض وسكانها حيث ذكريات كدهم وعرقهم ، وساحات ألعاب طفولتهم ، وزواريب حبهم وعشقهم … وحجة حزب الشيطان حماية المقامات المقدسة وأين هذه المقامات، ثم الطريق للقدس … وكأن القدس تنتظر من مجرم يفتك بشعب سوريا أن يتاجر بها ، وكأن نظام ايران أقل حقدا عليها من متعصبي الصهيونية …
لا أيها الخائب الجبان ، الطريق للقدس لا يمر عبر ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم تطهير وتهجير ، ولا يمر عبر قتل شباب الزبداني وتهجير أهلها وتدمير بيوتها ومزارعها … والحق لا يحصّل بالباطل والجريمة … ومن يتق الله يتقيه في شعبه وأهله أولا … لكن أمثالك من الأذلاء المتاجرين بالقضايا ، المجرمين القتلة ، توهموا أن خداعهم لحاضنتهم وجرها لويلات الحرب ضد أخوتهم … هو النصر الذي يديم تسلطهم عليهم … ونسوا الله ، وأنه الحق . ونسوا أن ما يفعلوه اليوم لن ينس ولن يغفر ، وأن معركة تحرير الزبداني مهما طالت هي جزء من معركة تحرير حمص والقصير ودمشق وبيروت من هذا الرجس الذي اسمه حزب الشيطان … ونسوا أن معركة الحرية والكرامة التي يخوضها شعب سوريا هي الطريق الوحيد نحو نحو الكرامة والانسانية والحق .
اليوم تعلن مكبرات المآذن التي سيطر عليها حزب الشيطان أمر تهجير أهل الزبداني وتدعوهم للانتقال بعيدا عنها ، تهجرهم من القرى التي لجأووا اليها نحو المجهول … لأن ذلك يخدم قضية القدس … وأي قدس ؟؟؟ والقدس منهم ومن شيطانهم براء !!!! نقول لهذا الآبق الخائن إذا لم تكن الزبداني لأهلها فلن تكون لأحد ، وستكون نارا تحت أقدام الغزاة المجوس عبدة النار والشيطان ، ولن ينس حرية الزبداني وكرامة أهلها كل من شرب ماءها واستظل بشجرها وأكل من خيراتها ، ولن تتوقف المقاومة فيها حتى يزول عنها هذا الغم …
كل الاكبار والفخار لشباب الزبداني الصامدين الذين لم يبخلوا بريعان شبابهم فداء لها وسبقونا لرضوان ربهم ، وكل الخزي والعار لحزب الشيطان المتاجر بقضايا العرب والمسلمين ، وهو أشد عليهم من أعتى أعدائهم …
عهدا ألا تنتهي معركة الزبداني إلا بتحرير دمشق وحمص وبيروت من هذا الرجس واسقاطه في عقر داره (طهران العار والنفاق)، وقرداحة (الغباء والحقد على البشر والشجر والحجر ) … وعهدا ألا يهنأ أحد بعيشه طالما أهل سوريا بين مهجر وشريد … فاليحقد الحاقدون ، وليتجبر الطغاة، ويتآمر المتآمرون … إنها الحرب التي أشعلوها ، ونحن أهلها ، والحرب جولات وما النصر إلا من عند الله … ولن ينتصر الباطل ولن يحق إلا الحق … وعهدا على القتال من أجل حريتك يا سوريا ، وعهدا على هزيمة الشيطان وحزبه في كل مكان …
تحيا سوريا تحيا الزبداني الحرة ، والله هو المنتصر .

